ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن المعلومات التي كشفت عنها أمس حول قيام وكالة الأمن القومي الأمريكي بجمع بيانات هاتفية خاصة بالمواطنين الفرنسيين قد تسببت في ردود فعل مفاجئة وغاضبة من جانب المسئولين السياسيين في فرنسا. وفي الوقت الذي تحاول فيه إدارة أوباما بطريقة أو بأخرى تبرير عملية التجسس واسعة النطاق على "حليفتها القديمة"، على حد وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، سخرت الصحافة الأمريكية من نفاق الحكومة الفرنسية.
فقد أشارت مدونة "ذا كابيل" التابعة لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن "قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس على بعض أقرب حلفائها ليس سرًا أو حتى صدمة. ولكن المعلومات الأخيرة حول تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي على فرنسا فاجأ المسئولين في هذه الدولة التي تعد أحد أكبر معاقل التجسس في العالم".
كما سخرت مدونة "ذا كابيل" من صرخات الغضب التي أطلقها الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس فيما يتعلق بأزمة التجسس الأمريكي.
ومن جانبها، اكتفت صحيفة "فاينانشال تايمز" بالتذكير بأن فرنسا منعت طائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس من عبور مجالها الجوي بسبب اشتباهها في نقل المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن، وأن صحيفة "لوموند" أخرجت تقريرًا كاملًا عن ممارسات أجهزة المخابرات الفرنسية.
وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه "قد ثبت أن أجهزة المخابرات الفرنسية في الإدارة العامة للأمن الخارجي تجمع أيضًا بيانات المواطنين الفرنسيين دون إذن قانوني واضح. وهناك وقائع تشير إلى أن عملية التجسس الرقمي كسلاح لمكافحة الإرهاب والجريمة تستخدم على نطاق واسع، حتى إذا بدت التكنولوجيا التي تستخدمها الولاياتالمتحدة أكثر تطورًا".
كما أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن كبار المسئولين الأمريكيين ذكروا فرنسا كأحد الدول الرئيسية التي تقوم بالتجسس على الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالإضافة إلى اتهامها بامتلاك جهاز تنصت متطور خاص بها.
واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الحكومة الأمريكية لن تستطيع أن تعطي وعدًا بعدم ممارسة هذا النوع من التنصت لأن "الولاياتالمتحدة تصرفت بهذه الطريقة خلال عقود، وفرنسا وحلفاء الولاياتالمتحدة الآخرين لديهم جميعًا عمليات الاستخبارات الخاصة بهم في الدول الصديقة".
وإذا كانت مدونة "ذا كابيل" بما فعلته إدارة أوباما لكي تقول ضمنياً لحلفائها "نحن نتجسس عليكم. وأنتم تتجسسون علينا. إنها اللعبة"، فقد حذرت المدونة قائلة: "احذروا من ردود المكسيكيين والفرنسيين التي سوف يتخذها الرأي العام في اعتباره والذي قد لا يقدّر هذه العلاقة بين الجواسيس".