قال بان كي مون الامين العام للامم المتحدة إن قبول السودان بنتيجة الاستفتاء في جنوب السودان يعكس وعي الارادة السياسية السودانية وحكمة قيادتها في التعاطي مع تنفيذ اتفاقية السلام الشامل . وأوضح كي مون - في تصريحات صحفية عقب لقائه علي كرتي وزير الخارجية السوداني اليوم بالخرطوم - أن المنظمة الدولية تعلم تماما مدي الألم الذي يعتصر الجميع بسبب انفصال جنوب السودان من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ..وأكد قناعته بأن "السودان سيكون له مستقبل مشرف وسيستمر في أن يكون دولة قائدة في الاقليم" وأضاف أن الشراكة بين الاممالمتحدة والسودان ستستمر وذلك حتي نستطيع التصدي للتحديات المشتركة ، مؤكدا استعداد المنظمة الاممية لمساعدة السودان في مواجهة التحديات . وعبر عن قلقه لاستمرار الاضطرابات في جنوب كردفان وآثاره علي المدنيين ، داعيا الي ضرورة الوصول الي اتفاق يوقف اطلاق النار كأولوية . وحث كي مون حكومة السودان لوضع آليات لضمان استمرار وصول المساعدات الانسانية لجنوب كردفان والنيل الازرق مبينا ان الاتفاق الذي تم توقيعه في اديس ابابا بشأن ابيي كان خطوة ايجابية ، وأكد أن الاممالمتحدة تستعد لنشر القوة الاثيوبية في "أبيي" تحت مسمي " قوة الاممالمتحدة المؤقتة للامن في أبيي" ، داعيا طرفي اتفاقية السلام الشامل لاتخاذ الاجراءات السياسية الضرورية لحل المشكلة حلا نهائيا . وذكر أنه حث أيضا حكومة السودان للموافقة علي تمديد تفويض بعثة الاممالمتحدة في السودان "حتي يسود الهدوء في البلاد" مضيفا "لا نريد أن تكون هناك أي فجوة في هذه اللحظة الحساسة" .. ودعا كلا من الحكومة والحركة الشعبية بشمال السودان لحل خلافاتها عبر الحوار والتفاوض والتسريع بوقف العدائيات بين الجانبين . من جهته ، قال وزير الخارجية السوداني إن زيارة الامين العام للامم المتحدة ، ورئيس الجمعية العامة للامم المتحدة للسودان تكتسب أهمية خاصة باعتبار أنها جاءت في وقت دقيق من تاريخ السودان . وأضاف ، عقب لقائه كي مون ورئيس الجمعية العامة للامم المتحدة ،أن المسئولين الدوليين عبرا عن دعمهما للسودان والتزامها بالوقوف الي جانبه لحل كافة القضايا التي تواجهه ، معتبرا الزيارة تأكيدا من الاممالمتحدة بأنها لاتزال تقوم بواجبها تجاه السودان الدولة العضو في المنظمة الدولية ، مشيرا الى أن هناك بعثات للامم المتحدة في السودان بدارفور والجنوب . وأعرب كرتي عن أمله في أن تعمل منظمات الاممالمتحدة في الفترة القادمة في مجالات التعليم والصحة والتنمية خاصة بعد الفراغ من مراقبة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل والوصول الي دولة وليدة بالجنوب . كما أعرب عن الامل بأن تكون هذه الزيارة بداية جديدة للعلاقات بين السودان والاممالمتحدة في مجالات التنمية .
