نشرت صحيفة الجارديان مقالا اوردت فيه : اذا كنت تبحث عن الأخبار من مصر، لا تهتم بوسائل الاعلام الاميركية. اعتبارا من صباح يوم الجمعة، لم تكن الانتخابات الرئاسية على أي من الشبكات أو في أي مكان على كابل (باستثناء تقارير خاطفة على شبكة سي ان ان). من الصعب أن تجد كثيرا عنها في الصحف. يبدو أن محمد مرسي ثاني مرشح للإخوان الذي يسخر منه المصريون "الاستبن" بديل قد حقق نصرا ساحقا في الجولة الاولي من الانتخابات المصرية. لم يتم حتى الآن حسم نتائج الانتخابات، فلا يزال هناك طريق طويل للانتصار في الانتخابات العامة. لكن الطريق إلى الرئاسة المصرية مرئيا لمرسي – و تسير الامور بشكل مدهش. (قد يخسر مرسي ضد شفيق، إذا دخل شفيق في الاعادة حيث يرفض كثير من المصريين جماعة الإخوان المسلمين بحماس كبير - ربما أكثر من رفض النظام القديم، والذي يجسده شفيق), و الواقع المدهش هو ان جماعة الاخوان المسلمين، والتي فازت بسهولة في الانتخابات البرلمانية في البلاد مؤخرا، على وشك التقاط مقاليد السلطة التي اطيح منها حسني مبارك. و طالما ترض اعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة محظورة في ظل حكم مبارك، للاضطهاد دون هوادة، و للتعذيب والسجن على يد نظام مبارك، أعضاؤها تم اعتقالهم بالمئات بعد اغتيال أنور السادات، ووضعوا في السجون حيث زرعت بذور التطرف الجديد. فجأة قد يكون وضع مبارك في السجن، وجماعة الإخوان المسلمين في رئاسة الجمهورية واحدا من التحولات السياسية الأكثر إثارة في التاريخ. و قد كان بالفعل. ومن غير الواضح مدى قوة الرئيس المصري, فالبلد يفتقر الى دستور يضع الوصف الوظيفي للرئاسة. لا يزال الجيش هو القوة العليا في مصر. وهذا ليس احتجاجا على افتقار وسائل الإعلام الأمريكية لتغطية السياسة الدولية. فقد ولت الحقائق والوقائع، والأيام التي كان لدي العديد من المؤسسات الاعلامية الاميركية فيها الدولارات، و الرؤية للقيام بذلك بشكل جيد. هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة. لأن النتيجة واضحة ان الانتخابات المصرية ليست سوى قصة تحبها وسائل الاعلام الاميركية علي طريقها. ومن شأن فوز الإخوان ان يضمن تغطية واسعة. وانتخاب مرسي يرمى بمعاهدة السلام عام 1979 بين مصر وإسرائيل لموضع شك. هذا هو سيناريو الفوضى الذي يتنبأ به المحللين منذ الاطاخة بالرئيس مبارك من السلطة. عندما تبدأ وسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة في التركيز على قصة مصر، سيكون مستقبل معاهدة السلام جزءا من التغطية. ولكن، إشكاليا، فمن المرجح أن يشارك بها جميع أنواع الترويج للخوف من الإسلام السياسي. ففي وجهة النظر الامريكية، الديمقراطية في الشرق الأوسط أمر جيد، حتى تصبح سيئة.