إعلاميون يتوقعون زيارة قريبة ل"تل أبيب".. وسياسيون يستبعدون تكرار خطأ "السادات"
"أقول للإسرائيليين، وهم يسمعوني، وأرجو أن تسمح القيادة الإسرائيلية بإذاعة خطابي هذا في إسرائيل مرة ومرتين: هناك فرصة حقيقية برغم عدم وجود مبررات من وجهة نظر كثيرين لتحقيق سلام في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة".. كلمات تاريخية قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس خلال افتتاح محطات كهرباء جديدة بمحافظة أسيوط، البعض اعتبرها بداية جديدة وخطوة حقيقة لفرض السلام بالمنطقة وقبلة الحياة للقضية الفلسطينية.
وبعيدًا عن الرؤية التحليلية لما ذكره "السيسي"، ربط كثيرون حديث السيسي الموجه لإسرائيل بموقف الراحل أنور السادات أول رئيس عربي يذهب إلى تل أبيب ويلقي خطاباً أمام الكنيست26 آذار (مارس) 1979.
وعلى غرار "السادات" جاهر "السيسي" برغبته في السلام مع إسرائيل وجدد نيته في الحفاظ على "اتفاقية كامب ديفيد" للسلام، وهو ما اعتبره كثيرون بداية صفحة جديدة مع "إسرائيل" مبشرين بزيارة مرتقبه لتل أبيب على غرار ما قام به الراحل السادات.
السيسي وزيارة إسرائيل
من بين هؤلاء الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، الذي علق على إحياء الرئيس عبد الفتاح السيسي، لجهود السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؛ قائلًا: "نحن ربما نكون في توقع لزيارة أولى يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقاهرة، للاجتماع بالرئيس السيسي، أو لعلنا أمام مبادرة ثانية تاريخية أخرى، مثل التي أقدم عليها الرئيس السادات عام 1977، من زيارة إسرائيل، بل للكنسيت نفسه، نحن إزاء فكرة ومبادرة جديدة تلوح في أذهان الرئاسة المصرية، وهذه المرة ليست مع أجل السلام العربي الإسرائيلي، بل من أجل السلام الفلسطيني الإسرائيلي".
أضاف عيسى، خلال تقديمه برنامجه "مع إبراهيم عيسى"، عبر فضائية "القاهرة والناس": "أن يخطب الرئيس في الكنسيت نفسه في محاولة لبناء أو إنهاء صراع لصالح تسوية سلمية ومعاهدة سلام، بصرف النظر عن المواقف الخاصة بتقييم السلام والمعاهدات، وهذا مجمل ما نفهمه اليوم من تصريحات الرئيس، والأكيد الذي لابد أن نستخلصه أنه تحدث عن اتفاقية السلام باعتبارها نقطة مضيئة للغاية وإيجابية وممتدة ويجب أن نبني عليها"، لافتًا إلى أنه مسئول تمامًا عن هذا التحليل أو المستخلص.
الأمر ذاته ذكرته الإعلامية لميس الحديدي التي أكدت وجود زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إلى مصر خلال الأيام القادمة.
وقالت خلال برنامجها "هنا العاصمة" المذاع على فضائية "سي بي سي": "هناك أنباء عن زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو لمصر خلال الأيام القادمة".
وتابعت "حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن مبادرة لحل الأزمة بين فلسطين وإسرائيل قد يكون مرتبطًا بهذه الزيارة التي لم يعلن عنها بشكل رسمي". الشوباشي: إسرائيل لن تستجيب لأي تهدئة.. والسيسي أراد إحراجها
وفي سياق مخالف استبعدت الكاتبة الصحفية، فريدة الشوباشي، رئيسة جمعية حقوق المواطن في مصر، أن يزور الرئيس السيسي "إسرائيل" على غرار "السادات"، إلا إذا وجد ضمانات وتجاوب من طرفي الصراع لإنهاء الأزمة، مشيرة إلى أنه أراد بهذا الخطاب الموجه للاحتلال أن يكسب تأييدًا غربيًا للقضية الفلسطينية، ويحرج الكيان الصهيوني على حد قولها.
وأكدت في تصريح خاص ل"الفجر"، أن خبرتها ب"إسرائيل" تؤكد أن هذه الدولة لن تستجيب لأي تهدئة دولية ولن تسمح بقيام دولة فلسطينية، وأن ترحيبها بخطاب الرئيس مجرد موقف دبلوماسي ليس أكثر.
وتابعت: "كان أولى بإسرائيل ان تستجيب للاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي ادرجت منذ 39 عامًا، موضحة أنهم مستمرون في سياستهم التوسعية على حساب الفلسطينيين، ولا يستجيبون لأي تهدئة".
وأردفت: "لا نأمل من إسرائيل خيرًا، لاسيما أن منهجها قائم على تخريب وتدمير المنطقة بأسرها، وعليه لا أعتقد أن يزور السيسي إسرائيل، وفق هذه السياسية".
نافعة: السيسي لن يكرر خطأ السادات وفي ضوء ذلك توقع حسن نافعة، الخبير السياسي، ألا يكرر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخطأ الذي وقع فيه الراحل ويزور "إسرائيل"، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة أدت إلى حالة من الانقسام مازال العرب يعاني ويلاته إلى الآن. وقال "نافعة" في تصريح خاص ل"الفجر"، أن السيسي لم يكن ينوي بخطابة التمهيد للزيارة، مستدركًا: "إذا كانت نية الرئيس ذلك فهذا سيجلب له مزيد من المشاكل مع المجتمعات العربية". وأشار نافعة إلى أن الخطوة التي أقدم عليها "السادات" مازالت تعد "نقطة سوداء" في تاريخه حتى الآن، قائلا: "لا أتوقع أن يكرر السيسي هذا السيناريو".