أصرت سلوى التي بدت في منتصف العقد الثالث من عمرها أن يلتقط لها زوجها صورة فوتوغرافية في مقر السفارة المصرية في الكويت وهي ترتدي علم بلادها بعد أن أدلت بصوتها في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك مطلع عام 2011 . وغير بعيد منها وقف أحد موظفي السفارة يناشد الناخبين أن يفسحوا المجال لغيرهم وسط اصرار منهم على التقاط الصور بجوار الصناديق. سلوى التي قالت إنها لم تشارك قبل ذلك في أي انتخابات رئاسية أو برلمانية أكدت أنها انتظرت ثلاث ساعات في طابور طويل حتى تصل إلى هذه "اللحظة التاريخية" التي تريد توثيقها بالصور لتنشرها عبر موقع فيسبوك الذي أصبح يشكل جزءا مهما من حياة كثير من المصريين المغتربين بعد الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في ثورة يناير. مثلت هذه الانتخابات التي استمرت أسبوعا كاملا وانتهت الخميس الماضي مناسبة غير مسبوقة لأبناء الجالية المصرية للالتقاء والحديث عن مستقبل بلادهم خلال ساعات الانتظار الطويلة التي قضوها في الطوابير انتظارا للحظة التصويت. ولا توجد أرقام رسمية لعدد المصريين في الكويت لكن يعتقد على نطاق واسع أنهم يزيدون عن 400 ألف ويأتون في المرتبة الثانية بعد الجالية الهندية. وطبقا للموقع الالكتروني الرسمي للانتخابات الرئاسية فإن إجمالي المصريين الذين سجلوا أسماءهم تمهيدا للقيام بعملية التصويت في الخارج 587 ألف مواطن منهم 262 ألفا في السعودية و119 ألفا في الكويت التي جاءت في المرتبة الثانية. وقال السفير عبد الكريم سليمان سفير مصر بالكويت لرويترز إن عدد من أدلوا بأصواتهم يزيد عن ستين ألف مواطن أي أن حجم المشاركة كان أكثر من خمسين في المئة. وأضاف سليمان ان المصريين في الكويت عاشوا خلال أيام الاقتراع "مشاعر جميلة وجوا أسريا فريدا.. كان مهرجانا مصريا أصيلا." وكان ملحوظا في الساحات المواجهة للسفارة تواجد الأطفال والنساء والفتيات الصغيرات بشكل كثيف رغم تزامن الانتخابات مع بدء موسم الامتحانات في الكويت حيث ارتدت بعضهن ملابس تدل على هوية من تدعم من المرشحين.