يبدو أن المستشار وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة السابق، لم يستطع مواجهة ضغوط الاتهامات التي وجهت له في قضية الرشوة المالية التي سبق التحقيق فيها مع المتهم جمال اللبان، مدير إدارة المشتريات بمجلس الدولة، انتحر داخل غرفة محبسه بحجز الرقابة الإدارية بمدينة نصر. انتقل رئيس نيابة أمن الدولة لمناظرة جثمان وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة السابق ، الذي انتحر داخل محبسه في هيئة الرقابة الإدارية بمدينة نصر، لاتخاذ الإجراءات والتصريح بالدفن عقب التشريح.
ومن جانبه قال السيد البحراوي، محامي وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة السابق، إن موكله أقدم على الانتحار داخل الحجز الإداري لهيئة الرقابة الإدارية بمدينة نصر، حيث قام بشنق نفسه بكوفية كان يرتديها. وفيما يلي ترصد "الفجر" أبرز الأسباب التي قادت وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة السابق، إلى الانتحار.
تورط في قضايا من 2012 بداية الضغوط النفسية التي تعرض لها أمين عام مجلس الدولة السابق ودفعته للإنتحار عندما أجبر على الإستقالة، بعد أن فشل في الدفاع عن نفسه، وتمت إتصالات بين رئيس المجلس والنائب العام، أكدت تورطه في القضية عن طريق تسهيل تعاقد المجلس مع بعض الشركات، مستغلًا منصبه كأمينًا عام، والمفاجأة التي كسرته نفسيًا بشكل نهائي هي الكشف عن وقائع متورط بها منذ 2012، وقت تواجده كعضو بالأمانة العامة.
التحول من شاهد إلى متهم إحساسه بإقترابه من الاتهام بشكل رسمي في القضية بعد صدور أمر بحبسه 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات التي أجريت معه بمعرفة النيابة، على خلفية قضية الرشوة، بعد القبض عليه عقب الاستقالة، وهنا وجد وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة السابق نفسه تحول من شاهد إلى متهم خاصة وأنه كان متوقع إنه ذاهب ليلقي شهادة عن القضية فحسب، وهو ما أثر عليه نفسيًا وكان من بين الأسباب التي دفعت للإنتحار، لأن سبب قبول الاستقاله كان سماع أقواله فقط، ولم يكن متخيل أنه سيوجه له إتهامات.
فساد مالي وإداري وتربح في بداية التحقيق معه لاحقته الاتهامات بالتورط في قضايا فساد مالي وإداري، والتربح من منصبه خلال السنوات الماضية.
إثبات تورطه في قضية الرشوة وزاد الضغط النفسي عن "شلبي" عندما واجهته النيابة بتحريات هيئة الرقابة الإدارية تؤكد تورطه في قضية الرشوة حيث تضمنت التحريات تسجيلات لمحادثات هاتفية، كشفت عن ضلوعه فيها وكذا الأدلة الأخرى المقدمة ضده من هيئة الرقابة الإدارية في شأن تلك الواقعة، ليصبح متهمًا رسميًا أمام المجتمع ونفسه، وأصبح كارهًا لنفسه التي قادته لذلك الموقف والمحبس.
التخلص من النفس بالإنتحار ويرى أساتذة الإجتماع أن في مثل تلك الحالات من الانتحار يكون هدف الشخص هو التخلص من نفسه، بمعنى أنه عندما يشنق نفسه فهو لا يدرك بذلك إنه سيغادر الحياة، ولكن يكون هدفه الناتج عن الضغوط النفسية هو التخلص من نفسه التي قادته لتلك الأزمة، وهو ما حدث ما أمين عام مجلس الدولة السابق فكره نفسه التي قادته إلى المحبس فتحلص منها بالإنتحار.
