نشرت "البديل" منذ أيام عن تعرض 2000 عامل بمصنع "ليسيكو" للسيراميك بمرض "السيلكا القاتل" أو التحجر الرئوى؛ نتيجة غياب بيئة صحية آمنة. ورغم ذلك عاقبت إدارة الشركة العاملين المطالبين بحقوقهم بالتعويض بالفصل، بعد لجوئهم إلى النشر بجريدة "البديل". ولكن ليس التحجر وسرطان الرئة هما المصير الذى يواجه عمال "ليسيكو" فقط، بل إن الموت أصبح مصير بعضهم بسبب الحوادث الداخلية وغياب الأمن الصناعى. فقد لقى منذ قليل عاملان مصرعهما بعد انهيار طاحونة تحضير مادة "السيليكا"، وقال أحد شهود العيان ل "البديل" إن الشابين كانا يقومان بتغيير البطانة الداخلية للطاحونة، والتى تتغير كل فترة ليست بالطويلة، ومن المفترض أن يتم ذلك بوجود المهندس ماهر مهندس الأمن الصناعى، وأيضًا وجود مشرف المراقبة، وأن يكون العمال متردين ملابس الأمن الصناعى، كالخوذة والأفرول، وكل ذلك لا تلتزم به الشركة إطلاقًا. وأضاف أحد العاملين أن الشابين كانا يقومان بالعمل داخل الطاحونة وزميلهم الثالث كان قد ذهب لإحضار المؤكلات لهما، وعندما عاد، لم يسمع لهما صوتًا، فنظر داخل الطاحونة، ووجدهما غارقين فى دمائهما، ولم يشعر بهما أى فرد من المصنع. وهذا يؤكد أنهما يعملان بدون إشراف ولا مراقبة من مسئولى الأمن الصناعى والسلامة المهنية. وعلى الفورتم نقلهم بإسعاف الشركة إلى المستشفى الميرى الجامعى، والذى رفض استلام الشاب حمدى جمعة (25 عامًا)؛ لأنه توفى قبل دخوله المستشفى، وتوفى العامل الآخر (28 عامًا) بعد دخوله المستشفى بدقائق معدودة. وكشف أحد العاملين بالإدارة رفض ذكر اسمه أن هذين العاملين يعملان بدون أى تعاقد أو تثبيت بالشركة، ولكن يجلبهما عماد نصر مدير الموارد البشرية عن طريق مقاولين؛ وذلك توفيرًا لموارد الشركة؛ حتى لا يطالبا بحوافز أو تأمينات أو أى حقوق نظير تعرضهما للإصابة فى الشركة. وتابع أن هذه الواقعة ليست الأولى، فقد لقي ثلاثة عمال حتفهم منذ فترة فى هذه الطاحونة أيضًا.