ما شهدته الجلسة الثانية لمحاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق و6 من معاونيه اليوم بتهمة قتل المتظاهرين هو عبارة عن مهزلة دفاعية بكل المقاييس. ان ما قام به المدعون بالحق المدني المدافعون عن دماء الشهداء اليوم ينم ويدل على عدم تقدير الامور من جانبهم لخطورة القضية ولكرامة وعزة من يدافعون عنهم وعدم تقدير قوة وحجم المتهمين في القضية . ان عدم تنظيم هيئة المدعين لظهورهم ولكلماتهم وايضا لتكرار طلباتهم ما اراه الا متاجرة بدماء الشهداء الابرار ومحاولة منهم للظهور امام شاشات التليفزيون لانهم يعلمون ان الكل يتابعهم ويراهم واكاد اجزم ان لسان حالهم يقول ان ظهورهم الان يفيدهم في قضاياهم المستقبلية وهذه نقيصة كبيرة ما كان ينبغي ان يقعوا فيها . ايها المحامون : ان اسر الشهداء وضعوا دماء ابنائهم التي ضحوا بها من اجل ازالة نظام فاسد وضعوها كلمات بين ايديكم تنطقون بها امام عدالة المحكمة لتهدأ كل ام مكلومة ويبرد قلب كل اب مجروح .. وتعود البسمة لبراءة طفلة عندما ترى قاتل ابيها يأخذ جزاءه . هل تذكرتم ان هؤلاء الاباء الموتورين والامهات الثكلى والاطفال اليتامى والزوجات الارامل فوضوكم لاستعادة حق ذويهم الذي دهس في كل الميادين بأقدام هؤلاء المجرمين . اظن اليوم ان مرارة الحزن في كل قلب قد زادت وان دماء الشهداء اليوم مرة اخرى قد سالت بما فعلتموه داخل قاعة المحكمة من فوضى مبيتة . حقا .. لقد رأيت دمعة ام تبكي خلال الجلسة .. كانت دمعة حرى تحرق كل خد .. وتلعن كل قلب قتل .. وكل لسان عن الحق خرس وبالحق تاجر. فكنتم انتم ايها المحامون تتاجرون بدماء شهدائنا وتتاجرون بمرارة تعصر قلوبنا . فهل رأيتم هذه الام ايها المحامون وانتم تتكالبون على الظهور امام الشاشة ام ان قضيتكم كانت اكبر من ذلك .. كانت قضيتكم وراء مغانم تأخذونها ومكاسب تريدونها . لقد كان حالكم ايها المحامون عجيبا حقا.... رأينا دفاع المتهمين جلوسا صامتين وكأنهم الاقوى .. وكأن الحق معهم ولهم .. وهو عكس الواقع فانتم تدافعون عن اكثر من 1000 شهيد ومصاب وهم يدافعون عن 7 متهمين .. انتم كثر وهم قلة .... انتم تساندكم هئية الادعاء العام وشهود اثبات وهم يبحثون عن شهود نفي . انتم ايها المحامون كانت تساندكم دعوات كل ام مقهورة وكل زوجة في فراق زوجها مكلومة وكل طفل وطفلة تنتظر حصن امان وحضن حنان ... ولكن بكل اسف خذلتم الكل وقتلتم الكل بالفوضى التي كنتم فيها . اني اساءلكم ماذا كنتم تريدون بالله عليكم ؟ لقد سعدنا عندما تحدث الاستاذ سامح عاشور عن توحيد صفوفكم واختيار اسمائكم لترتيب مطالبكم ودفاعكم وسعدنا ايضا عندما تحدث احدكم وهو الاستاذ امير سالم موضحا مطالبه العشرة التي استوفت كل شئ، وكانت كافية لكم لتنتقلوا الى نقطة اخرى ولكن لم يدم ذلك طويلا فرأينا فوضى دائمة لايمكن الا تسميتها عدم تقدير للامور ، بل يمكن ان اقول اكثر من ذلك انها فوضى متعمدة لافشال جلسات المحاكمة وليس تأجيلها فقط ، بل من الممكن لي ان اقول ان بعضكم من فلول النظام المخلوع الذي يتعمد افشال كل نجاح للثورة ؟ فقد رأينا المستشار احمد رفعت يرفع الجلسة اكثر من مرة بعد فوضاكم ايها المحامون . كان جدير بكم ان تكونوا اكثرة وعيا من ذلك وتستشعروا هيبة وعظمة الشهداء الذين تدافعون عنهم وتقدرون حجم القضية الملقاة نورا بين ايديكم وكلمات حق في حناجركم . حقا ايها المحامون كانت صدمتنا فيكم كبيرة بما فعلتموه اليوم فهو وصمة عار على جبهة مضيئة تدافع دوما عن كل مظلوم ويجب ان تستعدوا للجولة القادمة برزانة وحنكة وخبرة ودعكم من كل تفاهة اعلامية تجرون وراءها او مغانم تريدونها . ولعلي اكون مخطئا في انكم من فلول النظام السابق المتأمرين على افشال جلسات المحاكمة والمتأمرين على قتلنا في كل جلسة من جلسات المحاكمة .