*** رغم ان مرافعة النيابة العامة ضد الرئيس المخلوع فى جرائم قتل المتظاهرين(المنشورة فى صحف الجمعة الماضية)..كانت الحد الأدنى الذى يمكن من خلاله توصيف بشاعة هذه الجرائم والقصاص لها( اقصد التى وقعت خلال ثورة يناير تحديدا).. لكن العبرة دائما بالنهايات.. خاصة ان قادة واعضاء" جيش الدفاع" عن مبارك واقطاب نظامه " "خبرة" و"ضليعون"فى الاندساس" داخل مواد القانون والالتفاف حولها وتجريدها من عبوتها "العادلة الفعالة" وتحويلها الى مياه "صديقة" يغرق فيها الضحايا واسرهم.. المهم ان القصاص العادل لدماء الشهداء وابصارهم.. هو النهاية الوحيدة التى يمكن ان يقبلها وعلى مضض الرأى العام واسر الضحايا.. خاصة وان هناك مؤشرات قوية.. تؤكد وجود تقصيرملموس فى الملفات التى احالتها النيابة الى القضاء.. ولاتكفى المرافعات فقط لاصلاح ماتم افساده او اتلافه من الادلة الدامغة او التى "اخذها الغراب وطار"! *** واذا كانت مرافعة النيابة قد اكدت ان ضحايا مبارك بالمئات خلال ثورة يناير فقط.. فماذا عن ضحاياه هو ونظامه من ملايين بل وعشرات الملايين المصريين الذين قتلوهم على قيد الحياة..وعاشوا موتى مدفونين بين الاحياء على مدى 30 عاما .. وذلك بعد ان سلبوهم ( نهبا وفسادا وظلما وقهرا) الحد الادنى لحقوق الاحياء من البشر من غذاء وكساء.. مأوى وعلاج الخ.. بشكل يرقى ويرتقى الى مستوى البشر.. اما عن القمع وغياب العدل الذى هو اساس الملك وكل ملك.. فحدث ولاحرج.. بالله عليكم كل ماسبق يستحق كم من احكام الاعدام؟..ماعلينا ورغم الاهمية القصوى للقصاص الذى فيه حياة لاولى الالباب.. لكن يجب ألايسمح معسكرالثورة والثوار( اغلبية المصريين رغم انف ابناءوبنات "مولانا" سليل الاشراف" مبارك وابناء عمومتهم من "مستوطنى وغزاة" ميدان العباسية.. هؤلاء الذين رد عليهم اهالى هذا الحى المصرى الاصيل بمظاهرات" العباسية ليست تكية).. يجب الايسمح الحريصون على تأمين ونجاح الثورة مطلقا.. بأن يتم استدراجهم الى الخلف والماضى اوالى الجانبين.. بعيدا عن المضى قدما والى الامام والمستقبل.. وبكل طاقاتهم واقصى سرعة ممكنة نحوتحقيق الاهداف الثلاثة الرئيسية للثورة(عدل ومساواة- وحريات ومساءلة كاملة من جانب الشعب وممثليه المنتخبين لحكامه المنتخبين- عدالة اجتماعية)..فتحقيق هذه الاهداف..هى اعظم هدية وتكريم لارواح الشهداء وعيونهم التى ضحوا بها ليرى بها بنووطنهم والاجيال القادمة الحياة الحقيقية اللائقة بمصر وشعبها.. وعدا ذلك( وحتى لوتم اعدام مبارك وغيره من قتلة الشهداء).. فهو اهدار جسيم لايغتفر لدماء الشهداء الطاهرة. *** وفى سياق جرائم النظام المخلوع .. لابد من التوقف عند ادعاءات مزعومة تروج لها ليل نهار( وباسلوب السم القاتل المندس فى الدواء المفترض انه شاف)..تبثها وسائل الاعلام المتعددة والفاعلة المعادية للثورة.. بهدف الاستقطاب التدريجى لفئات وشرائح ممن يوصفون بالاغلبية الصامتة.. واستعداء هذه الفئات ضد شباب الثورة.. على اساس انهم يتحملون المسئولية باعتصاماتهم ومظاهراتهم وتوابعها من اتهامات مزعومة للثوار باستفزاز قوات الامن والشرطة العسكرية والعواقب الوخيمة الدامية لذلك.. بايجاز شديد يتحمل شباب الثورة ما يسميه رجل الشارع البسيط " وقف الحال" وتردى الاوضاع المعيشية والاقتصادية والسياحةوالغلاء وازمات البوتجاز الى اخره.. وهنا اطرح سؤالا تنساب البراءة من عينيه او ثناياه: هل شباب الثورة هم الذين اطلقوا سراح السجناء واطلقوا العنان لهم ولمئات الالاف من ميليشيات البلطجية التابعين لامن النظام المخلوع( الدولة سابقا) وحزبه المنحل ورجال اعماله.. ناهيك عن الفلول من قيادات الصف الثاني والثالث الذين تولوا المسئولية بعد الثورة فى معظم المواقع والمجالات الحيوية بالبلاد(تغييرالوجوه)؟..من المسئول اذن اشاعة الفوضى والانفلات الامنى ومناخ الترويع؟ ثم اليس الرئيس المخلوع هوالذى خير الشعب بين الامن فى عهده الميمون.. او الترويع.. اذا لم نتأسف لفخامته ونتشبث بحكمه الرشيد وحكمته" الفائقة العابرة لكل الحدود" والى ما لاحدود؟! *** ثم قبل كل ماسبق ومعه وبعده هل كان الحال( فى عهده "خالد الذكر").. ماشى بل ويجرى وبطل سباقات العدو العالمية؟.. بمعنى ان الرخاء كان "للركب" او تحولت الرفاهية وسيول الخير الى فيضانات عارمة اغرقت البلاد والعباد؟.. ثم ان "وقف حال" السياحة مرتبط بحالة الفوضى والانفلات الامنى.. وهو مااثبتت اجواء الانتخابات انه كان بالامكان استعادة الامن طوال الاشهر ال9 التى اعقبت الثورة..لوكانت هناك ارادة جادة لتحقيق ذلك!.. ثم من المسئول عن عبقرية تحويل "اقتصاد" دولة مثل مصر.. الى رهينة واسير" تقرر مصيره" السياحة.. فى منطقة متوترةوغير مستقرةومحفوفة بالمخاطر دائما مثل الشرق الاوسط؟.. ناهيك عن التهديات الارهابية التى واجهتها وتواجه مصر بصفة خاصة.. لكن وللحق والانصاف.. لابد ان نقر ونعترف بان الثورة " وش الفقر"جففت منابع "غسيل الاموال المتدفقة علينا من كل صوب وحدب" وقطعت ارزاق محترفى واسطوات "الغسل والكى والتنظيف اليدوى والاتوماتيك و"الفول اليكترونيك" بمعرفة "القرية الذكية".. حقا انها ثورة "مارقة" تتبع محور الشر" وهى ايضا"غيرمؤمنة" لانها ضد النظافة وغسيل الاموال "القذرة"!.