قبل خمسة ايام من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الفرنسية تحدى نيكولا ساركوزي اليسار بجمع انصاره في شوارع باريس بمناسبة الاول من ايار/مايو اليوم الذي يشهد مسيرات نقابية لعيد العمال فيما دعت زعيمة اليمين المتطرف ضمنا الى التصويت ببطاقة بيضاء. فقد دعا الرئيس المرشح ساركوزي الذي تشير استطلاعات الرأي الى تخلفه بفارق كبير عن منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند الذي تتوقع فوزه بغالبية 53 الى 54% من الاصوات الاحد، انصاره الى النزول الى الشارع للاحتفال "بعيد العمل الحقيقي زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن في باريس في 1 ايار/مايو 2012 لكن زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبن التي احتلت المرتبة الثالثة في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية في 22 نيسان/ابريل بحصولها على 17,9% من الاصوات، هي التي افتتحت المسيرات بحيث اعلنت بدون مفاجأة كبيرة انها ترفض الاختيار بين فرنسوا هولاند الذي يجسد "املا كاذبا" ونيكولا ساركوزي الذي يمثل "خيبة امل جديدة". وقالت لوبن اثناء تجمع تقليدي امام انصارها في وسط باريس للاحتفال بعيد القديسة جان دارك البطلة الفرنسية الاسطورية التي تحتل مكانة مميزة لدى اليمين المتطرف، "ساصوت الاحد بورقة بيضاء". واضافت "كل واحد منكم سيختار وفق ما يمليه ضميره ومسؤوليته. هذه من اولى حرياتكم كمواطنين وانا سامارس حريتي هذه"، مؤكدة "لن امنح بالتالي الثقة ولا التفويض لاي من المرشحين"، داعية ناخبيها ضمنا الى الاقتداء بها. ثم تحدثت لوبن عن فوز حزبها في الدورة الاولى فقالت "اننا نحتفل بالنتائج الاستثنائية التي حققناها في الانتخابات الرئاسية .. فقد فرضنا قضايانا على هذه الانتخابات. واصبحنا مركز ثقل في الحياة السياسية الفرنسية". ونيكولا ساركوزي الذي لا يمكنه ان يأمل في الفوز بدون دعم كثيف من ناخبي اليمين المتطرف شدد خطابه منذ ثمانية ايام في الحديث عن مواضيع الامن والهجرة والحدود والجذور المسيحية لفرنسا. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يحيي انصاره في باريس في 1 ايار/مايو 2012 وقال الرئيس المنتهية ولايته "لدينا الكثير من الاجانب على اراضينا" معتبرا ان فرنسا "استقبلت الكثير من العالم"، واشار انه سيخفض في حال انتخابه عدد المهاجرين الذين يدخلون بصورة قانونية كل عام الى فرنسا الى النصف. واسرع هولاند في اتهامه بانه يريد ان يجعل من الاجانب الموضوع الرئيسي "في حين ان الموضوع الرئيسي هو البطالة والقوة الشرائية ومكافحة التفاوت الاجتماعي". وينتظر تجمع عشرات الاف الاشخاص بعد الظهر في ساحة تروكاديرو بباريس تلبية لدعوة ساركوزي الى ترفيع "قيمة العمل" وهي مبادرة غير مسبوقة ندد بها اليسار واعتبرها بمثابة "استفزاز". فضلا عن ذلك اكثر ساركوزي من انتقاداته للمنظمات النقابية في الايام الاخيرة. وقال رئيس الحزب الرئاسي، الاتحاد من اجل حركة شعبية، جان فرنسوا كوبيه الثلاثاء "لسنا في مباراة مع النقابات او مع اي كان". المرشح الاشتراكي للرئاسة الفرنسية فرنسوا هولاند في نيفير في 1 ايار/مايو 2012 وامام الاول من ايار/مايو الذي اكتسى هذه السنة طابعا سياسيا الى حد كبير اختارت النقابات ان تجري مسيرات في باريس وسائر انحاء فرنسا مع شعارات قالت انها اجتماعية محضة تركز على العمل والقدرة الشرائية ومكافحة "العنصرية وكره الاجانب" ودعت المنتسبين اليها الى تعبئة صفوفهم بكثافة. الا ان الحرص على تفادي الشعارات السياسية لا يمنع من اتخاذ مواقف شخصية امثال رئيس الاتحاد العام للعمل (اول نقابة فرنسية) برنار تيبو الذي اعلن بوضوح اليوم الثلاثاء انه سيصوت مع فرنسوا هولاند. وهذا الاخير على عكس خصمه توجه الى نيفير (وسط) لاحياء ذكرى وفاة رئيس الوزراء الاشتراكي الاسبق بيار بيريغوفوا. وقال هولاند "لا استطيع القبول بان يكون هنا في فرنسا معركة ضد النقابة في الاول من ايار/مايو" قبل ان يتهم ساركوزي ب"الخضوع مجددا لهذه النزعة الى تحريض طرف على اخر". واضاف "لن اقبل بان يستأثر مرشح بقيمة العمل (...) ندرك جميعا ان قيمة العمل يجب الدفاع عنها واعلاء شأنها واحترامها". وللتعويض عن تأخره يعول ساركوزي كثيرا على المناظرة التلفزيونية التي سيتواجه فيها الاربعاء مع هولاند. وقال بحسب مقربين منه "سأدمره" و"لن افلته"، "الفرنسيون يريدون مبارزة، وسيحصلون عليها". وقال ايضا "هذا ليس عراكا في الشارع، ولا الحرب"، واعدا ب"نقاش جمهوري". اما هولاند فقال من جهته محذرا "ان نظرنا الى نبرة الحملة وجوهرها فان المناظرة ستكون قاسية. وانا مستعد لذلك".