خبير عسكري: أمريكا هددت بضرب القاهرة بالقنبلة النووية خلال حرب أكتوبر    وزير الري ونظيره السوداني يؤكدان حرصهما على تعزيز التعاون    4 خطوات للتظلم على كارت الخدمات المتكاملة، تعرف عليها    سعر الدولار مقابل الجنيه المصرى اليوم السبت 12-10-2024 قبل ساعات من عمل البنوك    هيئات إغاثة دولية: قوات إسرائيلية تواصل حصار الآلاف في جباليا    روسيا: خسائر القوات الأوكرانية تتجاوز 22 ألف فرد منذ بدء القتال فى كورسك    تقارير: مبابي يتفق مع منتخب فرنسا على لعب المباريات المهمة فقط    تقرير: مبابي يرفض اللعب مع فرنسا إلا في المباريات الهامة    سموحة يضم الإيفواري كونيه    بالصور.. نشوب حريق في مول وكافيه بالتجمع الخامس    الفنان العراقي هُمام إبراهيم: سعيد باعتلاء خشبة مسرح سيد درويش    بحفلين متتاليين.. جورج قلته يشارك في مهرجان الموسيقى العربية مع نسمة محجوب ولينا شاماميان    رئيس حزب الجيل: محطة بشتيل حلم راود الجميع ونفذه الرئيس السيسي بإرادة قوية    أستاذ هندسة طرق: محطة بشتيل إنجاز كبير وتخفف الضغط عن رمسيس    وكيل صحة سوهاج يعلن بدء تشغيل جهاز الليزر بوحدة العلاج الطبيعي بمستشفى أخميم    نجم فيلم "سبايدرمان": الفلسطينيون في غزة هم الأهم ويجب تركيز الجهود لدعمهم    حنان مطاوع تستعد لتصوير مسلسل «صفحة بيضا».. تفاصيل    مانشستر سيتي يعلن تغيير المدير الرياضي للفريق    نائبة محافظ القليوبية تتفقد القوافل الطبية «بداية جديدة» بكفر شكر (صور)    بعد تخلص ممرضة الدقهلية من حياتها.. هل يؤدي الضغط النفسي في العمل إلى الانتحار؟    هل تأثرت المنطقة اقتصاديًا باستمرار الحروب؟.. مُحلل اقتصادي يُجيب    جيش الاحتلال: رصد إطلاق 320 قذيفة من لبنان نحو شمال إسرائيل    شروط التقديم على وحدات الإسكان الاجتماعى لأصحاب المعاشات    منحة تدريبية للصحفيين في "السلامة والأمان الرقمي"    ختام برامج تنمية مهارات معلمي اللغة الإنجليزية بمنطقة الغربية الأزهرية    خبير أمن معلومات يكشف خبايا ألعاب المراهنات وخداع الأطفال    رأس الحكمة ننشر تفاصيل عقود أكبر صفقة فى تاريخ مصر    مواطن يفقد حياته دهسًا تحت عجلات قطار بأسوان    بوريل: حظر إسرائيل عمل "الأونروا" لديها سيؤدي إلى عواقب كارثية    وكيل صحة كفر الشيخ يتفقد أعمال التطوير بمستشفى فوه المركزي    موعد شهر رمضان 2025 في مصر.. وإجازات رسمية تصل ل9 أيام    هادية الجندي ولوجين وصفي يتوجان ببرونزية بطولة مصر الدولية للريشة الطائرة    أهمية صلاة الاستخارة وكيفية تأديتها وأفضل توقيتاتها    بعد إصابته.. هل يستطيع ساكا كسر صناعة أهداف هنري وأوزيل في الدوري الإنجليزي    لموظفي القطاع العام والحكومي.. شروط الخروج على المعاش المبكر 2024    المفتي: بناء الإنسان هو اللَّبِنة الأولى في الإسلام لعمارة الأرض| صور    إجراء 896 عملية جراحية للقضاء على قوائم الانتظار ببني سويف    سمير فرج في جامعة الزقازيق لمناقشة رسالة ماجستير (صور)    لتعويض فشل نيمار، الهلال السعودي يخطط لضم صفقة نارية من ريال مدريد    معهد البحوث الفلكية يشارك في أسبوع الفضاء العالمي -تفاصيل    20 لاعبًا في قائمة طنطا لمواجهة بروكسي بدوري المحترفين    الأزهر للفتوى يوضح أهم أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية    حملات نظافة مكثفة لاستقبال رواد المولد الدسوقي الأسبوع المقبل.. صور    كجوك: نتطلع لدور ريادي لتجمع «البريكس» في دفع مسار الحلول المبتكرة لأزمة «الديون»    فى انتظار المتحف الكبير    تأجيل محاكمة متهم في قضية التجمهر وأحداث العنف بالمطرية    تأييد حبس كروان مشاكل 3 أشهر بتهمة إحراز سلاح أبيض    وزيرة البيئة: مصر قبلة الطيور المهاجرة ومحطة هامة للتكاثر والغذاء    غدا.. ضعف المياه عن منطقة بحرى الواسطى ببني سويف    معا لمواجهة الجشع.. تجار يطلبون الانضمام إلى حملة «حياة كريمة» لتوفير اللحوم والدواجن بأسعار مخفضة    منخفض جوي يضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الأيام المقبلة (تفاصيل)    الداخلية تكشف حقيقة الحفر بمقبرة لانتشال رفات بالخانكة    مجلس الشيوخ يناقش تعديل قانون البناء غدا الأحد    إصابة 7 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل على الطريق الأوسطي في الشرقية    بحضور ضخم للنجوم والمشاهير.. أنغام تتألق في حفل «صوت مصر» بالمتحف المصري الكبير    جزر القمر يفوز على منتخب تونس بهدف في تصفيات أمم أفريقيا 2025    موعد شهر رمضان 2025 وعدد الأيام المتبقية حتى بداية الشهر الكريم    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم السبت 12-10-2024 في محافظة البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المساواة‏..‏ أساس المقاصد الشرعية
نشر في الفجر يوم 14 - 06 - 2012

عالج الفقهاء قضايا المساواة وحقوق الإنسان تحت عناوين مختلفة مثل المقاصد الشرعية والمصالح العامة والقيم النبيلة‏,‏ وقد قرروا أن من أهم الأسس والقيم التي بنيت عليها مقاصد الشريعة العدالة والمساواة بين البشر‏، فالإنسان بصفته الإنسانية خليفة في الأرض وهو مخلوق مكرم, وتحقيق العدل وتطبيق المساواة بين الناس يرقى بالإنسان في التحضر والتمدن ويحقق له ما يصبو إليه من حرية وكرامة وسعادة, وكل أمر هذا شأنه فهو أمر الشارع ومراده من الخلق.
بل جعلت شريعة الإسلام الحقوق الإنسانية التي تجب لكل إنسان بصفته الإنسانية ضرورات واجبة, فالمأكل والملبس والمسكن والأمن والحرية في الفكر والاعتقاد والتعبير والعلم والتعليم والمشاركة في صياغة النظام العام للمجتمع ضرورات في المجتمع يجب على الدولة أن توفرها لمطلق رعاياها, ويجب علي الأفراد أن يطالبوا بها ويحافظوا عليها لمجرد الإنسانية; فإن الناس جميعا بمقتضى العقيدة الإسلامية التوحيدية عباد لرب واحد, فهم جميعا في مرتبة العبودية سواء أمام الله تعالى.
والمساواة في الإسلام لا تعني أبدا القضاء على الاختلاف أو التمايز بين الناس; إذ الاختلاف سنة كونية من سنن الله في خلقه, وهو حقيقة واقعة في الخلق, ولا يمكن محوها أو التغافل عنها, ولكن المساواة تعني العدالة، والعدالة تكون في عدم التفرقة بين الإنسان فيما يخرج عن فعله واختياره؛ ولذا يجب أن تطبق مفاهيم المساواة الإنسانية في إطار من احترام الاختلاف والتمايز بين الناس وعدم الاعتداء على هويتهم الذاتية أو محاولة مسحها أو محوها. ولقد قرر القرآن الكريم المساواة في أصل الخلقة بين البشر جميعا فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1], وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الأحزاب:13]; أي خلقكم أيها الناس جميعا من أصل واحد, من آدم وحواء.
والآية وإن جاءت في صيغة الخبر لكنها اشتملت على أمر; فحواه: يا أيها الناس ذروا كل المعايير الفاسدة التي اعتبرتموها في تشريف الإنسان وتعظيمه، واحتكموا إلى المعيار السليم الذي يتحقق به النفع لجميعكم, وهو التقوى.
ويلاحظ في الآية صيغة التفضيل في قوله (أَكْرَمَكُمْ) فإن فيها بيانا لمستوى الذي تتحدث عنه الآية, فهي تحدثنا عن المستوى الأعلى من التكريم والتشريف، ويفهم من ذلك ضمنا أن لمطلق الإنسان كرامة, وأن للمسلم كرامة كبيرة, وأن للتقي الصالح كرامة أكبر.
ولكن لكرامة الإنسان عموما حدا لا ينبغي أن يبخس إنسان منه شيئا, وهو حد العدالة, وهو الحد الذي تتوفر بمقتضاه للإنسان ضرورات الحياة وحاجات العيش وتحسينات الاحترام والتقدير.
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارات عدة إلى المساواة بين الناس والعدل بينهم; فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد, وإنما أنتم ولد آدم, طف الصاع لم تملئوه, ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح, حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيئا بخيلا جبانا», (مسند أحمد:4/145).
وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: «يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية -أي: كبرها وتجبرها- وتعاظمها بآبائها, فالناس رجلان, رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله, والناس بنو آدم, وخلق الله آدم من تراب, (رواه الترمذي: 5/389).
وظلت المساواة واحترام الآخر ومعاملته بالقسط قيما أخلاقية راسخة في حياة المسلمين; فلم تقتصر المساواة في الإسلام على مجرد المبادئ المعلنة فقط؛ بل عاشها المسلمون في حياتهم كأمر عادي ليس في فعله عناء أو مشقة, وكانت المساجد مكانا يلتقي فيه الأبيض بجوار الأسود على حد سواء في العبودية لله، وفي الحج تتلاقى الأجناس جميعها بثوب واحد لا تمايز فيه.
وشملت العدالة في الدولة الإسلامية غير المسلمين بقدر من الرعاية الاجتماعية لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم كما شملت المسلمين سواء بسواء, مما جعل المؤرخ تويني في دائرة المعارف التاريخية ينبهر بالمساواة التي رسخها الإسلام وقال: «إنني أدعو العالم إلى الأخذ بمبدأ الإخاء والمساواة الإسلامي, فعقيدة التوحيد التي جاء بها الإسلام هي أروع الأمثلة على فكرة توحيد العالم, وإن بقاء الإسلام أمل للعالم كله».
فالحمد الله على قيم الإسلام ونعمه التي لا تعد ولا تحصى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.