غدا تمر الذكرى ال64 لزعيم المسرح الفكاهي الفنان نجيب الريحاني الذى ولد فى 21 يناير 1889في حي باب الشعرية لأب من أصل موصلي عراقي كلداني مسيحي اسمه ''إلياس ريحانة'' يعمل بتجارة الخيل فاستقر به الحال في القاهرة ليتزوج سيدة مصرية قبطية ، ، عرف بشخصية كشكش بيه وأدوار الموظف البسيط في أفلامه. نشأ الريحاني، في القاهرة ومعاشرته الطبقة الشعبية البسيطة والفقيرة عوامل أدت الى تكوينه الفني والكوميدي الساخر، ثم انتقل الى حي الظاهر وبدت عليه ظاهرة الانطوائية إبان دراسته بمدرسة الفرير الابتدائية، وهي مدرسة لغتها الرسمية الفرنسية، وعندما نال شهادة البكالوريا، كان والده قد تدهورت تجارته فاكتفى بهذه الشهادة, وبحث عن عمل يساعد به أسرته، فقد كان مولعا بأمه أشد الولع وتعلم منها الكثير، فقد كانت هي الأخرى ساخرة مما تشاهده فى احوال مصر الاجتماعية. والتحق نجيب بوظيفة كاتب حسابات بشركة السكر بنجع حمادي بالصعيد، وكان يتقاضى منها راتبا شهريا ستة جنيهات، وهو مبلغ لا بأس به في ذلك الوقت، ولكن لم تشبع رغبته فاستقال منها وعاد إلى القاهرة ليجد أن الأمور قد تبدلت وأصبح الحصول على فرصة عمل في حكم المستحيل. وكانت الصدفة فى شارع عماد الدين كفيلة ان تبدا مشواره الفني مع صديق له كان يعشق التمثيل واسمه محمد سعيد وعرض عليه أن يكونا سويا فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية. لم يكن الريحاني مستقرا عاطفيا بسبب غيرته الجنونية التى اطاحت بكل زيجاته، فتزوج من الراقصة السورية بديعة مصابني، و لم يرزق منها بأطفال و انفصلت عنه لأنها آثرت الاهتمام بفنها، ثم عاودوا الارتباط لفترة لينتهي بهم الحال إلى الطلاق بسبب غيرتة, كما تزوج أيضا من ''لوسي دي فرناي'' الألمانية بين عامي 1919 - 1937 وانجب منها ''جينا'' ولكنها نسبت في الوثائق الي شخص آخر كان يعمل ظابط في الجيش الألماني بسبب قوانين هتلر التي تمنع زواج أي ألمانية من شخص غير ألماني قدم الريحانى الكثير من المسرحيات ولا يوجد منها نسخ مصورة كاملة، على عكس أفلامه التي يوجد منها ستة أفلام يعتبرهم بعض المهتمين بالسينما من أعمق ما قدم في السينما العربية من ناحية التركيبة السيكولوجية الساخرة المضحكة الباكية. قدم الريحانى للمسرح أكثر من 33 مسرحية مع صديق عمره وتوأمه في الفن بديع خيري، أهمها مسرحيات '' الجنيه المصري عام 1931'' و ''الدنيا لما تضحك عام 1934'' و''الستات مايعرفوش يكدبوا '' و'' حكم قراقوش عام 1936'' واعتزل الريحاني المسرح عام 1946 . كما شارك الريحاني فى بعض الأوبريتات مثل أوبريت ''ولو'' و '' العشرة الطيبة'' و ''الشاطر حسن'' و ''أيام العز''. لم تأخذ السينما حقها من الريحانى وقدم فيها عشرة أفلام فقط , اهمهم فيلم ''صاحب السعادة كشكش بيه'' الذى اشتهر وارتبط اسمه بشخصية كشكش بية الموظف الفقير ,وفيلم ياقوت افندى , وسلامة فى خير , وابو حلموس , ولعبة الست , سى عمر''و '' أحمر شفايف''، واثناء تصوير فيلم (غزل البنات) 1949 . تعرض الى الاصابة بمرض ''التيفوئيد'' الذي كان سبباً في وفاته, بسبب اهمال من ممرضته بالمستشفى اليونانى بالاسكندرية، حيث اعطتة جرعة زائدة من عقار ''الاكرومايسين'' ليموت الريحانى بعدها بثوانى, فتم تعديل نهاية الفيلم قسرا، واصيب الوسط الفنى وقتها بصدمة كبيرة لرحيلة المفاجىء.