"بالأمس وقعت مذبحة ليست الأولى ولا الأخيرة من نوعها ، حيث سقط مصريون بدماءٍ باردة".. شهد ميدان العباسية مذبحة لا تقع الا إنتقاما من الثورة والثوار ،فبعد أن خرج أنصار الشيخ حازم صلاح فى مسيرة نحو وزارة الدفاع،مقررين الإعتصام لتعديل المادة ال"28" من الدستور،وتسليم السلطة فى أقرب وقت ، ظهر الطرف الثالث، الطرف الذى حير عقول المصريين ، ومازال البحث جاريا، حاملين أسلحة نارية، وأسلحة بيضاء، معتدين على المعتصمين السلميين أمام الدفاع. مشاهد تعيد للذاكرة كلمات الرئيس المخلوع حسني مبارك " يا أنا يا الفوضة" ، فمشهد الدماء يذكرنا بموقعة الجمل ، ومجزرة محمد محمود، ومذبحة ماسبيرو، وإعتصام مجلس الوزراء،وكارثة بورسعيد،وإخيراً وليس أخرا، مذبحة العباسية،فكلما إقتربنا من إنتخابات رئاسة الجمهورية ،كلما تعطش النظام البائد الى شرب الدماء،إنتقاما من الثوار، كلنا نتذكر ما حدث قبل إنتخابات مجلس الشعب ، ومجزرة القصر العينى ومحمد محمود، أما ما وقع على مدار ثلاثة أيام ما هو الا سيناريو معد مسبقا ، طريقكم نحو الديمقراطية عابرا على أنهار الدماء، فالناس إعتقدت أن القوى المعتصمة ماهى الا أنصار حازمون ، مطالبة الفتك بهم،فالطرف الثالث إستجاب للنداء ولم يخيب أمل من فرق بين المعتصمين ،وهاجمهم على مدار ثلاثة أيام ،فى حضور قوات الجيش التى إنسحبت قبل هجوم البلطجية،مثيرا تسائلا،وعلامات إستفهام كبيرة . فالإعلامى توفيق عكاشة يخرج كل جمعة الى الميدان ومعه من معه من المأجورين ،يتظاهرون كيف أردوا،لم نسمع أن أحدا إعتدى عليهم،ولا قطع لهم طرف،إنما كانت تتم حمايتهم ،من جانب قوات الجيش، أما الثوار ، فالقتل مباح. أما الداخلية ، فلا أحد يسمع عنها وكأنها تعيش فى بلدة مجاورة، تنتظر هجوم البلطجية للتدخل بالخرطوش والغاز ، لفض الإعتصام بحجة الإشتباكات، عقلية قد تكون بديهية، ولكنها تعبر عن الطرف الثالث. أما مرشحو الرئاسة ، فلم ينسوا نصيبهم قبل دخول باب الجنة،فسليم العوا لم ينسي الشجب والإدانة ،وإتهام وزارة الداخلية،متجاهلا المجلس العسكري ! . أما أبوالفتوح ،فيذهب بمسيرة الى الميدان إعتراضا على مقتل المعتصمين ،مؤكدا أن سفك الدماء لم يعد مقبولا، معلقا حملته الانتخابية. أما الفريق شفيق هو الأخر لم ينسى أن يلقى بكلماته ، صائدا فى مياه لم تعد تصفو له، مشيرا الى أنه مع حق الاعتصام ولكن وفقا للقانون ، متجاهلا أي قانون مع هجوم البلطجية على المتظاهرين. أما الأحزاب فلم يكفيها الشجب والإدانة ، بل نظمت المسيرات ،واللافتات الى الميدان وكأننا فى موسم الحج، متجاهلين من السبب وراء ترك المعتصمين تحت فك البلطجية. سمعتها من كثير أصبحنا نكره الثورة ،والثوار، "متى يأتى رئيس لايهم من هو " هذا ما يريده الطرف الثالث ،رئيسا على هوا العسكري، إنتخابات مزورة، قصة قد تنهى بها الثورة المصرية حكايتها على أكثر من عام. أما الثوار ، فيعدون لجمعة النهاية ، نهاية المجلس العسكرى على حد قولهم ، إنتقاما لمذبحة العباسية و المذابح التي سبقتها.