يغيب جسد الشاعر بينما تبقى كلماته، التى تجبرنا على تخليد اسمه دائما، ويقصد من ذلك الشعراء الذين أثروا فى الحياة العامة بكلماتهم سواء على الصعيد السياسى أو الاجتماعى، ونخص شعراء المقاومة الفلسطينية، الذين صمدوا أمام العدوان الإسرائيلي بكلماتهم التى تعبر عن مايدور داخل كل فلسطينى. من أبرز شعراء المقاومة الراحل سميح القاسم الذى رحل عن عالمنا يوم الثلاثاء فى التاسع عشر من شهر أغسطس الجارى، وشيعت جنازته أمس الخميس، وسط حضور جماهيرى كبير. وبحسب تعبير الكاتب سمير فريد، بذلك يكون طائر الشعر الفلسطينى فقد جناحه الثانى، ويقصد بذلك ان الجناح الأول كان قد تم فقدانه بوفاة الشاعر الكبير محمود درويش. أخذ الراحل من موهبته فى الكتابة، وسيلة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى, ومن أبرز أعماله قصيدة امشى مرفوع القامة التي غناها اللبناني مرسيل خليفة، ويغنيها كل أطفال فلسطين وتغنى في كل مناسبة قومية منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي.. في كفي قصفة زيتون.. وعلى كتفي نعشي، وأنا أمشي وأنا أمشي . وأعرب مطربو المقاومة الفلسطينية عن مدى حزنهم لرحيل القاسم جاء فى مقدمتهم المطربة ريم بنا، التى غنت العديد من قصائده منها: ذات يوم، احكى للعالم، منتصب القامة امشى . وكتبت عبر صفحتها الرسمية بيتاً من قصيدة ذات يوم قائلة: قتلوني ذات يوم، يا أحبائيَ لكن، ظلَّ مرفوعاً إلى الغرب جبيني ، ثم كتبت: أغسطس، شهر موت الشعراء، محمود درويش 9/8/2008.. سميح القاسم 19/8/2014.. من 9 إلى 19.. عاش شعر المقاومة . ولم تكتف بذلك ونشرت ريم، مجموعة من الصور، التى تجمعها بالشاعر الراحل سميح القاسم، الذى قد توفى يوم الثلاثاء الماضى، بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض. وعلقت بنا على الصور قائلة: أهديكم بعض من ذكرياتي الخاصة جداً .. مع شاعرنا الجميل سميح القاسم .. الذي رحل عنا في 19-8-2014 . وثانى ابرز مطربى المقاومة الذى استطاع من خلال برنامج المسابقات ارب أيدول ان يعلن أن فلسطين كانت ومازالت مصنع مطربى الثورات، وهو النجم محمد عساف، الذى استطاع ان يصل الى العالم فى فترة قصيرة، منتهزا ذلك فى بيان العدوان الاسرائيلى الغاشم على بلدته. ونعى عساف الشاعر سميح القاسم بكلمات مؤثرة قائلاً: وحملنا.. جرحنا الدامي حملنا، وإلى أفق وراء الغيب يدعونا.. رحلنا، مع تجدد العدوان الغاشم على غزة الحبيبة… فقد الشعب الفلسطيني شاعر الزيتون والأرض سميح القاسم بعد صراع طويل مع المرض..نحن شعب يمضي رغم الجراح، لروحك الرحمة يا شاعرنا الكبير ولنا العزاء والسلوان . رحل الشاعر سميح القاسم، ولكن ستخلد كلماته التى حفرت داخل قلوب وأذهان الفلسطينين، تاركا خلفه مجموعة من فنانى المقاومة الذين يستخدمون مواهبهم فى كشف غشامة العدوان الاسرائيلى على غزة.