يعد شهر مايو من كل عام، هو شهر النكبة في فلسطين، حيث دمرت الجماعات اليهودية المسلحة، في حرب عام 1948 نحو 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت مذابح أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني، ويحي الفلسطينيون ذكرى النكبة في شهر مايو من كل عام، حيث يشار إلى أن النكبة التي حلت بالفلسطينيين ليست مجرد ذكرى، وإنما حدث يتجدد يومياً مع مواصلة الاحتلال حصار الفلسطينيين ومصادرة أرضهم وتهجيرهم من ديارهم، وحتى منعهم من ممارسة أبسط أشكال الحياة الطبيعية.
وفي هذا السياق يرصد "الفجر"، مسيرات الفلسطينيون لإحياء ذكرى النكبة، وتعامل قوات الاحتلال معها.
مسيرة صحراء النقب
شارك آلاف الفلسطينيين داخل الخط الأخضر في مسيرة العودة ال19، التي أقيمت على أراضي وادي زُبالة في صحراء النقب جنوبي إسرائيل، الخميس الماضي، ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وأسماء القرى والبلدات التي دمرتها العصابات الصهيونية خلال النكبة، إلى جانب أسماء ثلاثين قرية في النقب يتهدد الترحيل اَهلها بعد 68 عاماً.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن المشاركين بإحياء الذكرى ال68 للنكبة، وقفوا دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء فلسطين، ورددوا النشيد الوطني الفلسطيني وأقسموا قسم حق العودة، وتعد هذه المرة الأولى التي تقام فيها مسيرة العودة على أراضي النقب بقرية وادي زبالة التي أقيم على أراضيها تجمع استيطاني.
وجاءت مسيرة العودة بدعوة من جمعية المهجرين التي تتخذ من اليوم الذي تحيي فيه إسرائيل ما تسميه يوم استقلالها، موعداً لإحياء ذكرى النكبة تحت شعار "استقلالهم نكبتنا".
مسيرة بالدراجات
كما تجمع العشرات من الدراجين الفلسطينيين وسط رام الله حاملين شعارات العودة للأرض التي هجروا منها عام 48، الجمعة الماضية، واستعدوا للانطلاق في مسابقة دراجات هي الأولى من نوعها، التي تنظم لإحياء ذكرى النكبة.
وقطع الدراجون نحو 20 كيلومتراً وصولاً إلى منطقة محاذية للجدار الإسرائيلي غرب رام الله، ولم ينل من وصل أولاً من الرياضيين جائزة، بل سقط اختناقاً، أو صودرت دراجته من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يواصل فعل النكبة باعتبار أن هذه مناطق مغلقة ممنوعة على الفلسطينيين.
كما خرجت تظاهرات أخرى من وسط قرية بلعين لإحياء ذكرى النكبة، في نفس اليوم والدعوة للتمسك بحق العودة، فقوبلت بالعنف نفسه.
ذكرى النكبة في قرية طيرة الكرمل
كما أحيى الفلسطينيون أمس السبت، ذكرى النكبة في قرية طيرة الكرمل جنوب حيفا التي بنت إسرائيل على أنقاضها مدينة طيرات هكرمل، وذلك ضمن فعاليات إحياء الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة والشتات لذكرى النكبة، والتي شهدت تهجير قرابة 760 ألف فلسطيني من أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.
مسيرات في قرية الطيرة انطلق فلسطينيون، في مسيرة، إحياءً لذكرى النكبة، إلى ما كانت تسمى قرية الطيرة في قضاء حيفا والتي تحولت إلى مستوطنة، ويقيم معظم أهالي هذه القرية حالياً لاجئين في حيفا، بعد أن استولت قوات الاحتلال على القرية وأقامت عليها 5 أحياء، وكان فلسطينيون من مناطق عدة قد أطلقوا مسيرات ومظاهرات إحياء للذكرى ال68 للنكبة فرقت بعضها قوات الاحتلال بالقوة.
تفريق المسيرات الإسبوعية
ومن جانبها، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عدة مسيرات شعبية، تقع ضمن المسيرات الإسبوعية التي تشهدها الضفة لمناهضة الاحتلال والاستيطان، تحت شعار "إحياء النكبة"، في حين شهدت الضفة اعتداءات جديدة لعصابات المستوطنين الإرهابية، ففي قرية بلعين قضاء رام الله، أمس أصيب متظاهر بجروح طفيفة، بالإضافة إلى العشرات من المتظاهرين والمتضامنين الأجانب بالاختناق الشديد إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال قمع الاحتلال لمسيرة القرية الأسبوعية المناوئة للاستيطان وجدار الاحتلال.
اعتقال قيادي المقاومة الشعبية
كما اعتقل جنود الاحتلال خلال مهاجمة المسيرة التي انطلقت لإحياء ذكرى النكبة، القيادي في المقاومة الشعبية في قرية بلعين، عبد الله أبو رحمة، بعد الاعتداء بالضرب عليه، كما جرى اعتقال متضامنة إسرائيلية.
ووفق مصادر محلية، أطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين عند اقترابهم من جدار الاحتلال، مما أدى الى إصابة عضو المجلس القروي باسم ياسين بقنبلة غازية باليد والعشرات من المواطنين ونشطاء السلام الإسرائيليين والمتضامنين الأجانب بحالات الاختناق الشديد.
وأوضح مشاركون أن كثافة إطلاق قنابل الصوت والغاز تسببت باحتراق مساحات واسعة مزروعة بأشجار الزيتون، نقلاً عن موقع العرب والعالم.
مهاجمة الدراجات الهوائية
كما هاجمت قوات الاحتلال لسباق الدراجات الهوائية الذي نظمه اتحاد شباب النضال الفلسطيني الذراع الشبابي لجبهة النضال الشعبي بالتعاون مع اللجنة الوطنية العليا لإحياء لذكرى النكبة، في المنطقة الممتدة من رام الله إلى الجدار الفاصل في قرية بلعين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات الاختناق.
اغلاق مداخل البلاد
أغلقت قوات الاحتلال مداخل بلدة نعلين غرب رام الله، لمنع إحياء فعاليات ذكرى النكبة، وخاصةً المدخل الغربي بين البلدة وقرى قبيا وبدرس وقطعت الطريق بالمسامير، وشرعت بتفتيش المركبات والمواطنين بصورة دقيقة.
كما أغلق الاحتلال المدخل الشرقي، كما منع المركبات والمواطنين من اجتياز دوار مستوطنة "نيلي" المؤدي للبلدة، لقطع الطريق أمام مسيرة الدراجات المتجه من مدينة رام الله صوب البلدة، وكانت اللجنة الوطنية العليا لإحياء فعاليات ذكرى النكبة، أعلنت انطلاق سباق الدراجات الهوائية "عائدون" من وسط المدينة باتجاه البلدة، للمشاركة في مسيرة ضد جدار الاحتلال المحيط بالبلدة.
استشهاد شابان استشهد شابان برصاص الاحتلال في تظاهرة بذكرى النكبة قرب عوفر غرب رام الله، كما أفاد مراسل موقع "معاً" الفلسطيني بأن تظاهرة سلمية خرجت في ذكرى النكبة ال 66، وتضامناً مع الأسرى الاداريين في إضرابهم المستمر منذ 22 يوماً، فأطلق جيش الاحتلال النار على الشبان، مما أدى إلى استشهاد شابين، إضافةً إلى عشرات الإصابات بالاختناق بقنابل الغاز.
وأفادت مصارد طبية، أن 3 اصابات بالرصاص الحي وصلت إلى المشفى الحكومي لشبان في عمر ال17، أصيب احدهم برصاص حي في صدره، واجريت له عملية جراحية ووضعه مستقر، واخر برصاص حي في قدمه والثالث برصاص حي في يده، وفقاً لموقع الأخبار.