أكثر من 150عامل بقسم الصب بشركة"ليسيكو مصر" بالإسكندرية حياتهم مهددة بالموت بمرض التحجر الرئوي أو"السيلكا القاتلة" بسبب استنشاق الأتربة والجزئيات أثناء عملية التصنيع والصب، لمنتجات السيراميك والأدوات الصحية، وذلك نتيجة لعدم ألتزام الشركة بتطبيق معايير السلامة المهنية، والرقابة البيئية على المصنع. وكشف "رزق أحمد حسن" أحد العمال الذي تعرض للفصل التعسفي من الشركة، فور خروجه عن صمته والتحدث عن تهديد أرواح العاملين بمرض السيلكا القاتلة دون اعتراف من الشركة، بخطورة تلك المرض على صحة العمال، متحدثاً لبوابة"الفجر" عن اكتشافه للمرض، قائلاً: "بدأت أشعر بعلامات المرض منذ 6سنوات، دون تحديده، إلا أن تشخيص قسم الأمراض المهنية بالتأمين الصحي أثبت مرضي بالسيلكا القاتلة التي ليس لها علاج، بسبب بيئة العمل، وقد تم اصابة جميع العمال بالقسم بتلك المرض، بالإضافة إلى سكان خورشيد الكائنين بنفس محيط المصنع، والطبيب المعالج أكد أن الحل الوحيد للعلاج البعد عن بيئة العمل، وقد تم وضعي تحت الملاحظة بالقسم من8-10شهور". واضاف أنه قام بتقديم شكواه إلى عماد نصر مدير الموارد البشرية بالشركة عن إصابته بمرض عجزي وظهور أعراض المرض على جميع الزملاء، لاتخاذ الإجراءات للحفاظ على صحته. وتابع: "تفاجأت بإن مدير الموارد البشرية يسخر مني"ده تحرش مش تحجر"دون الوصول إلى قرار، فالشركة لا تعترف بالإصابة وخطورة تلك المرض القاتل على العمال، فضلاً عن إنها لا تقوم بتطبيق شروط السلامة المهنية على العمال وداخل المنشأة الصناعية، وأنها تكتفي بإعطاء كل عامل كمامة كل ثلاثة أيام". وأكمل أنه توجه إلى تليفزيون الإسكندرية الرسمي في يوم 25مارس 2015لعرض شكوته واستغاثته على التليفزيون، إلا أنه تفاجئ في يوم7أبريل الماضي بوقفه عن العمل، للحديث عن مرضه بسبب المصنع، وفي 30أبريل تم فصله تعسفياً من الشركة، بدون أية وجه حق ودون الحصول على مستحقاته المالية، مشيراً إلى أنه قدم ملف مشكلته إلى هاني المسيري محافظ الإسكندرية أثناء تواجده في مبنى تليفزيون الإسكندرية، الذي حوله إلى مكتب العمل بالمنتزه، للتحقيق فيه. وأشار إلى أن آخر تحليل قام به أثبت اصابته 20% من التحجر الرئوي وغمامة سوداء على الرئة، وهناك زملائه "علي حلمي" بالعناية المركزة بمستشفى طوسون مصاب بتحجر100%، وسعيد موسير مصاب بنسبة80%، وان جميع الزملاء حالتهم متفاوتة، وأن الحل الوحيد للعلاج هو البعد عن منشأة العمل، مؤكداً أن قانون العمل يعطي له الحق بالتعويض عن اصابتي، إلا أن قرار الشركة بالفصل التعسفي منعه من الحصول على مستحقاته المالية والتعويض، وأن الشركة تصر على الاحتكام للقضاء، الذي ستأخذ إجراءاته أكثر من سنة، مما سيؤدي إلى تأخره عن العلاج ووقف التأمينات الخاصة به، قائلاً: "أنا أعول 4أفراد، ماذا أفعل لكي أخذ مستحقاتي، والشركة لا تعترف بخطورة تلك المرض على العمال". وأكد أن مكتب العمل بالمنتزه يقوم بالتحقيق في تلك الملف الخاص به، للحصول على نهاية الخدمة شهرين عن كل سنة، عقب أكثر من 25سنة خدمة، مطالباً بضرورة فتح ملف موت عمال شركة"ليسكو" وأهالي منطقة خورشيد بتلك المرض بسبب تصاعد الأتربة في الهواء، قائلاً: "أهالي خورشيد يكرهون الشركة، يومياً في دخول وخروج العمال من الشركة، يقومون بإلقاءهم بالطوب، لشعورهم بالمرارة والأمراض التي سببتها لهم الشركة". واعتبر رزق أن تجاهل التحقيق مع الشركة لعدم ألتزامها بمعايير السلامة المهنية وحماية أرواح الأهالي والعمال، استنزاف للمال العام للدولة، نتيجة اصابة العمال بتلك الأمراض المسرطنة، وعلاجهم من خلال التأمين الصحي، مما يكلف ميزانية الدولة لتوفير العلاج والخدمة الصحية. فيما أكد أحد العمال الذي رفض ذكر اسمه أن جميع العمال بالقسم مصابين بتلك المرض اللعين، وانهم طالبوا الشركة في أكثر من مرة بإتخاذ خطوات السلامة المهنية لحماية العمال، والتي انتهت بإستخدام كمامة غير مناسبة لطبيعة الأتربة، كما أنه تم وضع مراوح لجلب تهوية لهم، وان هناك عمال سابقين قبلهم مصابين بتلك المرض، وأن معظمهم قد استسلموا لتلك الأمر الواقع، حفاظاً على أرزاقهم. وقد حصلت الفجر على رأي الدكتور ياسر حسين إبراهيم رئيس قسم بحوث الهواء بالمركز القومي للبحوث قد نشر في أحد مجلات السلامة المهنية أن الغبار الناتج عن صناعة السيراميك يحتوي على السيليكا الحرة وهي شديدة الخطورة وتسبب موارث، فواحدة من حبيبات السيلكا الحرة إذا دخلت إلى الرئة عن طريق الاستنشاق كفيلة بتدميرها، وتتسبب فوراً في مرض"السيليكوسيز" وهو المرض خاص بغبار السيليكا فقط.