بينما تستعد الولاياتالمتحدة للانسحاب من أفغانستان كما هو مقرر فى عام2014، تسعى الإدارة الامريكية لعدم ترك الساحة فارغة امام لاعبين جدد، من المناوئين للسياسات الامريكية، مثل ايران او روسيا او الصين او تنظيم القاعدة وحركة طالبان. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية إنه فى سبيل ذلك تسعى امريكا حاليا لتشجيع الهند بأن يكون لها دور اكبر فى افغانستان، وهو الامر الذى ظل مستبعدا طوال السنوات الماضية، حتى لا تغضب باكستان حليف امريكا الرئيسى فى المنطقة ، والخصم اللدود للهند فى الوقت نفسه. فقد وصل وزير الدفاع الامريكى "ليون بانيتا" الى الهند اليوم الثلاثاء فى زيارة يلتقى خلالها برئيس الوزراء الهندى "مانموهان سينج" ومستشار الامن القومى " سيف شنكار منون"، كما يلتقى "بانيتا" غدا الاربعاء بوزير الدفاع الهندى "ايه كى انتونى" وسيلقى خطابا عن الشراكة الهندية الامريكية . واكد مسئولون فى وزارة الدفاع الامريكية انه من بين القضايا الرئيسية التى سيتم مناقشتها خلال زيارة "بانيتا" للهند ، قيام الهند بدور اكبر فى افغانستان ، وذلك عن طريق تدريب قوات الامن الافغانية التى ستتولى مهام الامن فى البلاد بعد انسحاب قوات حلف الناتو فى نهاية 2014 ، وقال مسئول امريكى بارز فى وزارة الدفاع ، ان واشنطن ترحب بدور سياسى واقتصادى وامنى للهند فى افغانستان ، خاصة فيما يتعلق بتدريب الجيش وقوات الامن الافغانية . وقالت الصحيفة ان الهند وافغانستان وقعتا العام الماضى اتفاقا لتدريب عناصر من قوات الامن الافغانية فى الهند. واضافت الصحيفة ان امريكا ربما تقصد بذلك الضغط على باكستان ، لاتخاذ موقف اكثر ميلا للمصالحة فى افغانستان ، حيث قاومت باكستان كثيرا اى نفوذ للهند فى افغانستان. واشارت الصحيفة الى ان باكستان تنظر الى الوجود الهندى فى افغانستان ، على انه تهديد مباشر لأمنها القومى وعمقها الاستراتيجى فى اسيا الوسطى. وكانت العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان قد وصلت الى نقطة فاصلة منذ اكثر من عام، خاصة بعد وقوع حادث على الحدود الباكستانية الافغانية فى نوفمبر الماضى، حيث وقع 24 قتيلا من القوات الباكستانية، نتيجة غارة امريكية على مواقعهم على الحدود . واضطرت إسلام آباد لإغلاق الحدود امام الشحنات العسكرية الاميركية التى تمر الى افغانستان مما ادى الى الضغط على الولاياتالمتحدة وحلفائها، واضطر حلف شمال الأطلسي (الناتو) لنقل الإمدادات من خلال طرق أخرى فى الشمال أكثر تكلفة.