تحكم الأغلبية البوذية، في ميانمار "بورما"، وتضطهد الأقلية المسلمة فيها، التي تمثل حوالي 10% من السكان وهي تتعرض للإبادة والتشريد، حيث احتل الملك البوذي بوداباي، وقام بضمها إلى ميانمار خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، ليستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم. البوذية ظهرت ديانة البوذية في بلاد الهند بعد الديانة البرهمية في القرن الخامس ق.م، دعت في بدايتها إلى التصوف والخشونة ونبذ الترف والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخير، لكنها لم تلبث بعد موت مؤسسها أن تحولت إلى معتقدات باطلة ذات طابع وثني، حتى غالى أتباعها في مؤسسها فألهوه.
تأسيسها أسس سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا عام "560 – 480 ق.م"، الديانة البوذية، وبوذا تعني العالم ويلقب بالمعتكف أيضًا.
معتقداتها يعتقد البوذيون أن بوذا هو ابن الله، وهو المخلص للبشرية من مآسيها وآلامها، وأنه يتحمل عنهم جميع خطاياهم، ويعتقدون أن تجسد بوذا كان بواسطة حلول روح القدس على العذراء مايا، وغالى البوذيون في بوذا حتى ألهوه فهو معبودهم الأول في هذا الشأن. وكتبهم ليست منزلة ولا يدّعون هم ذلك. وينقسم البوذيون إلى قسمين؛ بوذيون متدينون، وهؤلاء يأخذون بكل تعاليم بوذا وتوصياته، وبوذيون مدنيون، وهؤلاء يقتصرون على بعض التعاليم والوصايا فقط.
انتشارها انتشرت البوذية بين عدد كبير من الشعوب الآسيوية وهي مذهبان، المذهب الشمالي وكتبه المقدسة مدونة باللغة السنسكريتية، ويسود في الصين واليابان ونيبال وسومطرة، والمذهب الجنوبي، وكتبه المقدسة مدونة باللغة البالية، وهو سائد في بورما وسيلان وسيام.
احتلال أراكان في عام 1784م احتُلت أراكان من قِبَل الملك البوذي "بوداباي" الذي قام بضم الإقليم إلى ميانمار خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة، واستمر البوذيون البورميون في اضطهاد المسلمين ونهب خيراتهم.
اضطهاد للمسلمين واستمر اضطهاد البوذيين لمسلمي الروهينجا، حيث كان أول اضطهاد للمسلمين، عام 1550- 1589، إبان عهد الملك "باينتوانج"، الذي حظر ممارسة الذبح الحلال للدجاج والمواشي بسبب التعصب الديني.
وأجبر بعض الرعايا للاستماع إلى الخطب والمواعظ البوذية مما يجبرهم لتغيير دينهم بالقوة، ومنع أيضًا عيد الأضحى الخاص بالمسلمين، ومنعهم من ذبح الأضاحي من الماشية والأغنام في الأعياد والأيام العادية.
ولم يختلف الوضع كثيرًا، فحينما وصل الجنرال "ني وين" إلى السلطة عام 1963، عمل على اضطهاد المسلمين، حيث تعرضوا للتهميش والإقصاء وطردوا من الجيش، ووصفوهم بأنهم "قاتلي البقر".
وفي 1997، استكمل البوذيين، اضطهادهم للمسلمين، وهتفوا بشعارات مضادة للمسلمين، فاستهدفوا في هجومهم المساجد أولًا، ثم تلاها ممتلكات المسلمين من منازل ومتاجر وعربات نقل في الأماكن القريبة من المساجد.
وفي 2001، حدثت مذبحة على يد البوذيين، حيث وزعوا في جميع الأنحاء كتيب يسمى: "الخوف من ضياع العرق"، وطالبوا بتدمير مساجد المسلمين، واندلعت أعمال شغب بينهم في "توانجوا"، حيث قتل أكثر من 200 مسلمًا وتدمير 11 مسجدًا وإحراق أكثر من 400 منزلًا، وفي نفس اليوم تعرض 20 مسلمًا كانوا يصلون في مسجد "هان ثا" لإطلاق النار من القوات الموالية للمجلس العسكري فقتل بعضهم ومن نجا من ذلك فقد تعرض للضرب حتى الموت.
وفي 25 أغسطس المنصرم، ارتكب جيش ميانمار، انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان في أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهينجا، حسب تقارير إعلامية.
ونظرًا لأن مسلمي الروهينجا يمثلون الأقلية المسلمة، فقد تعرضوا لاضطهاد على يد الأغلبية البوذية، وتعرضوا لمذابح جماعية، قطع رؤوس الأطفال، حرق الرجال حتى الموت واغتصاب النساء، وذلك حسب تقارير رسمية صادرة عن الأممالمتحدة.
وذكر تقرير للأمم المتحدة أن حوالي 40 ألف شخص من أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار فروا إلى بنجلاديش الأسبوع الماضي، بسبب أسوأ حملة قتل وإبادة يتعرضون لها.