اكد فريق حملة المرشح المعتدل ميت رومني الذي يخوض السباق لنيل ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ان وحدها "المعجزة" قادرة على منعه من الفوز بهذا السباق رغم الاستعداد لحملة طويلة وحاسمة. وبعدما لم يتمكن رومني، الذي كان يعتبر المرشح الاوفر حظا لنيل تسمية الحزب، من احراز فوز كبير في انتخابات "الثلاثاء الكبير"، اعتبر كبير استراتيجيي حملة اعادة انتخاب الرئيس الديموقراطي باراك اوباما ان المعركة الطويلة والصعبة للحاكم السابق لماساتشوستس محكومة بالفشل. وحقق رجل الاعمال المليونير انتصارات في ست من اصل عشر ولايات جرت فيها الانتخابات التمهيدية الثلاثاء، وبينها ولاية اوهايو التي تعتبر حاسمة وحيث حقق تقدما بسيطا على ابرز منافسيه ريك سانتوروم. لكن رومني خسر في جورجيا وداكوتا الشمالية واوكلاهوما وتينيسي وامامه مسيرة طويلة في اذار/مارس في الولايات الجنوبية المحافظة التي قد لا تكون مؤيدة له لا سيما في الاباما ومسيسيبي ولويزيانا وميسوري. وبعد "الثلاثاء الكبير"، عبر فريق حملة رومني عن ثقته بان مرشحه يتجه نحو الفوز باصوات المندوبين ال1144 المطلوبة لكي يصبح مرشح الحزب لا سيما وانه يملك حتى الان حوالى 40% من الاصوات اللازمة. وقال مسؤول كبير من فريق حملة رومني الاربعاء "كل ما يجب علينا القيام به هو مواصلة ما نفعله اليوم وسنحصل على تسمية الحزب"، وذلك في معرض تفصيله النتائج للصحافيين في مقر الحملة الانتخابية في بوسطن. ومع دخول الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في مرحلة فوضى طال امدها، اصبحت فرص اعادة انتخاب اوباما اقوى فيما بدأ الاقتصاد يبدي اشارات انتعاش وقد وصلت نسب التأييد لاوباما الى 50% مجددا. وقال ديفيد اكسلرود كبير المخططين الاستراتيجيين لدى اوباما ان "الامر الغريب في انتخابات الثلاثاء ان رومني وجد نفسه في منتصف الليل يتساءل ما اذا كان سيفوز في اوهايو وهو ما بالكاد حققه". واضاف خلال حديث مع صحافيين عبر الهاتف "هو يواصل تحقيق انتصارات تكتيكية بصعوبة"، مشيرا الى ان معركته مصيرها الفشل. ورد رومني في الاشهر الماضية على انتقادات عدد من منافسيه قائلا انه يفوز في الامكنة الاهم لا سيما في ولايات مثل فلوريدا واوهايو رغم انه لا يزال يواجه صعوبات في اقناع المحافظين في الحزب الجمهوري بمواقفه. وشدد المسؤول في حملة رومني على تقدم المرشح للحصول على اصوات المندوبين في مؤتمر الحزب ما سيجعل التعيين "مستحيلا لريك سانتوروم ونيوت غينغريتش". وقال "بالنسبة لهذين الشخصين، سيتطلب الامر معجزة لكي يصلا الى الموقع الذي يخولهم الحصول على ترشيح الحزب". لكنهما لا يزالان في السباق ويصعبان مهمة رومني لكي يركز كل اهتمامه على كيفية هزم اوباما. وقال استاذ السياسة في جامعة نيوهامبشر دانتي سكالا لوكالة فرانس برس "اعتقد ان الطريق الطويلة والصعبة مستمرة بالنسبة لميت رومني نحو الحصول على ترشيح الحزب" مع اتجاه الانظار الان الى الانتخابات المقبلة في آذار/مارس ونيسان/ابريل. لكن نتائج الثلاثاء الكبير لم تترك الكثير من الشك لدى المحللين بان رومني سينال تسمية الحزب على الارجح. فقد اظهر رومني (64 عاما) قدرات على النهوض مجددا رغم الشكوك في القاعدة الحزبية حيال مواقفه المحافظة، وتمكن من الفوز في فلوريدا واوهايو، الولايتين الاساسيتين اللتين يتوجب على الجمهوريين الفوز بهما من اجل الوصول الى البيت الابيض. وفوز رومني في اوهايو ورغم انه بفارق ضيق، جرد سانتوروم من حجته الاساسية القائلة بانه الوحيد القادر على منافسة اوباما في ولايات الوسط-الغربي التي تضم غالبية من الطبقات العاملة. وقد فاز رومني حتى الان في 14 ولاية، وسانتوروم في 7 وغينغريتش في ولايتين. لكن الانتخابات المقبلة قد توقف تقدم رومني. فقد استأنف سانتوروم (53 عاما) الكاثوليكي الملتزم المعارض للاجهاض وزواج مثليي الجنس، حملته الاربعاء في ولاية كنساس المحافظة قبل ان ينظم تجمعين اخرين في مسيسيبي. وتصوت كنساس السبت فيما تنظم انتخابات تمهيدية في الولايتين الجنوبيتين الاباما ومسيسيبي اللتين تضمان عددا كبيرا من اصوات المندوبين ما يشكل تحديا كبيرا لرومني. وكل ولاية لها عدد محدد من المندوبين الى مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يعقد في اب/اغسطس في تامبا بولاية فلوريدا لاختيار المرشح الذي سينافس اوباما في الانتخابات الرئاسية. وتصوت خمس ولايات في 24 نيسان/ابريل وبينها نيويورك وبنسلفانيا، مسقط رأس سانتوروم، مع اجمالي اصوات 231 مندوبا فيما تجري انتخابات في 5 حزيران/يونيو للتنافس على اصوات 299 مندوبا وبينها ولاية كاليفورنيا. وقال موقع ريل-كلير-بوليتيكس ان رومني اصبح الان يملك اصوات 404 مندوبين وسانتورم 161 وغينغريتش 105 ورون بول عضو الكونغرس 61.