ذكر مسؤولون اميركيون ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا سيشجع الهند على الاضطلاع "بدور اكبر" في افغانستان، وذلك خلال زيارة تستمر يومين الى نيودلهي. وقد وصل بانيتا الثلاثاء الى العاصمة الاتحادية الهندية لاجراء محادثات تتمحور حول انتقال الاستراتيجية الاميركية نحو آسيا، حيث يرى المسؤولون الاميركيون في نيودلهي شريكا مركزيا محتملا. واعربت واشنطن في السابق عن قلقها من العداء بين الهند وباكستان الذي يمكن ان يؤدي الى توتر في المنطقة، وفضلت الولاياتالمتحدة ان تضطلع نيودلهي بدور متواضع في افغانستان يقتصر على تدريب القوات وتطوير البنى التحتية. لكن مسؤولين تحدثوا للصحافيين طالبين عدم الكشف عن هوياتهم لدى وصول بانيتا ذكروا ان السياسة الاميركية قد تغيرت في اطار انسحاب قوات الحلف الاطلسي المبرمج بحلول نهاية 2014. وقال مسؤول في الدفاع طالبا عدم الكشف عن هويته "في السنوات العشر الاخيرة، ولاسباب لا تحصى، لم تضطلع الهند بدور نشط في افغانستان". واضاف "اننا نشجع الهند على الاضطلاع بدور اكبر في افغانستان، دور سياسي واقتصادي اكبر". وتأمل الولاياتالمتحدة في ان تطور الهند تدريب قوات الامن الافغانية، كما ذكر المصدر في وزارة الدفاع. وفي تشرين الاول/اكتوبر 2011، وقعت الهند وافغانستان اتفاق "شراكة استراتيجية" لتعزيز علاقاتهما الاقتصادية والامنية، وشدد الرئيس الافغاني حميد كرزاي حينها على دور اكبر للهند. وقد استثمرت نيودلهي التي تتخوف من عودة نظام اسلامي الى كابول، حوالى ملياري دولار حتى الان على صعيد مساعدة افغانستان على ارساء نفوذها. وقال شاشنك جوشي الخبير الامني لشؤون جنوب آسيا والعضو المشارك في مركز "رويال يونايتد سرفيسز انستيتيوت" للدراسات في لندن، ان الهنود يتخوفون من الوضع بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي. وقال "هم يعتقدون ان الدولة الافغانية اضعف مما يعتقد الاميركيون والبريطانيون ويتخوفون من تعرض مصالحهم للخطر من قبل المجاهدين" الذين يأتون من افغانستان. ودعا السفير الهندي في واشنطن الاسبوع الماضي الى تنسيق افضل مع الولاياتالمتحدة حول افغانستان، مشيرا الى هواجس نيودلهي المتعلقة بمستقبل البلاد. وفي اطار زيارته التي تستغرق تسعة ايام وقادته حتى الان الى فيتنام وسنغافورة، سيتطرق بانيتا من جهة اخرى الى تعزيز العلاقات على الصعيد الدفاعي وتعزيز الموقع الاقتصادي والعسكري للصين في آسيا، كما يقول مسؤولون. وسيلتقي بعد ظهر الثلاثاء رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ومستشار الامن القومي شيف شنكار مينون، ثم يلقي كلمة رسمية الاربعاء، كما ذكرت المصادر نفسها. وفي الاستراتيجية الجديدة التي كشف عنها في كانون الثاني/يناير الرئيس الاميركي باراك اوباما والتي تأخذ في الاعتبار تنامي قوة الصين في المنطقة، كانت الهند البلد الوحيد المذكور باعتباره شريكا حيويا. ويعتبر المسؤولون الاميركيون ان نيودلهي وواشنطن تتقاسمان التقاليد الديموقراطية نفسها والهواجس نفسها حيال الصين والمجموعات الاسلامية الناشطة في جنوب آسيا.