رأى الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك اليوم الخميس أنحمام الدم الدائر في سوريا لا يتوقف عن إحداث مزيد من الانقسامات والتصدعات بين كافة الاطياف اللبنانية التي تعجز حتى الان عن إيجاد صيغة توافقية حول كيفيةالتعامل مع الرئيس الاسد.وأوضح الكاتب البريطاني -في مقال له نشرته صحيفة "الاندبندنت" البريطانية علىموقعها الالكتروني -أنه في لبنان- ونظرا لقربها الشديد من الصراع المشتعل فيسوريا بجانب الصور المروعة التي تبثها وسائل الاعلام اللبنانية وتظهر نساءوأطفالا متفحمين- تنشأ حالة غضب واسعة بين أنصار الاسد ومنتقديه على حد سواء،لافتة إلى أن إحدى الصحف اللبنانية قد شبهت الاسد بعدة طغاة جاءوا على مر التاريخمثل جنكيز خان وستالين وهتلر. وذهب فيسك في رصد بعض ملامح الانقسام بين الاطياف اللبنانية، مشيرا الى أنالمسيحيين على سبيل المثال منقسمون على أنفسهم،حيث طالبت قيادة حزب الكتائباللبناني بإسقاط نظام الرئيس الاسد، فيما لا تزال الكنيسة المارونية تتمسكبالحفاظ على دورها القديم المحايد وعدم الانحياز إلى أي من طرفي الصراع نيابة عنالاقلية المسيحية في سوريا على حد قول فيسك.وأردف فيسك قائلا" ليس هناك من اللبنانيين من ذهب أبعد من وليد جنبلاط زعيمالطائفة الدرزية في لبنان في مطالبته باسقاط نظام الاسد، مشيرا إلى أن الزعيمالدرزي قد أدان ما ترتكبه قوات الامن السوري بل وحملهم مسئولية اغتيال والده كمالجنبلاط قبل 35 عاما.وأشار فيسك في هذا الصدد إلى الكلمات التي نطق بها جنبلاط الابن على قبر والدهفي ذكرى اغتياله حاملا راية الجيش السوري الحر وقال "لا يمكن لأي إنسان عاقل أنيدعم سوى الخيار السياسي نظرا لان جميع الخيارات الاخرى المطروحة هى نذير لحرأهلية طويلة الامد و حالة استنزاف مستمر على كافة المستويات لا تتلاءم ومطالبالشعب السوري الذي ينشد العيش بحرية وكرامة وديمقراطية".أضاف "أن خبرتنا مع النظام السوري قد علمتنا أنه ماهر في لعبة التسويفوالمماطلة ولكن الشعب السوري لن يتراجع بعد كل ما تكبده من تضحيات لذا فإن حلسياسي يفضي الى رحيل الاسد ويمهد الطريق أمام مرحلة انتقالية هو السبيل الوحيدلانهاء الازمة وأن عمر الطغاة والمستبدين قصير".