نجيب الريحاني، فنان مصري قدير شارك في العديد من العروض المسرحية والأعمال السينمائية الناجحة التي تركت بصمة في تاريخ السينما المصرية، أشتهر بتقديم الأدوار الفكاهية وفي ذكري وفاتة يستعيد "الفجر الفني" أهم محطات حياتة الشخصية والفنية منذ ميلاده حتي وفاتة. 20- اسمه الحقيقي نجيب إلياس ريحانة، وشهير باسم "نجيب الريحاني" 21 يناير عام 1889، في حي باب الشعرية لأب من أصل موصلي عراقي كلداني يعمل بتجارة الخيل فأستقر به الحال في القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية أنجب منها ولده نجيب. 19- نشأ نجيب في القاهرة وعاش في حي باب الشعرية الشعبية منفردا فعاشر الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة، عاش نجيب في حي الظاهر بالقاهرة وبدت عليه ظاهرة الانطوائية إبان دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وهي مدرسة لغتها الرسمية الفرنسية مما أتاح له فهم هذه اللغة وتطويعها لعقليته الصغيرة. 18- وعندما أكمل تعليمه ظهرت عليه بعض الملامح الساخرة، ولكنه كان يسخر بخجل أيضا، وعندما نال شهادة البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة. 17- وبحث عن عمل يساعد به أسرته، فقد كان مولعآ بأمه أشد الولع وتعلم منها الكثير، فقد كانت هي الأخرى ساخرة مما تشاهده إبان تلك الفترة التي كانت تعج بالمتناقضات الاجتماعية، وقد تفتحت عينا نجيب الريحاني، على أحداث عظيمة كانت تمر بها مصر. 16- وكان نجيب الريحاني، قد التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادي بالصعيد، وهذه الشركة كانت ملكآ خالصآ للاقتصادي المصري أحمد عبود، باشا والذي أنشأ عدة شركات تعمل في كل المجالات، على غرار شركات مصر التي أنشأها زعيم الاقتصاد المصري في ذاك الوقت طلعت حرب. 15- ولكن هذه الوظيفة البسيطة والتي كان نجيب الريحاني، يتقاضى منها راتبآ شهريآ ستة جنيهات، وهو مبلغ لابأس به في ذلك الوقت، لم تشبع رغبته فأستقال منها وعاد إلى القاهرة ليجد أن الأمور قد تبدلت وأصبح الحصول على عمل في حكم المستحيل، وأصبحت لغته الفرنسية التي يجيدها غير مطلوبة، وقدمت لمصر لغة أجنبية ثانية بعد أن أستتب الأمر للإنجليز وسيطروا على كل مقدرات مصر. 14- في يوم قادته قدماه إلى شارع عماد الدين، الذي كان يعج آنذاك بالملاهي الليلية، وقابل صديق له كان يعشق التمثيل واسمه محمد سعيد، وعرض عليه أن يكونا سويآ فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية. 13- معظم أعمالة كانت مسرحية، ولا يوجد منها نسخ مصورة كاملة، على عكس افلامة التي يوجد منها ستة أفلام يعتبرهم بعض المهتمين بالسينما من أعمق ما قدم في السينما العربية من ناحية التركيبة السيكولوجية الساخرة المضحكة الباكية المتمثلة في الممثل نجيب الريحانى. 12- ويعتبر مشهد المدرس الذي يخرج ما في جيبة أمام الباشا الذي اتهمة بسرقة عقد واخفائة في منديلة فيخرج الريحانى المنديل قائلا فيما يشبة الرثاء الذاتى " دة لو دخل العقد في المنديل من هنا لازم يطلع من هنا" في إشارة لفقرة المدقع الذي يجعل حتى منديلة مثقوبا. 11- يعتبر هذا المشهد مشهدآ خالدآ في السينما المصرية ربما يعلق بأذهان ممثلون ونقاد حتى اليوم. 10- أعتزل الريحاني المسرح عام 1946 بعد أن قدم مع بديع خيري صديق عمره وتوأمه في الفن 33 مسرحية من أهمها: الجنيه المصري، الدنيا لما تضحك، الستات ميعرفوش يكدبوا، حكم قراقوش، قسمتي، لو كنت حليوة، الدلوعة، حكاية كل يوم، الرجالة ميعرفوش يكديوا، الدنيا بتلف، وغيرهم. 9- إتجه بعد ذلك إلى السينما وله فيها عشرة أفلام منها: صاحب السعادة، حوادث كشكش، حوادث كشكش بيه، ياقوت أفندي، بسلامته عايز يتجوز، سلامة في خير، أبو حلموس، لعبة الست، سي عمر، غزل البنات. 8- تزوج من الراقصة السورية بديعة مصابني، التي هجرته لأنها آثرت الاهتمام بفنها، عاودا الأرتباط لفترة لينتهي بهما الحال إلى الطلاق إذ كانت بديعة تعتبر الزواج عائق بوجه طموحاتها وأن غيرة نجيب الريحاني تزيد الطين بلة. 7- لم يرزق منها بأطفال لكن بديعة قامت بتبني فتاة يتيمة بعد طلاقها منه. 6- كما تزوج أيضا من "لوسي دي فرناي" الألمانية بين عامي 1919 - 1937 وانجب منها "جينا" ولكنها نسبت في الوثائق إلى شخص آخر كان يعمل ضابطا في الجيش الألماني بسبب قوانين هتلر التي تمنع زواج أي ألمانية من شخص غير ألماني. 5- جاءت وفاة الريحاني صدمة للكثيرين فتوفى الريحاني في الثامن من يونيو عام 1949، بعد أن قدم آخر أعماله فيلم غزل البنات، حيث أصيب بمرض التيفوئيد الذي كان سببًا في وفاته. 4- وقد كشف الدكتور احمد سخسوخ الناقد المسرحى المعروف والعميد الاسبق لمعهد الفنون المسرحية عن أن وفاة نجيب الريحانى، كانت بسبب اهمال من ممرضته بالمستشفى اليونانى حيث اعطتة جرعة زائدة من عقار الاكرومايسين ليموت الريحانى بعدها بثوانى. 3- يروى أيضا أنه أشهر إسلامه قبل وفاته وفقا لما قاله الفنان التشكيلي حمدي الكيال، نقلا عن بديع خيري: "قاللي إن الريحاني كان سيشهر إسلامه قبل وفاته فقد قرأ جميع الكتب السماوية وقرر أن يشهر إسلامه. 2- ووجدت نسخة من القرآن علي المنضدة المجاورة لسريره في المستشفي قبل وفاته، لكن أتضح حسب شهادة ابنتة الألمانية في حديث تليفزيونى شهير لها أن هذا "كذبا يصل لحد الهذيان " حسب تعبيرها وأنها "تعرف أبيها أفضل مما يعرفة هؤلاء العنصريين الدينيين الذين أحتاروا في عمق شخصية وتأثير أبيها في العالم العربى فلم يجدوا حلا الا ادعاء شرف انتمائة اليهم مما يثير تقززها". 1- وقيل أيضا أن بديع خيري، قال: إنه سأل شيخ الأزهر وقتها عن موقف الريحاني فقال له إنه يعتبر مات مسلمًا وثبت أيضا أن هذة مجرد ادعائات يروجها بعض المتخصصين في هذا النوع من التفضيل بين الأديان في مصر التي اشتهرت باهتمام الناس بالدين بصورة عنصرية تعتمد المنافسة بين الأديان كأسلوب حياة.