خصصت صحيفة " لو موند " الفرنسية مقالها الافتتاحي اليوم حول المعلومات التي تكشفت فيما يتعلق بقيام الولاياتالمتحدة بالتجسس على الاتحاد الأوروبي وفرنسا، وأوضحت الصحيفة في هذا المقال الذي حمل عنوان " العم سام يتصرف بشكل سيئ جدا " في إشارة إلى الولاياتالمتحدة، أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا أصدقاء، والأصدقاء يتم بينهم إجراء تبادل معلوماتي، وليس التجسس. ووصفت الصحيفة الفرنسية رد نائبة اللجنة الأوروبية والمفوضة للشئون القضائية " فيفيان ردنج " بأن " بين الأصدقاء لا يكون هناك تجسس " بالرد الساذج، مشيرة إلى أن المعلومات التي كشفتها الصحيفة الألمانية " دير شبيجل " الألمانية خطيرة للغاية، حيث لم يخرج أي من المسئولين الأمريكيين لتكذيبها أو يؤكد صدقها حتى الآن، فوفق الصحيفة الألمانية نقلا عن عميل الاستخبارات الأمريكية " إدوارد سنودن " أن نظام التجسس الأمريكي " بريزم " استهدف أيضا الاتحاد الأوروبي. وتساءلت الصحيفة: لماذا تقوم الولاياتالمتحدة بهذا التصرف غير المفهوم ضد حلفائها؟، فبحسب هذه الوثائق، فإن ألمانيا حظيت باهتمام خاص من الاستخبارات الأمريكية حيث كان يتم تسجيل 50 مليون مكالمة تليفونية ومكالمات عبر الإنترنت كل شهر، ومن جانب آخر، أوضحت " لوموند " أن رد السلطات الأمريكية على القادة الأوروبيين الذين طالبوا من واشنطن تقديم تفسيرات لهذه التصرفات، بأنها ستتعامل من خلال مسلك دبلوماسي مع الاتحاد، ليس كافيا للتبرير. وأضافت الصحيفة أن إدارة أوباما المتورطة في هذه الأعمال يجب عليها أن تقول الحقيقة لمواطنيها وكذلك لحلفائها الأوروبيين، خاصة وأن المواطنين الأوروبيين يكرهون هذه التصرفات من قبل دولة لا تتجسس عليهم من أجل حمايتهم ولكن من أجل أغراض أخرى. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن الولاياتالمتحدة تنتهج منذ سبتمبر 2001 سياسة أمنية، ولكن هذه السياسة تبدوا في الوقت الحالي غير محكومة جيدا، كما أنها خرجت عن هذا النطاق الأمني. واستكملت الصحيفة: بأن "إدوارد سنودن" الذي يعتبره البعض بأنه خائن قد قدم خدمة جليلة لبلده لأنه أوضح انحرافات هذه السياسة، واختتمت الصحيفة قائلة :نتمنى ألا تمارس حكومتنا نفس هذه التصرفات ضدنا.