وصفت الكاتبة الصحفية نور الهدى ذكى رئيس تحرير مجلة الأهرام العربى سابقا مرافعة الرئيس المخلوع مبارك والتى القاها فى محكمة جنايات القاهرة أثناء محاكمته بالأمس بالخطاب الإنشائى الذى يفتقد إلى الجانب المعلوماتى ويخاطب المشاعر والعواطف. وأضافت "ذكى" فى تصريحات خاصة ل "الفجر" أن مبارك يتحدث وكأنه مازال رئيسا يقف على المنصة فى انفصال عن السياق الزمنى وكأنه فى عالم آخر غير العالم الذى نعيش فيه وكأن الزمن لم يتغير ويطيح به كرئيس فى ثورة شعبية.
وأكدت الكاتبة الصحفية، أن المؤامرة التى تحدث عنها مبارك صحيحة حيث يحاك ضد الدولة المصرية والوطن العربى الخطط والمكائد ولكن تلك المؤامرات لم تكن لتنجح لولا أنها وجدت فى المناخ الفاسد الذى خلقه المخلوع المرتع والوسيلة
كما أكدت ذكى، أن نظام المخلوع حرص على التعامل وعقد الصفقات مع الإخوان بدلا من انفاذ القانون عليهم مما ساهم فى تقوية مراكزهم مشيرة إلى أن النظام الاقتصادى الرأسمالى المنفلت الذى عانى منه الشعب المصرى خلال حكم المخلوع والذى تمثل فى بيع القطاع العام والخصخصة وانسحاب الدولة من حياة المواطنين وتركهم نهبا لمصالح رجال الأعمال.
قد فتح الباب على مصراعيه لجماعة الإخوان الإرهابية لتتمكن من المجتمع المصرى من خلال المراكز الطبية والجمعيات الخيرية الأمر الذى ادى إلى تسليم البسطاء إلى الفكر الإخوانى الذين مثلوا بالنسبة لهم طوق النجاة فى حربهم ضد الفقر والعوز والمرض فى الوقت الذى لم تمتد إليهم يد الدولة بالرعاية الواجبة.
ووجهت ذكى، أسئلة إلى الرئيس السابق المخلوع مبارك قائلة: "ماذا اتخذت من اجراءات لمجابهة المؤامرة التى تتحدث عنها وأنت رئيس السلطة التنفيذية وقد خول لك الدستور مهام اقسمت عليها لحماية الدولة والشعب ولماذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة حيال الوضع الشاذ فى وجود أنفاق بين مصر وغزة بنيت فى عهدك وبمعرفتك وتسلل منها ارهابيو حماس إبان ثورة يناير واقتحموا السجون وحرقوا أقسام الشرطة وعاثوا فى البلد خرابا.
وتابعت ذكى إن المخلوع مبارك لم يفهم حتى الآن أنه لا يحاكم جنائيا على قتل المتظاهرين وإنما يحاكم سياسيا عن تقصيره واهماله فى حماية الدولة والشعب طبقا للمهام الدستورية الذى اقسم عليه فجاءت خطبته دفاعا عن نفسه بحجة أنه لم يقتل المتظاهرين وتجاهل الأسباب السياسية بما تتضمنه من فساد مالى يحاكم عليه دفع بهؤلاء المتظاهرين للخروج أساسا فى دلالة قوية على انفصاله عن الواقع
وأوضحت ذكى أن النقاط المضيئة فى مرافعة مبارك عن نفسه يشوبها قدرا من الزيف حيث قال أنه لم يقم بزيارة إسرائيل وهذا غير صحيح حيث سافر إلى هناك مقدما التعازى فى وفاة اسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق كما أنه كان يقمع الاحتجاجات التى كنا نقوم بها أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية دعما للقضية واعتراضا على سياسات العدو الإسرائيلى مشيرة إلى أن أى حاكم لمصر غير قادر على التفريط فى التراب الوطنى وليس مبارك فقط لأن لمصر مؤسسات سيادية تحميها والمعزول مرسى جملة اعتراضية لن تتكرر فى حياة الدولة المصرية.
واختتمت ذكى حديثها قائلة: استشعرت وأنا استمع لمرافعة المخلوع عن نفسه أننى أمام بقايا رجل فى أيامه الأخيرة لقد انتهى مبارك ونظامه إلى غير رجعة لأنه سقط أخلاقيا وسياسيا.