"أنا لو مدخلتش الكلية اللي نفسي فيها مش هنجح"، جملة رددتها إحدى طلاب الثانوية العامة شعبة "علمي علوم" والتي كانت تحلم بالتحاقها كلية الطب أو الصيدلة ولكن جاءت النتيجة عكس ماتوقعت، بالرغم من أن مستواها الدراسي كان يصنف من المتميزين، إلا أن القدر كتب لها شىء آخر. دينا محرم، مثال للطالبة النجيبة التي تخرجت من الثانوية العامة بمجموع عالي "أنا دخلت وأتخرجت من كلية الآداب بالدموع.. وكان أهلي مسميني نجيبة متولي الخولي النموذج الذي عرض في الفيلم المصري التي حازت 101%، وكان طموحي في أقل مجموع 97%، لإعتيادي طوال فترة الدراسة على أن أكون الأولى على المدرسة، ولكن تخرجت من الثانوية العامة بمجموع 91% وكانت الصدمة أن هذا المجموع لم يحقق حلم الطب والصيدلة او العلوم، وكانت كلية الآداب هي الرغبة رقم 13 في قائمة رغباتي، وكان رفضي لها أنها كلية نظرية وأدبية، وفكرت بطريقة جدية أن أعيد ثانوية عامة، وتعرضت لأزمة نفسية بسبب تلك الظروف التي كانت عائق أمام تحقيق حلمي وأن اكون دكتورة".
ومع مرور الوقت الذي كان ليس لصالح الفتاه الحالمة بكلية الطب، وضغط الأهل والأصدقاء أستسلمت إلى أن تلتحق بكلية الآداب "كانت قائمة رغباتي أولها قسمي الإعلام وعلم النفس، وخرجت يوم التقديم من الكلية وأنا بعيط، وظهرت النتيجة بعد فترة من تقديمي بها لألتحق بقسم الإعلام، وكانت السنة الأولى بالنسبالي أصعب من الثانوية العامة لأني متعودة إن الكتب يكون كلها معادلات وليس كلام نظري، ومع الوقت رضيت بقضاء ربنا وخلصت الترم الاول بتقدير امتياز".
ومع نهاية كل ترم وظهور فرص التدريب في مجال الإعلام وحصولها على تقديرات مرتفعة كانت سعيدة بوجودها في ذلك القسم"ممكن مكنتش حققت نجاح في الطب"، وكان لحظة النجاح الحقيقي يوم مهرجان مشاريع التخرج للقسم ليفوز مشروع تخرجي "فيلم ترانزيت" بجائزة الإبداع.
ومع استعادة الطالبة لمراحل نجاحها بكت تأثرًا بما ترويه موجهة حديثها لطلاب الثانوية العامة " لو سعيت ومدخلتش الكلية التي ترضيك أكيد ربنا هيدخلك الكلية اللي هتحقق نجاح فيها مش مجرد طالب بتدرس المواد، وإن النجاح مش وصولك لهدفك إنما هو التأقلم على الظروف المحيطة ايًا كانت وتنجح". "كان حلمي فنون تطبيقية وفنون جميلة"، بدأ الطالب محمود المصري كلماته بتلك الجملة التي أخذته لزمن آخر في بضع دقائق ثم أستكمل حديثة قائلًا "كنت بدرس علمي رياضة وأجتهدت طوال العام لكي احتاز على مجموع عالي لألتحق بكلية الفنون التطبيقية أو فنون جميلة، وبعد انتهاء من امتحانات الثانوية قدمت في امتحانات القدرات لالتحق بأي منهم، واتقبلت في فنون تطبيقية، ولكن لا يشاء القدر أن أحصل على مجموع عالي، فحصلت على 85%، لم أستطيع وصف شعوري في ذلك الوقت، لم أمُلك إلا الرضا بما قدره الله لي، ولكني لم اتوقف عند مجموع الثانوية، وقدمت في جامعة عين شمس كلية الآداب قسم علوم الاتصال والإعلام وليس على اقتناع". وسكت مصري برهة ليتسعيد أيامه في السنة الأولى بالكلية مستكملًا "أخذت وقت طويل حتى اتأقلم على الدراسة بها، واشتركت في أكثرمن نشاط طلابي، كما رُشحت من قِبل الكلية في أكثر من تنظيم لمهرجانات ومعرض الكتاب، ولُقبت من رئيس قسم الاعلام الاستاذة هبه شاهين ب"شعلة النشاط"، وسوف اترشح العام القادم لرئاسة الاتحاد".
بينما قالت شهيرة فوزي طالبة بالفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة عين شمس"خلصت علمي رياضة ب 92% وكان حلمي كلية الهندسة، بعد محاولات عديدة أن التحق بكلية الهندسة ورفضي التام للجامعات الخاصة، فكان الرغبات تقف عقبة أمام أحلامي لتكون النتيجة كلية الهندسة أقاليم وقتها كان الحاجز يتكرر مع رفض أهلي وعدم أستطاعاتي بإقناعهم".
"لم يُعرف الاستسلام طريقي"، استكملت الطالبة حديثها بأنها لم تستلم طوال حياتها والتحقت بكلية العلوم قسمي الرياضة والفيزياء، وحُبي للفيزياء ساعدني كثيرًا. كما ساندت طلاب الثانوية العامة لهذا العام بتلك الكلمات "إن مجموعك في الثانوية العامة ليس نهاية العالم، ووجود في الكلية بإجتهادك وليس بإسمها، وإنك تقدر تطور نفسك بالإجتهاد".
"مجموع الثانوية استقبلته بصدمه واهلي أستقبلوه بالحمدلله" كان مجموع الثانوية العامة واقع مؤلم على الطالب مصطفى طلعت الذي كان حلمه كلية الهندسة جامعة عين شمس بالتحديد، لكن لعنة الثانوية أصابته ولم يحصل على مجموعها رغم اجتهاده طوال العام.
شرد مصطفى لعدة دقائق مستكملًا "خدت أوراقي وقدمت بكلية التجارة بجامعة عين شمس، وفكرت كتير إن مكملش تعليمي، وأول اسبوع دراسة حسيت بالخنقة، وبعد مدة تأقلمت مع الوضع وفكرت أنمي موهبتي في مسرح الكلية لحبي الشديد للتمثيل، وأتعلمت أكتب سيناريو، وبالفعل كان مسرح الكلية هو السبب في نجاحي بكلية التجارة"، موجهًا عبارة لطلاب الثانوية المٌنتظرين نتيجتهم "مجموع الثانوية مُجرد رقم، ربنا بيقدر دايمًا الأحسن".