علنت وزارة الدفاع الافغانية الاثنين ان القوات الافغانية قادرة على تحمل مسؤولية الامن في العام 2013، مقللة من شان المخاطر في حال قرر الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند سحب قواته البالغ عديدها 3400 عنصر قبل الموعد المحدد. وفرنسا هي الدولة الخامسة من حيث عدد عناصرها في قوات الحلف الاطلسي بزعامة الولاياتالمتحدة المنتشرة لمحاربة متمردي طالبان في افغانستان. وكان هولاند تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الفرنسية من افغانستان خلال هذا العام وذلك قبل عامين على الموعد المقرر من قبل الحلف الاطلسي لتسليم مسؤولية الامن الى الافغان بحلول 2014. وصرح المتحدث باسم الوزارة الجنرال محمد زاهر عظيمي لوكالة فرانس برس "بالنسبة لنا موقف الحلف الاطلسي اكثر اهمية من قرارات احادية تتخذها دول بمفردها". واضاف ان "افغانستان مستعدة بشكل كاف لتولي كل المسؤوليات الامنية في العام 2013". وصرح هولاند الاسبوع الماضي "اعتقد ان الصواب هو ان نسحب قواتنا القتالية بحلول نهاية 2012"، لكنه شدد على ان فرنسا ستقوم بالتنسيق مع حلفائها من دول الحلف الاطلسي لتفادي اي فراغ امني في حال انسحاب القوات الفرنسية من ولاية كابيسا (شمال شرق كابول) المضطربة. الا ان مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع قال لفرانس برس ان اي انسحاب سيكون سابقا لاوانه وان التعهد كان موجها خصوصا الى الناخبين الفرنسيين. وتابع رافضا الكشف عن هويته لانه ليس مرخصا له التكلم الى وسائل الاعلام حول الموضوع "من وجهة نظر عسكرية اعتقد ان سحب القوات خلال الفترة الباقية من العام 2012 امر غير عملي". واضاف "اعتقد ان الامر كان تعهدا انتخابيا اكثر منه قرار عملانيا. لن يقوموا بالانسحاب هذا العام". ومن المقرر ان يلتقي هولاند الذي فاز الاحد بفارق بسيط على منافسه الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، قادة دول الحلف الاطلسي خلال قمة يستضيفها الرئيس الاميركي باراك اوباما في شيكاغو يومي 20 و21 ايار/مايو، بعد ايام فقط على اداء هولاند اليمين الدستورية. وقال مسؤولون من الحلف الاطلسي ان الحلف اعد خططا بديلة في حال فوز هولاند على ساركوزي. وقال اللفتنانت كولونيل جيمي كامينغز المتحدث باسم قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) ان فرنسا تقوم بمساهمة مهمة في افغانستان. وشدد على التزامها تدريب القوات المحلية. وقال كامينغز "لقد وقعوا اتفاقا طويل الامد مع افغانستان، وكانوا واضحين في التزامهم تدريب القوات الافغانية. هذا يشكل رسالة قوية للمتمردين من حركة طالبان". الا ان دبلوماسيا اقر بان موقف الرئيس الفرنسي المنتخب "لم يلق ترحيبا" في مقر القيادة العامة للحلف. ويعتبر سحب القوات الفرنسية بشكل مبكر تحديا لتطمينات الحلف بانه "لا توجد عجلة في الرحيل"، مع ان الحرب في افغانستان لا تلقى تاييدا في الغرب بعد عقد من المعارك التي ادت الى مقتل قرابة ثلاثة الاف عنصر اجنبي. وفي قمة شيكاغو، يريد الحلف ان يظهر جبهة موحدة مكررا شعاره "اذا دخلنا معا فسنخرج معا"، وذلك خلال تنسيق عمليات المرحلة الاخيرة من المهمة التي لم تنجح بعد في الحاق الهزيمة بحركة طالبان. وينشر الحلف الاطلسي قرابة 130 الف جندي في افغانستان لمساعدة حكومة حميد كرازي على محاربة التمرد بزعامة حركة طالبان التي طردها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة من الحكم في العام 2001.