موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    نائب محافظ المركزي: ملتزمين بضمان استدامة السياسات النقدية الجاذبة للاستثمار    حزب الله: اغتيال القيادي أحمد محمود وهبي في غارة إسرائيلية    فلسطين.. 3 إصابات في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين وسط خان يونس    وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين    الأهلي ضد جورماهيا في دوري أبطال إفريقيا.. الموعد والقنوات الناقلة والمعلق والتشكيل    «من خليفة إيهاب جلال إلى أين سمعتي».. القصة الكاملة لأزمة الإسماعيلي وحلمي طولان    «صاحب المعلومة الأدق».. لميس الحديدي تهنئ أحمد شوبير على التعاقد مع قناة الأهلي    عاجل - الأرصاد تعلن تحسن الطقس اليوم وانخفاض الحرارة    مبلغ مالي غير متوقع وزيارة من صديق قديم.. توقعات برج العقرب اليوم 21 سبتمبر 2024    بحضور وزير الثقافة.. تفاصيل انطلاق الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة    وزير الخارجية: مصر تدعم الصومال لبناء القدرات الأمنية والعسكرية    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 21-9-2024.. آخر تحديث    «أغلى من المانجة».. متى تنخفض الطماطم بعد أن سجل سعرها رقم قياسي؟    توجيه هام من التعليم قبل ساعات من بدء الدراسة 2025 (أول يوم مدارس)    موعد مباراة مانشستر يونايتد ضد كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لخوض كأس الأمم الإفريقية    في احتفالية كبرى.. نادي الفيوم يكرم 150 من المتفوقين الأوائل| صور    قتل صديق عمره .. ذبحه ووضع الجثة داخل 3 أجولة وعاد يبحث مع أسرته عنه    أنتهاء أسطورة «ستورة» فى الصعيد .. هارب من قضايا شروع فى قتل وتجارة سلاح ومخدرات وسرقة بالإكراه    النيابة تعاين الزاوية التيجانية بعد أقوال ضحايا صلاح التيجانى    استدعاء والدة خديجة لسماع أقوالها في اتهام صلاح التيجاني بالتحرش بابنتها    د.مصطفى ثابت ينعي وزير الداخلية في وفاة والدته    عمرو سلامة: أداء «موريس» في «كاستنج» يبرز تميزه الجسدي    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    زاهي حواس: تمثال الملكة نفرتيتي خرج من مصر ب «التدليس»    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    أمام أنظار عبد المنعم.. نيس يسحق سانت إيتيان بثمانية أهداف    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    «البوابة نيوز» تكشف حقيقة اقتحام مسجل خطر مبنى حي الدقي والاعتداء على رئيسه    إسرائيل تغتال الأبرياء بسلاح التجويع.. مستقبل «مقبض» للقضية الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على وحدة السودان وسلامته الإقليمية    نوران جوهر تتأهل لنهائي بطولة باريس للإسكواش 2024    ارتفاع سعر طن الحديد والأسمنت يتجاوز 3000 جنيه بسوق مواد البناء اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    عمرو أديب عن صلاح التيجاني: «مثقفين ورجال أعمال وفنانين مبيدخلوش الحمام غير لما يكلموا الشيخ» (فيديو)    عودة قوية لديمي مور بفيلم الرعب "The Substance" بعد غياب عن البطولات المطلقة    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    المخرج عمر عبد العزيز: «ليه أدفع فلوس وأنا بصور على النيل؟» (فيديو)    «التحالف الوطني» يواصل دعم الطلاب والأسر الأكثر احتياجا مع بداية العام الدراسي    وزير خارجية لبنان: نشكر مصر رئيسا وشعبا على دعم موقف لبنان خلال الأزمة الحالية    أهالى أبو الريش فى أسوان ينظمون وقفة احتجاجية ويطالبون بوقف محطة مياه القرية    «جنون الربح».. فضيحة كبرى تضرب مواقع التواصل الاجتماعي وتهدد الجميع (دراسة)    لأول مرة.. مستشفى قنا العام" يسجل "صفر" في قوائم انتظار القسطرة القلبية    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الإسكندرية يشارك في حفل تخرج الدفعة 54 بكلية التربية    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    الأهلي في السوبر الأفريقي.. 8 ألقاب وذكرى أليمة أمام الزمالك    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    حريق يلتهم 4 منازل بساقلتة في سوهاج    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوضع الصحي للمرأة بعد سن الأربعين
نشر في الفجر يوم 27 - 06 - 2013

معروف طبياً أن المرأة قبل سن الأربعين تكون في فترة الحماية من الكثير من الأمراض، وخصوصاً أمراض القلب وتصلب الشرايين والتغيرات النفسية، حيث تتمتع بدروع هرمونية انثوية من "الأستروجين" و"البروجستيرون" تقيها من تلك التغيرات. ولكن بعد سن الأربعين تبدأ الهرمونات الأنثوية في الانخفاض، ما يتطلب من المرأة عناية ومحافظة خاصة على الصحة ومراقبة الزيادة في الوزن، ونوعية الغذاء، وممارسة الرياضة حتى تتقي الكثير من الأمراض.



والنساء، عموماً يسعين للمساعدة الطبية أكثر من الرجال، لاعتقادهن أنهن الأكثر عرضة للاصابة بالأمراض سالفة الذكر.

ومع ذلك هناك فئتان من النساء يهملن العناية بصحتهن: الأولى وهي المرأة العاملة، التي تسعى بشكل دائم ومستمر لرعاية أسرتها، ما تسبب ضغطاً نفسياً وعصبياً يتحول إلى أمراض عضوية تتفاقم مع مرور الوقت، إذا لم تنتبه لأخذ قسط من الراحة، أو الكشف الدوري لصحتها عند الطبيب.

أما الفئة الثانية، وهي عكس الأولى تماماً، تكون المرأة قليلة الحركة، تجلس أمام التلفاز ساعات طويلة لا تمارس أي مجهود بدني، وتتناول أغذية غير صحية وضارة، فتصيب نفسها بأمراض مثل البدانة تؤدي بدورها لانهيار الجسد.

وهذا ما يحدث في أغلب المجتمعات تقريباً، إلا أن للمرأة الشرقية بعض الخصوصية، فهي تولي أسرتها الاهتمام الأكبر على حساب نفسها في أحيان كثيرة، فلا تمارس أي نوع من الرياضة ولو كان خفيفاً، ولا تمنح نفسها حق الاسترخاء والتأمل الذي يعود عليها وعلى أسرتها بالاستقرار النفسي، ولذلك فهي تحتاج إلى كثير من برامج التوعية والتثقيف الصحي حتى تصل إلى حالة من التصالح مع النفس.



تجارب شخصية

ومع بداية سن الخمسين يتسبب توقف الإستروجين ببعض حالات الاكتئاب وسرعة ضربات القلب، والنسيان في بعض الأحوال وتشتت الأفكار، إضافة إلى زيادة التعرق وارتفاع درجة حرارة الجسم، وتساقط الشعر، وتزداد الرغبة في الانعزال، وتزداد حالة الخمول. وفي حالات كثيرة تعاني بعض النساء من زيادة هرمون (التستسترون) وهي من هرمونات الذكورة ما يؤدي إلى الكثير من الأرق.

وعن تجربتها مع هذه الحالة تقول عائشة (56 عاماً): "ازداد لديّ الصداع النصفي، وكذلك الرغبة في الانعزال والخوف من المستقبل والوحدة، وكنت كثيرة البكاء".

وتضيف: "حاولت الخروج من هذه الحالة بكثرة القراءة، وممارسة رياضة المشي والامتناع عن الأطعمة السكرية والإكثار من الخضراوات والفواكه، وأتناول ملعقة من عسل النحل صباح كل يوم، وأحاول إشغال نفسي بمشاهدة التلفاز والاستماع إلى الموسيقى، وزيارة الأطباء بشكل دوري سنويا للاطمئنان إلى وضعي الصحي".

وتقترح عائشة تنظيم جمعية نسائية للسيدات ما فوق الخمسين، لزيادة التوعية بأعراض هذه المرحلة والإرشاد التوجيهي والنفسي، وممارسة الهوايات الفنية والثقافية والأعمال اليدوية، وهي تطالب المرأة بزيادة الاهتمام بمظهرها في هذه السن، وتغيير المسمى، فهو ليس سن يأس، ولكنه بداية لمرحلة جديدة من العمر، وهذه الحالة لا تنطبق على النساء فقط ولكن للرجال أيضاً مشكلاتهم مع هذه المرحلة العمرية.

ومن جهتها تقول ليلى (55 عاماً): "تواجه المرأة بعد سن الخمسين عدداً من المشكلات الصحية والنفسية، ومن أكثر المشكلات التي قابلتني سرعة الإحساس بالتعب، وسخونة وحرارة الجسد المؤدية لتعرق الجسد الناتجة عن انقطاع الدورة، كذلك أعراض القلق، والتعب العام، وعدم القدرة على العطاء المهني، والميل للعزلة في بعض الأوقات، والتراجع العاطفي، وكنت أحاول دمج نفسي مع أبنائي حتى أخرج من هذه الحالة، ومن الإحساس بمضي العمر، والخوف من المجهول، والتغلب على هذه المشاعر المحبطة".



مرحلة انتقالية

وعن أسباب وأعراض أمراض الخمسين توضح الدكتورة سامية خضر، وهي اختصاصية أمراض النساء والولادة والعقم ذلك بقولها إن مرحلة سن اليأس هي مرحلة انتقالية بين التغييرات الهرمونية التي تحدث في الجسم ويقل فيها عمل المبيض بالتدريج حتى مرحلة انقطاع الهرمونات الأنثوية وتوقف المبيض عن إنتاج الهرمونات والبويضات وتوقف إنتاج هرمون الإستروجين، ويكون هناك انقطاع تدريجي للطمث. وقد تنقطع الدورة الشهرية عن السيدات مرة واحدة أو قد يعانين اضطرابات فيها.

وأوضحت أن المرأة لا تعتبر في مرحلة سن اليأس إلا إذا انقطع عنها الطمث لمدة 12 شهراً متتالية من دون أية أسباب بيولوجية أو فسيولوجية أخرى تسبب توقفه، وهذا هو السن الذي لا تستطيع المرأة بعده الإنجاب.

وأضافت أن انقطاع الدورة الشهرية يعتمد على العامل الوراثي في العائلة، ويتراوح من عمر 45 إلى 55 وهناك بعض السيدات يحدث لهن انقطاع مبكر عند سن 36 عاماً، وقد يحدث ضمور في الجهاز التناسلي وضيق في المهبل وجفاف.

أما عن الأعراض التي تعاني منها السيدة بعد انقطاع الطمث، فأشارت إلى أنها تشعر بهبات حرارية في الجسم يليها إحساس بالتعرق ثم البرودة. وبعض السيدات يشعرن بالأرق والوهن وضعف عام في الجسم، وتؤثر الهبات الحرارية من شدتها في الحالة العامة للسيدات، وبعض السيدات تكون لديهن تلك الأعراض بشكل بسيط وتنتهي في أشهر قليلة.

وأكدت أن نقص الإستروجين يؤدي إلى حدوث هشاشة في العظام لأنه يقلل من نسبة الكالسيوم في العظم، وانقطاع الطمث يؤثر أيضاً في القلب، في بعض الحالات التي لديها استعداد وراثي للإصابة بأمراض القلب.

وعن تجاوز السيدات لهذه الأعراض تقول الدكتورة سامية إن هناك بعض السيدات تحتاج حالاتهن الشديدة والتي تؤثر في الحالة العامة إلى علاج بالهرمونات التعويضية كالإستروجين وإضافة هرمون البروجيستيرون، لأنه يقلل من نمو الخلايا، ويحمي من ظهور أورام في الرحم والثدي، مشددة على أنه لا ينصح باستعمال الهرمونات التعويضية فترة طويلة، بل من سنتين إلى ثلاث سنوات فقط لا أكثر، لأن استعمالها بكثرة يحفز تكوين الأورام.

وأضافت أن بعض الأبحاث تثبت أن الهرمونات تساعد على نمو الأورام الموجودة التي لا تظهر عند التشخيص، وليست كل الحالات تحتاج إلى علاج بالهرمونات بل الشديدة منها فقط.

وتنصح الدكتورة سامية كل سيدة تتناول الهرمونات المؤقتة بأن تقوم بالفحص الدوري عند طبيبتها كل ستة أشهر للثدي والرحم والفحص بالموجات فوق الصوتية وفحوص معملية مثل مسح عنق الرحم لتجنب ظهور الأورام والتأكد من سلامتها. كما تنصح بأهمية ممارسة الرياضة وتناول الأغذية الصحية والفيتامينات التي تحافظ على صحة وحيوية الجسم، وتناول مكملات الكالسيوم أيضاً لتجنب الإصابة بهشاشة في العظام، وتطبيق العلاجات الطبيعية التي يدخل في تكوينها الصويا التي تعتبر مصدراً طبيعياً للإستروجين.



العوامل المسببة

من جهتها تعتبر الدكتورة مواهب عبيد سلمان البياتي وهي طبيبة استشارية وأستاذة، أن زيادة الوزن هي من أكثر العوامل تسبباً في حدوث الأمراض عند انقطاع الطمث، ولهذا تنصح بممارسة الرياضة بصورة دورية لتجنب أية مضاعفات في هذا العمر.

وتؤكد الدكتورة مواهب أن السيدات أكثر عرضة لسرطان بطانة الرحم عن غيره من الأورام الأخرى وخصوصاً عند النساء اللواتي يعانين ارتفاع ضغط الدم والسمنة.

وأضافت أن التدخين يعد من العوامل الرئيسية التي تساعد على تبكير انقطاع الطمث، فضلاً عن أنه يزيد من فرص الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والسكتة القلبية والسكتات الدماغية والأوعية القلبية.

وبالنسبة إلى النساء اللواتي يحتجن إلى العلاج بالهرمونات أكدت أن ذلك يجب أن يكون تحت إشراف طبيب ولمدة محددة لضمان عدم حدوث مضاعفات.

وترى الدكتورة مواهب أنه بعد فترة انقطاع الدورة الشهرية لا يوجد سبب لحدوث مشكلات جنسية تؤثر في العلاقة الزوجية، ولكن مستوى هرمون الإستروجين بالدم يؤدي إلى جفاف المهبل من الداخل، وبالتالي تكون أغشية المثانة رقيقة، ما يجعل الممارسة الجنسية مؤلمة، كما ان الإصابة بالتهاب المثانة قد تتكرر، ولكن يمكن التغلب على ذلك باستعمال مادة جيلاتينية لترطيب المهبل أو استعمال عقاقير طبية تحتوي على هرمون الإستروجين.



أهمية الكالسيوم وفيتامين "D"

وفي سياق آخر أشار الدكتور أحمد عبعوب استشاري جراحة العظام في مستشفى الجامعة بالشارقة، إلى أن الاحتكاك الخشن للمفاصل (الركبة) من الأمراض التي ترافق التقدم بالعمر، حيث يشتكي المريض من أن الآلام تزداد عند المشي والحركة، ويصاحبها انتفاخ حول الركبة، وتخف عند الراحة أو عند تناول مضادات الالتهاب التي توصف من قبل الطبيب.

وأضاف الدكتور عبعوب أن التلف الذي يحدث في الغضروف المفصلي ينتج بسبب عدة عوامل منها التقدم في العمر والبدانة والاستعداد الوراثي، ويأتي دور الطبيب عند التشخيص للتأكد من أنه ليس هناك سبب آخر مثل الالتهاب الروماتيزمي المزمن أو النقرس، ويتم العلاج عن طريق تخفيف الوزن وتجنب الوقوف والمشي الطويل وتناول الأدوية بطريقة مدروسة بعد الأكل ولأقصر فترة زمنية ممكنة لتخفيف الالتهاب الناتج من موت الخلايا، وإذا لم تتم الاستجابة للدواء يتم تسكين الألم بالحقن المفصلي، وبعض الحالات تستدعي إجراء جراحات وزراعة مفصل جديد. وقد أثبت هذا النوع من الجراحة فعاليته بنسبة 95 في المئة مع الحالات التي تستدعي إجراءها.

وأشار إلى أن هناك كسوراً تظهر بسبب هشاشة العظام، منها كسر في عظمة عنق الفخذ (مفصل الورك)، وحول الرسغ، وحول الكتف، وكسر في الفقرات الصدرية القطنية (العمود الفقري). وكل هذا ينتج بسبب التقدم في العمر. وتكون النساء أكثر استعدادا خصوصاً عند انقطاع الطمث، لأن هرمون الإستروجين يقل كثيراً في الدم وبالتالي تضعف عملية تثبيت الكالسيوم في العظم، وأيضاً أمراض الكتف التي ينتج عنها تلف وقطع في الأوتار العضلية حول مفصل الكتف، خصوصاً عند رفع اليد فوق مستوى الكتف والآلام مترافقة، خصوصاً في الليل وعدم القدرة على النوم عند الجزء المصاب. وهنا يجب تثقيف المريض بطريقة صحيحة مع إجراء فحوص وأشعة وتناول أدوية مضادة للالتهاب وجلسات علاج طبيعي. وإذا كانت النتيجة غير مرضية يتم العلاج عن طريق حقن مفصلي بالأدوية، والمرحلة الأخيرة هي معالجة الكتف جراحياً بالمنظار.

وذكر أن توازن الغذاء واحتواءه على العناصر الأساسية من الكالسيوم وفيتامين (D) والتعرض الكافي لأشعة الشمس وأداء المجهود البدني (الرياضة والأعمال المنزلية) باستمرار من أبرز العوامل التي تحمي المرأة والرجل من التعرض لهشاشة العظام، وتساعد على تثبيت الكالسيوم، لافتاً إلى أن هناك أمراضاً تحول دون وصول العناصر الأساسية للجسم مثل متلازمة سوء الامتصاص والمرض الجوفي (الاعتلال المعوي) الذي يسبب عدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية نتيجة الالتهاب والتلف الذي يصيب البطانة المعوية للمريض، وبالتالي لا يمتص الكالسيوم والفيتامينات والبروتينات كفاءة العظم في الجسم.



المرأة وأمراض القلب

وعن أمراض القلب أشار الدكتور محمد سيف الله شحاته استشاري أمراض القلب في مستشفى الجامعة بالشارقة، إلى أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية ظهرت ثلاث مغالطات، الأولى هي أنه وجد اعتقاداً شائعاً أن المرض الأشد فتكاً بالمرأة هو سرطان الثدي وهو اعتقاد خاطئ لأن أمراض القلب هي المسبب الأول للوفاة لدى النساء والرجال، أي أنه مقابل كل سيدة تتوفى بسبب سرطان الثدي هناك ست نساء يتوفين بسبب أمراض القلب. والاعتقاد الثاني هو أن أمراض الشرايين التاجية للقلب تظهر عند الرجال فقط، ولكن ثبت أنه تتأخر إصابة النساء بها في فترة الخصوبة، وعند بلوغ سن انقطاع الدورة الشهرية تفوق معدلات إصابتها الرجال، خصوصاً في السبعينات من العمر. وأخيراً إن طرق العلاج لا تتشابه بين المرأة والرجل لخصوصية الشرايين القلبية عند النساء.

وقال الدكتور محمد إن سبب وفاة النساء بسبب أمراض القلب يفوق نسب الوفيات الناتجة بسبب جميع أنواع السرطانات، إضافة إلى أمراض الرئة ونقص المناعة المكتسبة وحوادث الطرق مجتمعة، وان السيدات في المنطقة العربية أكثر احتمالية للإصابة بأمراض القلب نتيجة عدم الحركة والسمنة، مشيراً إلى أن الهرمونات الصناعية التي تتناولها النساء عند انقطاع الطمث ليس لها تأثير وقائي ولا تحمي من أخطار الإصابة، بل في معظم الأحيان يكون تأثيرها ضاراً، وأنه في فترة الحماية لا تظهر نتائج السمنة من أمراض مثل السكري حتى بلوغ سن انقطاع الدورة الشهرية.



تأثر العين

وفي جانب لا يقل أهمية ذكر الدكتور إياد جبور اختصاصي أمراض وجراحة العيون، أنه مع التقدم في السن يزيد ارتفاع ضغط العين، خصوصاً عند المصابات بأمراض السكري وضغط الدم المرتفع، والتي تمثل بدورها عوامل مساعدة على زيادة الإصابة، مما ينتج عنه ضعف في وظائف العين، ولا تظهر أعراض واضحة للمرض (مثل ثقل في العين) وتأثر البصر والرؤية (مثل ظهور هالات حول الضوء في الليل) إلا في الحالات المتأخرة جداً.

ولهذا يشدد الدكتور إياد على ضرورة إجراء فحص دوري للعين لضمان سلامتها، وعند الإصابة يكون المريض بحاجة إلى دواء بشكل مستمر، عبارة عن قطرات للعين حتى لا يؤدي إلى فقدان البصر.

وأضاف الدكتور إياد أن شبكية العين أيضاً تصاب ب "استحالة اللطخة الصفراء" المتعلق بالعمر، الذي يصيب مركز الإبصار، وهو النقطة المسؤولة عن الرؤية، ما يسبب ضعف القدرة البصرية وملاحظة بقعة أو تشويش في مركز الجسم نتيجة لوجود نقطة عمياء في مجال الرؤية والخطوط المستقيمة تظهر مائلة، والإناث يكن أكثر عرضة للإصابة به عند بلوغ سن الخمسين، ويجب عند ظهور أحد هذه الأعراض متابعة الطبيب ومباشرة العلاج بسرعة لأن أي تأخير قد يؤدي إلى فقدان الإبصار.

ولفت إلى أن إصابة العين بالمياه البيضاء، الذي يصيب نسبة عالية من المتقدمين في السن، ينتج في المرتبة الأولى عن العامل الوراثي، وتتحول فيه الخلايا من شفافة إلى عديمة الشفافية ما يحول دون دخول الصورة إلى العين وتراجع النظر بشكل تدريجي، وطرق علاجه تكون باستئصال المياه البيضاء وزراعة عدسة صناعية مكان المصابة وتجرى بشكل سريع من فتحات صغيرة ومن دون غرز.

وأشار إلى أن مرض السكري يؤثر في شبكية العين دون أن يشعر به المريض في البداية، ويجب على مريض السكري المتابعة الدورية لضمان عدم الإصابة ب"اعتلال الشبكة السكري"، وبالتالي ضعف النظر والتأكد من علاج السكري بشكل صحيح حتى لا تحدث مضاعفات يتم علاجها بالليزر وحقن داخل العين.



دور التغذية الصحية

وعن دور التغذية الصحية في التخفيف من أعراض سن الخمسين يقول الدكتور محمد يوسف محمد اختصاصي التغذية، إن أسلوب التغذية والنشاط يؤثر تأثيراً هائلاً في العمر البيولوجي للكبار الناضجين، وتساعد الاختيارات الذكية من الطعام على أن تشعر بأنك أكثر شباباً وأن تظل أكثر تمتعاً بالصحة وأكثر اعتماداً على نفسك فتحمي نفسك شر المشكلات الصحية، أو على الأقل تؤجلها، والتي غالباً ما تأتي مصاحبة للشيخوخة.

وأوضح أنه من الطبيعي أن تتغير الحياة والحالة الصحية تدريجياً مع مرور السنوات: فسنوات الخمسين تختلف عن السبعينات، ويسأل: بدلاً من الانتظار حتى تلاحظ علامة الشيخوخة، لم لا تجرب الاهتمام بالتغذية الصحية والنشاط البدني المنتظم والذي يمكنه أن يساعد على إبطاء زحف التغيرات والتي تصاحب تقدمك في العمر؟".

وأضاف أنه مع تقدم العمر تتناقص حجم وقوة العضلات بصورة طبيعية، ففي كل عقد من سنوات عمر الإنسان بعد بلوغه سن الرشد يفقد تقريباً 6-7 أرطال من الكتلة العضلية، ويتسارع هذا المعدل بعد سن الخامسة والأربعين، ويساعد النشاط البدني المنتظم على احتفاظ الجسم بحجم وقوة عضلاته، ومعدل استهلاك الطاقة يقل مع التقدم في السن.

وأشار الدكتور محمد إلى أن مستوى الكولسترول في الدم يتغير مع التقدم في السن فينخفض مستوى HDL (الحميد)، ويرتفع مستوى LDL (الضار)، ومع النشاط المنتظم والتغذية الذكية فإن ذلك يساعد على خفض معدلات الكولسترول الضار LDL ورفع معدل الجيد HDL.

كما أنه مع التقدم في السن قد ترتفع مستويات السكر في الدم لعدة أسباب، منها أن الخلايا لم تعد تنتج الأنسولين بنفس المعدل الذي كان ينتجه من قبل. ولعلاج ذلك يجب ممارسة النشاط البدني بجانب المحافظة على الوزن الصحي الذي يساعد على جعل معدلات السكر ضمن نطاقها الطبيعي.

وأوضح انه مع التقدم في العمر قد يقل الإحساس بالعطش أيضاً، ما يعرض الجسم بدرجة أكبر لخطر الجفاف، ومع ذلك فإن الجسم يحتاج على الأقل من 6-8 أكواب من السوائل يومياً.

ومن التغيرات المصاحبة لتقدم السن، وفقا للدكتور محمد يوسف، تأثر قدرة الجسم على هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية. والتغذية في هذه المرحلة تكون، سواء للذين تجاوزوا الخمسين أو بلغوا السبعين، مهمة لأن الجسم يحتاج لنفس العناصر الغذائية من (البروتينات، الكربوهيدرات، الدهون، الفيتامينات، المعادن والماء) ولكن الاحتياج يكون بمقادير مختلفة بعض الشيء.

وعن أهمية العناصر الغذائية بعد سن الخمسين قال: «إن الجسم يحتاج إلى بعض العناصر الغذائية خصوصاً البروتينات والكالسيوم وفيتامين D وفيتامين C والحديد وفيتامين B6 وB12 والزنك والماء. ولابد من تناول مقدار كاف من الأطعمة الغنية بالألياف حتى تساعد على إتمام عملية الهضم وتساعد على الوقاية من مضايقات الإمساك.

وأوضح أن الاحتياجات من العناصر الغذائية لا تتغير كثيراً, بل إنها قد تصبح أكثر من قبل قليلا، ولذلك يجب اختيار أطعمة خالية, قدر الإمكان أو قليلة الدسم من بين المجموعات الخمس التالية: مجموعة الحبوب ست حصص، مجموعة الخضراوات ثلاث حصص، مجموعة الفاكهة حصتين، مجموعة الحليب حصتين، مجموعة اللحوم والبقوليات حصتين، ويجب أن تكون الأطعمة قليلة في محتواها من الدهون المشبعة والكولسترول والاعتدال في تناول الدهون، بحيث لا تزيد نسبة السعرات الحرارية من الدهون على 30 في المئة من إجمالي السعرات. ويبلغ عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الشخص في هذه المرحلة نحو 1600 سعرة حرارية يومياً.

وأكد الدكتور محمد يوسف أهمية الكالسيوم في المحافظة على صحة العظام، وبالتالي فانه يساعد على الإقلال من الإصابة بهشاشة العظام، حيث ترتفع نسبة احتياج الجسم للكالسيوم بنسبة 20 في المئة، لكل من الرجال والنساء الذين جاوزوا سن الخمسين، لزيادة قابلية الإصابة بهشاشة العظام كلما تقدم الإنسان في العمر. ومن الأطعمة التي تزود الجسم بالكالسيوم: الحليب، اللبن، الزبادي، الجبن.

وذكر أن البوتاسيوم عنصر يعاني من نقصه الكثير من كبار السن أو مع تقدم العمر، ويعد الحليب مصدراً جيداً لفيتامين (D) والبوتاسيوم، مشيراً إلى أن الكالسيوم الموجود بداخل الطعام أكثر فائدة للجسم من الموجود في المكملات الغذائية. وللمحافظة على قوة العظام يحتاج الجسم إلى الكالسيوم وفيتامين (D) الذي يساعد على ترسيب الكالسيوم داخل العظام ويحافظ على حماية الجسم من أمراض العظام، وأفضل مصدر له هو أشعة الشمس، ويحتاج الشخص لأن يتعرض إلى أشعة الشمس 20-30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً في مناطق اليدين والوجه. ونوه بأن نقص الحديد يسبب الأنيميا. وبالرغم من أن الحديد وفيتامين (C) يأتيان من مصادر مختلفة، إلا أن دوريهما في الصحة مرتبطان ببعضهما، حيث إن فيتامين (C) يساعد الجسم على امتصاص الحديد، ويجب تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، وعصائر الفاكهة مثل الموالح والتوت والبطيخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.