أثار اعتراف البنتاجون عن إرسال قوات عسكرية إلى اليمن لتقديم المساعد للقوات المحلية هناك، ومكافحة مسلحي القاعدة جدلاً واسعاً على الصعيدين العربي والدولي، حيث اعتبره بعض الخبراء أنه اعتراف خطير يدل على تورط الولاياتالمتحدةالأمريكية في تأجيج الصراع في اليمن وباقي الدول العربية المتصارعة، وأنها تصب في المقام الأول في صالح إسرائيل. وفي هذا الصدد ترصد "الفجر"، تعليقات بعض السياسين والخبراء على اعترافات البنتاجون، وتأثيره على الحرب في دول المنطقة. وجود عسكري البنتاجون ب "اليمن" أعلن البنتاجون، أمس الجمعة، عن وجود "عدد قليل" من عسكرييه في اليمن، تم إرسالهم إلى هناك لتقديم المساعدة للقوات المحلية في مجال الاستطلاع ومكافحة مسلحي "القاعدة"، وذلك لأول مرة منذ أكثر من عام. نقل موقع "ميليتاري تايمز" الإعلامي عن المتحدث باسم البنتاجون، النقيب جيف دافيس، قوله: "لدينا عدد قليل من الأفراد الذين يقومون بتقديم المساعدة الاستطلاعية". وحسب قول المتحدث، تم إرسال العسكريين الأمريكيين إلى اليمن قبل أسبوعين تقريبا، وهم يعملون أيضاً كمستشارين ويقدمون مساعدة أخرى لوحدات الجيش اليمني الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بالقرب من مدينة المكلا جنوب البلاد. جماعة الحوثي ترد ومن جانبها، قالت جماعة الحوثي متمثلة بما يطلقون عليه اسم اللجنة الثورية العليا: "في الوقت الذي تبذل فيه مساعي سياسية في دولة الكويت لوقف العدوان والحصار ورفع المعاناة عن شعبنا، وانتزاع حقه في الحرية والاستقلال، نقف أمام خطوة خطيرة تمثلت بوصول طلائع قوات غزو أمريكية بمعداتها إلى جنوب الوطن وقاعدة العند الجوية". وأضافت الجماعة، بحسب ما نقلتنه وكالة أنباء سبأ التي يديرها الحوثيون: "نؤكد مرة أخرى إننا نعتبر الوجود الأمريكي والإماراتي وغيره في الأجزاء الجنوبية من بلادنا وجوداً عدوانياً استعمارياً يهدف إلى نهب الثروات، واستعباد الشعب وتقسيم واحتلال الأرض، وسيواجه بالمقاومة بكل الوسائل والخيارات، ومن كافة أبناء الشعب اليمني الحر في الجنوب والشمال، وإنها ثورة حتى التحرر والنصر إن شاء الله". أمريكا ترسل قواتها سراً وعلناً أكد عمرو علي، المحلل السياسي، أننا لا نحتاج إلى تصريحات رسمية من البنتاجون الأمريكي لنعرف أن أمريكا ترسل علناً وسراً قواتها في مناطق الصراع لتحقيق مكاسب استراتيجية على الأرض، والوقوف مع أحد قوى الصراع ضد آخر، قائلاً: "علينا أن نعرف أن هناك ماهو أهم حتي من وجود قوات أمريكية رمزية أو خاصة في مناطق الصراع مثل سوريا واليمن، لأن لهذه القوات دائماً وفقط مهام محددة، ومنها تدريب قوات أحد قوى الصراع أو القيام بعمل عسكري محدود أو تأمين منطقة استراتيجية مثل مضيق أو ممر بحري أو بري. وأضاف علي، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن المشكلة الأكبر هو ما يقوم به البنتاجون من استخدام للأقمار الصناعية للتجسس في رصد أدق التفاصيل الجربية للقوى على الأرض، وإمداد حلفائها بهذه المعلومات التي تؤثر بشكل كبير في سير العمليات العسكرية، لافتاً إلى أن الوضع في اليمن مختلف ومُعقد. وأوضح علي، أن أمريكا لن تتورط علناً في دعم الحوثين وإيران ضد حليفتها المملكة السعودية، ولن تنجرف لتأييد الجانب السعودي ضد إيران والحوثيين بالشكل الذي يهدم سير اتفاق "5+1" مع إيران، لكن أمريكا دائماً تمسك العصى من المنتصف، وتحافظ علي شعرة معاوية في مثل هذه الصراعات. وأشار المحلل السياسي، إلى أن أمريكا ستحافظ على موقف لا فائز ولا خاسر في حرب اليمن، ويجب أن نعلم أننا الآن في مرحلة يطلق عليها في الحياة السياسية الأمريكية بأنها مرحلة الشك والترحيل، موضحاً أنه في أوقات الاستعداد لاختيار رئيس جديد للولايات المتحدةالأمريكية يقوم الرئيس الحالي والمنتظر نهاية ولايته بتأجيل أي مشكلة للرئيس الجديد، ولم يحدث أن تورطت الولاياتالمتحدة طوال تاريخها في صراع عسكري في شهور اختيار الرئيس الجديد، قائلاً: "إنها الأشهر الحرم في الحياة السياسية الأمريكية، لا حرب ولا حل سياسي فيها". يصب في صالح إسرائيل ومن جانبه، أكد الدكتور طارق زيدان، رئيس حزب مصر الثورة، ان اعتراف البنتاغون بإرسال قوات إلى اليمن، هو اعتراف خطير ويدل على مدى تورط الولاياتالمتحدة فى تأجيج الصراعات المسلحة، خاصةً فى المنطقة العربية. وأضاف زيدان، في تصريح خاص ل "الفجر"، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تعمل على خلق صراع مسلح طائفي فى المنطقة بين السنة والشيعة فى اليمن وسوريا لتلتهب المنطقة كاملة، وتقع فى هذا المستنقع ويتم تدمير القوة العسكرية للدول الإسلامية السنة والشيعة على السواء. وأوضح رئيس حزب مصر الثورة، أنه كل تلك الأحداث تصب في النهاية فى مصلحة إسرائيل التي سوف تحقق نصر بدون حرب على الدول العربية السنية، وعلى إيران الشيعية، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة تقسيم الدول العربية على أساس طائفي بعد إضعافها بالصراعات المسلحة التي يُمكن أن يترتب عليها اقتتال داخلي بين السنة والشيعة داخل كل دولة. سينتهي بهزمية الطرفين فيما أكد أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن التدخل الأمريكي في الحرب اليمنية لن يكون لترجيح طرف على آخر ولكن لإطالة أمد هذا الصراع حتى لا يستطيع طرف حسم الصراع، وإنما استنزاف لقدرات وإمكانيات الأطراف المتحاربة كما حدث فى الحرب العراقيةالإيرانية. وأضاف شعبان، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن هذا الصراع سينتهي بهزيمة الطرفين وإضعافهم سواء السعودية أو إيران التي تدعم الشيعة فى اليمن، وضياع اليمن كما ضاعت العراقوسوريا.