نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا عن احد ضحايا النظام القديم يدعي نصر السيد حسن نصر, و هو واحد من عشرات الآلاف من السجناء السياسيين تحت حكم حسني مبارك الذي استمر 29 عاما , تم اعتقاله في 2010 لعضويته في جماعة الاخوان المسلمين المحظورة. يصف نصر اساليب تعذيبه قائلا انه كان مربوطا في السرير و يتعرض للصدمات الكهربائية لأيام , و اضاف نصر انه كان مكبل اليدين في وضع مؤلم، وكيف يعذبه رجال الأمن بتعريض أعضائه التناسلية و صدره و اجزاء اخري من جسده للكهرباء. وقال لهيومن رايتس ووتش "انهم لم يسألوني سؤالا واحدا في هذه المرحلة. يبدو أنهم لا يريدون شيء مني سوى أن انهار ".وكما هو الحال مع جميع التجاوزات تحت نظام مبارك، لم يتم تقديم الجناة للعدالة. جاء حكم يوم السبت في محاكمة الرئيس مبارك تذكير مؤلم أنه بعد 15 شهرا من الاطاحة بالزعيم الاستبدادي في انتفاضة شعبية، لم يكن هناك أي تحرك لتحقيق المساءلة الكاملة عن المخالفات في ظل حكمه. و تم الحكم علي كلا من مبارك (84 عاما) و وزير داخليته حبيب العدلى بالسجن مدى الحياة لفشلها في وقف عمليات قتل بعض المتظاهرين خلال الانتفاضة في العام الماضي. ومع ذلك، تمت تبرئة ستة قادة الشرطة من الامر بقتل المتظاهرين, وانتقد رئيس المحكمة القاضي أحمد رفعت النيابة العامة لفشلها في توفير أدلة على أن الشرطة قتلت المتظاهرين.وبالإضافة إلى ذلك، تمت تبرئة مبارك وولديه من تهم الفساد وذلك لانتهاء الفترة القانونية. و عزز هذا الحكم شعورا جديدا بالحاجة الملحة لتحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات في ظل نظام مبارك. يوم الأحد، قدم المشرعين مشروع قانون" العدالة الثورية " الى البرلمان , وضعه نشطاء الحقوق, من شأنه إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة أعضاء نظام مبارك عن الجرائم بما في ذلك التعذيب والفساد. ستكون هناك حاجة لقضاة ليس لديهم اي علاقات مع النظام القديم في المحاكم الخاصة ، وسيتم إنشاء هيئات قضائية لجمع الأدلة والشهادات. وقالت هبة موريف، وهي باحثة في منظمة مراقبة حقوق الإنسان في مصر انه كان يتم تعذيب المعتقلين في أوضاع مؤلمة، حيث يتم ربط أصابع قدم المعتقلين، وأصابع اليدين والرأس بالأسلاك الكهربائية , بالاضافة الي الاعتداء الجنسي والاغتصاب ، لا سيما في مكافحة الاسلاميين مثل جماعة الاخوان المسلمين المحظورة "انهم كانوا جيدين جدا في التعذيب, حتي انهم كانوا يقوموا بتقديم العلاج الطبي للمعتقلين في خضم التعذيب. فهم كانوا يتجنبون قتل الناس في التعذيب, اذا مات شخص ما يكون خطأ." و يقول نشطاء حقوق انهم لا يعتقدون أن تكون اعداد أولئك الذين ماتوا من التعذيب كبيرة. قد يكون العدد الكلي للمعذبين تحت حكم مبارك المستمر منذ ثلاثة عقود أقل من 900 تقريبا الذين قتلوا في الانتفاضة منذ 18 يوما. و يعد خالد سعيد ,28 عاما, احدى الحالات القصوى من الوحشية التي اودت بحياته في الإسكندرية. فقد تعرض للضرب حتى الموت على يد اثنين من ضباط الشرطة في يونيو 2010، و كانت وفاته دعوة تجمع للانتفاضة. وكان اسم مجموعة الفيسبوك الذي ساعد في تنظيم الاحتجاجات"كلنا خالد سعيد". وقال ناصر أمين، وهو محام بارز للحقوق, انه بين عامي 1990 و 1995 ، اعتقل 15000 شخصا بموجب قانون الطوارئ، والذي أعطى الشرطة سلطات واسعة لاعتقال واحتجاز الأشخاص مع القليل من الحقوق أو بدون حق. لم يكن لدي المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك الإرادة السياسية للمضي قدما بقوة بعد النظام القديم، الذي كان جزءا لا يتجزأ منه. فقد كان المشير حسين طنطاوي وزير دفاع الرئيس مبارك لمدة 20 عاما. والأمور ليست عرضة للتغيير تحت رئاسة أيا من المرشحين في الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية هذا الشهر. فقد واجه أحمد شفيق نفسه ، صديق الرئيس مبارك منذ فترة طويلة و آخر رئيس وزراء في عهده ، مزاعم الفساد، وإن لم يتم اتهامه، و من المتوقع انه لن يكون ميالا إلى مقاضاة شخصيات بارزة من نظام كان جزءا لا يتجزأ منه . كما ان مرشح الاخوان المسلمين، في حال انتخابه، سيكون له أولويات وضغوط أكبر لاثبات نفسه، مثل محاولات تصحيح الاقتصاد واستعادة الامن. ومع ذلك، فإنه قد يسعى لمساءلة محدودة، ربما تركز على شهداء الانتفاضة. وقال محمد مرسي مرشح الإخوان، يوم السبت ,انه سيأمر بإعادة محاكمة مبارك في حال انتخابه.