تطوير كبير في منظومة التعليم العالي.. إدراج 15 جامعة مصرية في تصنيف ليدن الهولندي    برلماني: مناقشة قضايا الدعم والحبس الاحتياطي داخل الحوار الوطني خطوة ايجابية    مفتي الجمهورية: الهجرة النبوية رسخت مبادئ الوسطية والتسامح وسيادة القانون    مصدر حكومي مطلع لإكسترا نيوز: مدبولي سيلقي بيان الحكومة ويسلم رئيس مجلس النواب برنامج الحكومة الجديدة    «التعليم العالي»: إدراج 15 جامعة مصرية فى تصنيف ليدن الهولندي    سعر الدينار الكويتى اليوم الأحد 7-7-2024 فى البنوك    محافظ أسيوط الجديد للقيادات التنفيذية كلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته    أسعار السمك الجمبري والكابوريا اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    إزالة 286 حالة إشغال طريق مخالف خلال حملات مكبرة بمراكز البحيرة    بدء التشغيل التجريبي لإحدى قاعات مجمع السينمات بالمدينة التراثية ب«العلمين الجديدة»    موانئ البحر الأحمر: وصول 1235 سيارة بوزن 2470 طنًا لميناء بورتوفيق    أسعار الأسمنت اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    وزير الري يوجه بمتابعة مناسيب وتصرفات المياه بترع أسوان لاستيفاء الاحتياجات المائية بالمحافظة    الناخبون يتوافدون على مراكز الاقتراع لاختيار حاكم جديد للعاصمة اليابانية    ملخص وأهداف مباراة كولومبيا ضد بنما فى ربع نهائي كوبا أمريكا 2024    روسيا تعلن تدمير منصتين لإطلاق صواريخ باتريوت في أوكرانيا    إعلام إسرائيلي: صفارات الإنذار تدوى في مستوطنات الشمال لأول مرة منذ بدء الحرب    اليوم.. اجتماع للحكومة الإسرائيلية لبحث تمديد الخدمة الاحتياطية في الجيش    كين يمدح لاعبي إنجلترا من "وضعية غير مألوفة"    أرنولد: طريقة تسديد ضربة الجزاء أمام سويسرا كانت فكرة ساوثجيت    مدرب بنما: لا نستحق نتيجة مباراة كولومبيا    «الأولى خلصت والثاني مرحب».. شوبير يزف بشرى لجماهير الأهلي بشأن الصفقات    الأولمبياد الخاص الدولي يعلن حصة مصر بالألعاب العالمية الشتوية    حالة الطقس اليوم 7-7-2024 في محافظة قنا    الآن "متاحة عااجل HERE" نتائج البكالوريا عبر موقع وزارة التربية السورية..نتائج البكالوريا في سوريا 2024 moed.gov.sy    الأرصاد تحذر المصيفين من ارتفاع الأمواج: موجة حر تضرب البلاد بهذا الموعد (فيديو)    الحماية المدنية تدفع بسيارات إطفاء للسيطرة على حريق هائل بحى الجامعة بالمنصورة    امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرف حل امتحان الكيمياء وراجع إجاباتك    نشرة مرور "الفجر".. انتظام حركة شوارع القاهرة والجيزة    تركي آل الشيخ يكشف عن قائمة الأفلام المصرية والنجوم الأعلى أجر في الوطن العربي    بمشاركة 159 فنياً وصانعاً.. تغيير كسوة الكعبة غداً .. "سبحان الله وبحمده" أبرز العبارات عليها.. تصنع من الحرير المبطن بالقطن .. كانت تُصنع فى مصر باللون الأحمر    إخلاء سبيل حسام حبيب بكفالة مالية في اتهامه بالتعدي بالضرب على شرين عبدالوهاب    نور حازم: مهرجان الإسكندرية للسينما الخضراء هدفه نشر الوعى البيئي    إعلام فلسطيني: مروحيات الاحتلال تقصف بكثافة شرق دير البلح وسط قطاع غزة    رأس السنة الهجرية.. من أول من وضع بداية التقويم الهجري؟    عملة نقدية وبديل للدم.. معلومات جديدة عن الشوكولاتة في يومها العالمي    صدمة.. دراسة أسترالية: القهوة آمنة لمرضى القلب    غلق 8 منشآت لعدم الالتزام بمواعيد الغلق بحى غرب الإسكندرية    مواعيد القوافل العلاجية لمبادرة حياة كريمة بالبحر الأحمر الشهر الجارى    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    حقيقة إصابة الرئيس الأمريكي بمرض باركنسون.. سجل الزيارات يكشف مفاجأة    النسوية الإسلامية (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ): خاتم الأنبياء.. والهجرة للرجال والنساء! "101"    الصحة: إصدار 271 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.6 مليار جنيه خلال شهر    إخلاء سبيل حسام حبيب من قسم التجمع بضمان مالي 5 آلاف جنيه    إصابة 5 أشخاص بحالة تسمم غذائى داخل منزلهم فى طما بسوهاج    دعاء استقبال العام الهجري الجديد 1446.. خذ الأجر والثواب    شيخ الأزهر يلتقي مسلمي تايلاند في بانكوك "صور"    كاريكاتير اليوم السابع يحتفى بالعام الهجرى 1446ه    نقابة الصيادلة: صناعة الدواء المصري الأفضل على مستوى الشرق الأوسط    خالد الجندي: هجرة الرسول تمثل القدرة على اتخاذ قرار.. ونتج عنها ميلاد أمة    ضياء السيد: رفعت صاحب شخصية قوية منذ صغره.. وكنا نستعد لعودته للملاعب    نشوى مصطفى تتعرض لحادث بسيارتها.. وتعلق: "ربنا نجانى برحمته ولطفه"    ربيع ياسين: إمكانات أحمد رفعت كانت تؤهلة للعب للأهلي والزمالك    مجلس التعاون الخليجى يدين قصف إسرائيل لمدرسة الجاعونى التابعة للأونروا بغزة    حظك اليوم برج القوس الأحد 7-7-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    استدعاء شيرين عبدالوهاب للتحقيق في بلاغها ضد حسام حبيب بضربها    آخر فرصة للتقديم.. وظائف خالية بجامعة الفيوم (المستندات والشروط)    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجيب أفندى.. «مشخصاتى» على باب الوطن
نشر في فيتو يوم 11 - 01 - 2014

نجيب أفندي.. عرفناه مشخصاتي –معجونا بالكوميديا– ترك لنا الضحك الهادئ وصورا باللونين الأبيض والأسود فيها، ظل فيها متكئا على يده شاردا فيما وراء شخصيات كشكش بيه وشحاتة أفندي، كذا كان متشردا في سكة السلامة، خفيف الظل حين جرب أن يرتدي كل ما تلامس وأجساد البسطاء في مجتمعه، إنه عاشق ليلى.. أستاذ حمام.. نجيب الريحاني.
رغم أن الفكاهة كانت لعبته على خشبة المسرح وأمام كاميرات السينما ، أضحكنا الرجل كثيرا وأبكي منا من لم ترحه الضحكات، وكل ما تبقى بعد رحيله طابع بريد باللون الأخضر حفرت عليه ملامح الريحاني في عام 1995 مقابل 15 قرشا.
حين دون الريحاني مذكراته عام 1946 نشرت بعد رحيله بعشر سنوات، فالرجل كتبها بلغة سينمائية راصدة لتفاصيل المشهد الكلي، لم يرسم فيها محطات نجاحه فقط، وإنما توقف كثيرا أمام لحظات الإخفاق والتعثر، فهو يرحل بنا من بدايات خطاه ودراسته في مدرسة ألفرير بالخرنفش، وتقلده لوظائف صغيرة وعادية انتهت كلها ب"الرفت" ليصحبنا في رحلته الفنية المثيرة ويعرفنا على سيد درويش وبديع خيري وعزيز عيد وبديعة مصابني والكثير من رجال ونساء عصره الذين التصق بهم وارتبط بهم في أعماله المسرحية المتتالية، لذا تبدو هذه المذكرات سجلا حافلا لتاريخ المسرح المصري خلال واحدة من أزهى فترات المسرح ازدهارا.
ليظهر بأوجه متعددة، وجه كوميدي ووجه درامي وآخر وطني، بالإضافة إلى أبرز وأهم وجوهه على الإطلاق؛ وجهه الإنساني، الذي حال بين عشاقه ورحلات البحث فيما وراء شخصيته ومعتقده وديانته.
إنها الحقيقة دون زيف عارية تماما، طرحها ممثل درب عشاقه كيف يهذبون ضحكاتهم، نسي تماما وكلنا لم يهتم بأنه ولد لأم مصرية قبطية وأب عراقي قبطي يدعى إلياس ريحانة، وفى حي باب الشعرية عاش طفولته، وهناك عاشر من هم دون مستوى النظر.
الريحاني أثناء دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وهي مدرسة لغتها الرسمية الفرنسية ظهرت عليه ملامح الانطوائية مما ساعد في اكتشاف موهبته بسهولة بعد أن رسخت ملامح الروح الساخرة في شخصيته، والحقيقة كان الريحاني يسخر بخجل أيضا، وبعد أن حصل على شهادة البكالوريا، التحق بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادي بالصعيد.
وكان لهذه الوظيفة البسيطة والتي كان نجيب الريحاني يتقاضى منها راتبا شهريا ستة جنيهات، لم تشبع رغبته فاستقال منها وعاد إلى القاهرة ليجد أن الأمور قد تبدلت، وأصبح الحصول على عمل في حكم المستحيل، وأصبحت لغته الفرنسية التي يجيدها غير مطلوبة، وظل الرجل هكذا إلى أن قادته قدماه إلى شارع عماد الدين الذي كان معروفا بالتياتروهات والصالات الليلية آنذاك، وهناك قابل صديقا له كان يعشق التمثيل اسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكونا سويا فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية.
معظم أعمالة كانت مسرحية، ولا يوجد منها نسخ مصورة كاملة، على عكس أفلامه التي يوجد منها ستة أفلام يعتبرها بعض المهتمين بالسينما من أعمق ما قدم في السينما العربية من ناحية التركيبة السيكولوجية الساخرة المضحكة الباكية المتمثلة في الممثل نجيب الريحانى، ويعتبر مشهد المدرس الذي يخرج ما في جيبه أمام الباشا الذي اتهمه بسرقة عقد وإخفائه في منديله، فيخرج الريحانى المنديل قائلا فيما يشبه الرثاء الذاتى "ده لو دخل العقد في المنديل من هنا لازم يطلع من هنا" في إشارة لفقره المدقع الذي يجعل حتى منديله مثقوبا، يعتبر مشهدا خالدا في السينما المصرية ربما يعلق بأذهان ممثلين ونقاد حتى اليوم.
الريحاني الذي قدم عشرات المسرحيات والأفلام أهمها: "الستات مايعرفوش يكدبوا، حماتك تحبك، الدنيا على كف عفريت، صاحب السعادة كشكش بيه، حوادث كشكش بيه، ياقوت أفندي، بسلامته عايز يتجوز، سلامة في خير، أبو حلموس، لعبة الست"، توفي أثناء تمثيله فيلم "غزل البنات" عام 1949 فتم تعديل نهايته قسرا، تاركا لنا علاقته بالمبدع بديع خيري، فالأخير كان صديقه وتوأم روحه وعاشا معا تجربة مسرحية سينمائية أثرت الحياة الفنية بأكملها، وخلال رحلتهما كان خيري دائما يعمل كجندي مجهول لم تصبه الغيرة ولو لمرة واحدة من تلك الأضواء المسلطة على صديق عمره، لم يختلفا أبدا وكانا أصدقاء لا يفترقان لدرجة أن الناس اعتقدت أن بديع خيري مسيحي بمن فيهم الريحاني نفسه، وحين ماتت والدة بديع ذهب الشيخ محمد رفعت للعزاء فاكتشف أنه مسلم، فقرأ القرآن في المأتم وعند خروجه وجد الريحاني فأخبره أن بديع مسلم، فذهب الريحاني لبديع وتبادل القفشات والضحكات الساخرة.
كذا كان من أصدقاء الريحاني، الموسيقار سيد درويش، وعبدالفتاح البارودي.
الريحاني عشقه الشعب وأخلص له أصدقاؤه ولم يواجه العداء إلا من الملك فاروق، فكانت هناك حالة كراهية شديدة من جانب الملك لشخص نجيب الريحاني، فبعد وفاة الريحاني عام 1949 كان مسرحه يحمل اسم "ريتس" وكان يمثل عليه يوسف وهبي في البداية حتى أنشأ مسرحه "مسرح رمسيس" بعد ذلك صدر أمر ملكي بتحويل ريتس إلى مسرح الريحاني، لأن رئيس الديوان الملكي آنذاك أحمد حسنين باشا كان يحب الريحاني حتى أنه أرسل إلى أمريكا ليجلب له حقن تشفيه من مرض التيفود لكن الريحاني مات بعد وصول ذلك العقار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.