قال سامح عيد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية أن العمليات القتالية التى يشنها التنظيم الإرهابي داعش فى العراق الآن، تعكس انفراط عقد هذه الجماعة وخروجها عن الحدود المرسومة لها من قبل الجهات التى دعمتها منذ البداية واصبحت خارج نطاق السيطرة. وأضاف عيد فى تصريحات خاصة للفجر ليس صحيحا ما يظنه الكثيرون أن إيران لها مصلحة من تصعيد العمليات القتالية التى يقوم بها تنظيم داعش مؤخرا حتى يكون ذريعة لإقامة الدولة الشيعية فى الجنوب وذلك لأربعة أسباب أولا إيران تسيطر بالفعل على الدولة العراقية بمؤسساتها الحيوية بالشكل الذي لا تحتاج معها لتقسيم العراق، ثانيا أن إقامة الدولة السنية التى ينادى بها تنظيم داعش ستقتضى بالضرورة استقطاع الشرق السورى بما يخل من تحالفها مع الرئيس الأسد، ثالثا اقامة الدولة السنية فى العراق على حدود الدولة المزعومة الشيعية تمثل تهديدا لها لما تحمله هذه التنظيمات من أفكار تكفيرية للشيعة تجعل التفاوض معهم أمرا مستحيلا رابعا ليس من مصلحة إيران اقامة دولة سنية تفصل العراق عن سوريا حيث تفرض إيران سيطرتها على الدولتين .
وحول الدور الأمريكي الذى تلعبه أمريكا الآن فى العراق اكد عيد أنه من المحتمل أن يكون الهدف من تصعيد داعش لعملياتها القتالية فى العراق مؤخرا هو الضغط الأمريكى على مصر وإيران فأولا اقامة الدولة الشيعية فى الجنوب العراقى يهدد أمن الخليج فى الوقت الذى تعلم فيه امريكا جيدا أن مصر لايمكنها أن تتدخل وبالتالى يحدث انشقاق فى التحالف المصرى السعودي ثانيا الضغط على إيران فى المفاوضات معها على برنامجها النووى.
وتابع عيد على الرغم من ذلك الا أن هذا الاحتمال صعب التحقيق حيث لا تتحكم امريكا فى تحركات داعش بشكل كبير كما يظن الكثيرون كما أن داعش حاليا تضم حوالى ثلاثة آلاف من الأوروبيين وهم قادرون على تهديد أمن أوروبا وأمريكا فى حال التعرض لقتالهم.
واختتم عيد حديثه قائلا الحكومة الرخوة لنورى المالكى وفرت بيئة يرتع فيها الإرهاب بسبب ضعفها وبسبب الطائفية التى تأسست عليها العراق ما بعد صدام حسين وأصبحت التنظيمات الإرهابية مثل داعش والتى صنعتها منذ البداية المخابرات الأمريكية كرة ثلج خارجة عن أى سيطرة ومهددة للمناطق التى تظهر فيها واصبحت تعمل لحساب نفسها و اصبح مستحيلا وضع تصور على المدى القصير لما ستئول إليه الأحداث فى العراق أو سوريا ولكن من الصعب تصور سيطرة داعش على بغداد لأنها ستكون نقطة تحول خطيرة.
