سعت الدول ال28 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي المجتمعة الاربعاء في بروكسل الى رص صفوفها بغية تأمين عملية انسحاب منسقة لقواتها من افغانستان بحلول نهاية 2014 بالرغم من الرغبة الشديدة التي ابدتها دول عديدة في تسريع انهاء مهمتها في هذا البلد. ويسعى وزراء خارجية ودفاع دول الاطلسي حتى ظهر الخميس الى مواجهة عدم شعبية الوجود العسكري في افغانستان في بلدانهم والى طمأنة السلطات الافغانية التي تخشى ان يحصل تخل عنها. ولم يعلنوا عن تطور في الاستراتيجية التي ستكون موضوع النقاشات بين رؤساء الدول والحكومات الذين سيلتقون في قمة الحلف الاطلسي في شيكاغو في 20 و21 ايار/مايو المقبل. ولخص وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الوضع بقوله "ان ما ينتج عن اجتماعنا هو عزيمتنا القوية (...) لانهاء العمل" في افغانستان. واكد "لا يمكننا التخلي ولن نتخلى عن افغانستان". لذلك اكد الحلفاء مجددا تصميمهم على تنفيذ الاستراتيجية التي وضعت في 2010 لانسحاب نحو 130 الف جندي اجنبي ما زالوا منتشرين في افغانستان بحلول نهاية العام 2014. الا ان تصريحات بعض القادة الحريصين على تسريع العملية اثارت بعض البلبلة. واخر هؤلاء القادة رئيسة الحكومة الاسترالية جوليا غيلارد التي اعلنت الثلاثاء ان الجنود الاستراليين ال1500 سيغادرون افغانستان في العام 2013، اي قبل سنة من الموعد المحدد. وكانت فرنسا اعلنت من جهتها اواخر كانون الثاني/يناير الماضي انسحاب قواتها القتالية اواخر 2013 فيما تريد دول اخرى على رأسها الولاياتالمتحدة تخفيض عدد قواتها. لكن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن حرص على الطمأنة لجهة وحدة التحالف. واكد راسموسن "لست قلقا اطلاقا" من تصريحات غيلارد. وقال "ان الاعلان الاسترالي يتفق تماما مع خارطة الطريق التي حددناها لانتقال تدريجي" للمسؤوليات في افغانستان، والذي "لم يتغير" بحسب قوله. وتقضي هذه الاستراتيجية بان تتولى القوات الافغانية بصورة تدريجية المسؤولية الامنية لكافة الولايات خلال العام 2013، مما يسمح للقوات الدولية بالاضطلاع بدور مساند قبل مغادرة البلاد. وستنكب قمة الحلف الاطلسي في ايار/مايو ايضا على بحث المسالة الشائكة لمرحلة ما بعد 2014. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في هذا الصدد "نأمل ان يكون بوسعنا تحديد العلاقات مع افغانستان على المدى الطويل". وتضغط الولاياتالمتحدة، البلد الذي ينشر اكبر عدد من القوات في افغانستان، على شركائها للالتزام ماليا لدعم الجيش الافغاني. جنديان استراليان يراقبان الجبال المحيطة خلال عملية في جنوبافغانستان وقدر المجهود المالي ب4,1 مليار دولار سنويا بين 2015 و2017، ستتكفل واشنطن ب2,3 مليار دولار وافغانستان ب500 مليون، فيما الباقي ستتكفل به دول اعضاء في الحلف الاطلسي واخرى مانحة (اليابان وكوريا الجنوبية وغيرها). واعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الاربعاء ان لندن ستشارك بحدود 70 مليون جنيه استرليني سنويا (110 مليون دولار). وقال "انه مبلغ كبير لكنه اقل كثيرا مما ننفقه في هذا الوقت" مع انتشار 9000 جندي. اما نظيره الفرنسي جيرار لونغيه فكان اكثر حذرا اذ قال "ان مسالة التمويل مرتبطة بتطور الوضع. اننا في 2012 وتمثل سنتان مدة طويلة على مسرح مثل افغانستان". وجاءت قضية جديدة مربكة لتعكر اجتماع بروكسل مع نشر صحيفة لوس انجليس تايمز صورا تظهر جنودا اميركيين الى جانب اشلاء بشرية لمتمردين في 2010. واسرع وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الذي يشارك في محادثات الحلف الاطلسي في بروكسل الى التنديد بهذا التصرف معتبرا ان هذه الصور لا تعكس "القيم والمهنية التي تتحلى بها الغالبية الكاسحة للقوات الاميركية التي تخدم اليوم في افغانستان". وسيجتمع وزراء خارجية دول الحلف الاطلاسي صباح الخميس مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف الذي يتوقع ان يكرر انتقادات موسكو للمنظومة الاطلسية للدرع المضادة للصواريخ.