أعلنت وزارة الثقافة المصرية موافقتها على إنشاء مشروع "قوافل الثورة" يجوب المحافظات المصرية، ليصبح مشروعا قوميا، تتعاون فيه مع مؤسسات المجتمع المدني، والمستقلين من المثقفين لتجديد الوعي، وملء الفراغ الذي خلفه النظام السابق في منظومة القيم والوعي المصري. جاء المشروع بموافقة وزير الثقافة برقم 188، يقوم خلاله مؤسسوه بإنشاء مجلس إدارة تطوعي لإعادة زرع قيم الانتماء الغائبة ضد مفاهيم المحسوبية والتذاكي والفهلوة، والتخلي عن المركزية الجغرافية للثقافة وتحري العدالة في نشرها في كل أقاليم وربوع مصر، خاصة الأقليات والمهمشين، ما يساعد على درء الفتن وتعميق مفهوم المواطنة والعادلة الاجتماعية. كما يستهدف المشروع محو الأمية الثقافية وإعادة صياغة الخطاب الثقافي وتفعيل دور المثقف ودور المؤسسات الثقافية وإعادة تشكيل وجدان المجتمع عن طريق الأعمال الفنية التي توجه المجتمع بشكل غير مباشر نحو قيم الحق والحرية والعدالة وإتاحة الفرص لكل الأفكار الثورية الإيجابية التي تخدم الوطن دون التقيد بالروتين والبيروقراطية. ويسعى المشروع إلى استثمار التعاون بين مؤسسات الوزارة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، ليكون المشروع بداية عهد جديد لعصر النهضة من مصر لإنارة العالم، "لتظل مصر رائدة وخلاقة وأما للدنيا بحق". ونبعت فكرة المشروع من في قلب ميدان التحرير، عندما وجدت الثورة لنفسها شكلا جديدا، بتوحد أهداف الثوار وتلاقي أفكارهم، ما دفعهم إلى تشكيل لجنة توعية داخل الميدان، ثم أنشأوا مسرحا صغيرا في قلب الميدان سمي "مسرح الثورة". كان هذا المسرح منبرا لفن جديد هو فن الثورة، قدمت عليه الهتافات والأشعار والأغاني الثورية والعروض الحماسية، كما طرحت فوقه الأفكار ونوقشت القضايا وكان يوم التنحي مسرحا للاحتفال والفرح وتلقي التهاني، ومجالا لهتافات الصمود واستمرار الثورة في الأشكال الإيجابية من التوعية والتثقيف. وقد تطورت الفكرة ليخرج مسرح الثورة من الميدان ليستمر في نشر الوعي الثوري والفكر المستنير، في شكل ليال فنية وتثقيفية، بالتعاون والتطوع والمجهود الذاتي، سميت "ليالي الثورة"، غير أن الفكرة تبلورت أكثر لتصبح مشروعا قوميا، وصار يعرف باسم"قوافل الثورة".