محرر الموقع نظم مركز الأرض لحقوق الإنسان فاعليات الورشة النقاشية "سينما ما بعد 25 يناير"، وشارك بها عدد من السينمائيين والباحثين والنقاد والناشطين السياسيين،. وبدأت فاعليات الورشة بعرض فيلم "شكاوى الفلاح الفصيح" للمخرج شادي عبد السلام، ثم بدأت الجلسة الأولي تحت عنوان "الرؤية السينمائية للريف المصري" وأدارها الناقد (أحمد عادل القُضَّابِّي)، وتحدثها بها كل من المخرج (توفيق صالح) والكاتب والناقد (محمود قاسم)، وتركزت النقاشات حول كيفية تزييف الرؤية السينمائية لقضايا الريف والفلاحين، وتحدث (توفيق صالح) عن تجربته في إخراج فيلم "يوميات نائب في الأرياف" ، بينما ركز (محمود قاسم) علي ثبات صورة الريف والفلاح في المعالجات السينمائية، ووصفها بأنها كانت تقدم الريف مطلي بالمساحيق فيما قبل يوليو 1952. وقد تركزت المناقشات حول مدى وعى رؤية صناع السينما؟ ومن الذي يتحكم في هذه الرؤى ويوجهها، هل هو المنتج أم صناع الأفلام أم القضايا؟ وأكدت المناقشات على تدهور أوضاع السينما خاصة أن المنتجين لا يهمهم سوى التربح من صناعة السينما بصرف النظر عن دور السينما فى نهضة المجتمع وتقدم البشر ثم كانت الجلسة الثانية والتي كان محورها "الرقابة فيما بعد 25 يناير"،وأدارها المخرج (باسم عادل) وتحدث الدكتور (سيد خطاب) مدير الرقابة علي المصنفات الفنية والناقد (عبد الغني داود). ووصف خطاب هذه الجلسة بأنها جزء من ثورة 25 يناير لتحقيق أهدافها، حيث أن الثورة مازالت قيد التشكل، كما أعتبر خطاب الحوار القائم في هذه الجلسة جزء لا يتجزأ من الحوار الوطني المصرى.وأوضح خطاب أن قانون المصنفات الفنية يضع سلطات حقيقية علي الإبداع، وأنه يعمل عبر ثلاث توجهات تفرض وصاية مطاطية علي الإبداع هي: الحفاظ علي الآداب العامة الحفاظ علي النظام العام مراعاة مصالح الدولة العليا. وأوضح الدكتور (سيد خطاب) أنه تقدم بمشروع قانون جديد للرقابة منذ سبعة أشهر. وأكد عدد كبير من المشاركين رفضهم للرقابة ودورها القمعي للإبداع، ودار جدل كبير حول دور الرقابة وتصوراتهم لهذا الدور. الناقد (عبد الغني داود) ركز حديثه حول تاريخ الرقابة في مصر وتطور دورها عبر التاريخ. وكانت الجلسة عبارة عن مناقشة مفتوحة لشكل ووظيفة الرقابة فيما بعد 25 يناير، إذ ليس من المنطقي أن تظل حرية التعبير علي ما كانت عليه قبل من 25 يناير. واكدت المناقشات على انه لا يجوز وضع قيود أو شروط على حرية الابداع لأن المجتمع هو الرقابة والفرازة الحقيقية للفن الثمين . أدار الجلسة الثالثة، الكاتب (عبد العزيز جمال الدين) (باحث ومؤرخ) وكان محورها "آراء السينمائيين والنقاد والمهتمين وتطلعاتهم لسينما ما بعد 25 يناير"، وقدم الباحث الأكاديمي (نادر رفاعي) ورقة بحثية حلل فيها ارتباط السينما بالحراك السياسي والاجتماعي، مؤكداً علي أن السينما تتعامل مع الشأن السياسي باعتباره تسلية كما أنها تقوم بتسليعه، ورصد نادر في تحليله توجهات السينما المصرية فيما قبل 25 يناير، حيث اعتمدت علي توجهات ثلاث هي: الأفلام الكوميدية ذات البطل الأوحد أفلام النقد الاجتماعي تيار السينما المستقلة. وحاول نادر أن يقدم تصوراً حول كيفية تصحيح السينما المصرية لوضعها فيما يخص طرحها وتناولها لقضايا وهموم الوطن والمواطنين، وحدد بعضاً من ملامح هذا الوضع الجديد. واشتبك الحضور في نقاش طويل مؤكدين على أهمية حرية الابداع فى بناء المستقبل ثم استعرض الكاتب (عبد العزيز جمال الدين) تاريخ الإنتاج السينمائي في مصر منذ ثورة 1952، كما قدم الناقد (عبد الغني داود) قراءة تاريخية للواقع المصري ، مؤكدين علي تطلعهما لأن تتجاوز سينما ما بعد 25 يناير سلبيات الماضي. وتنمو بريادة القوى الاجتماعية الجديدة التى رفعت شعارات (حرية- عدالة اجتماعية) لبناء النهضة بمصرنا المحروسة .