نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان الحرب الأهلية في سوريا، وفقا لوزير الخارجية جون كيري،تسوء يوا بعد يوم. كما الحال مع الاضطرابات السياسية والاقتصادية الداخلية لمصر. لا يزال يتعين حشد الإرهابيين الذين اعتدوا على القنصلية الامريكية في ليبيا ؛ العراق على حافة التفكك إلى اجزاء طائفية؛ وتسير المفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي على غير هدى.
كرس السيد كيري نفسه هذا الاسبوع لقضاء الشهرين القادمين في التركيز بشكل مكثف على. . . "عملية السلام" بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي لم تثبت فقط مقاومتها لدبلوماسية الرئيس أوباما و عدد من الوزراء السابقين، ولكن أيضا ليست، حتى الآن، مصدر أي من الحرائق المشتعلة في جميع أنحاء المنطقة.
يبدو ان كيري لديه عدد من الأسباب لاستثمار الوقت النادر ورأس المال الدبلوماسي في هذا المشروع الفاشل على الدوام. وبعضها غير مقنعة: قال "الوقت ينفد" قبل التوصل الى حل للدولتين، لكن قدم دبلوماسيين وخبراء إقليميين هذا التحذير لمدة 25 سنة على الأقل. و اخر شخصي: المخضرم في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وقد طور كيري شغف هذه القضية، ويبدو أنه يعتقد أنه يمكنه تجنب الأخطاء التي ارتكبها السيد أوباما، الذي ادت محاولته لفرض تجميد الاستيطان على إسرائيل إلى مأزق ثلاثي بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
في خطاب في إسرائيل الشهر الماضي ،مهت الطريق لمبادرة كيري، قال أوباما أنه تم وضع قضية الاستيطان جانبا. ولكن في اجتماعات مع نتنياهو و عباس هذا الاسبوع، ظهر ان كيري حقق تقدم كبير. و حول عباس، الذي قال لمدة أربع سنوات انه لن يتفاوض مع نتنياهو في غياب تجميد الاستيطان، موقفه، مطالبا إسرائيل بتقديم خريطة تبين حدودها المقترحة في بداية أي محادثات. من جانبه، كرر نتنياهو وجهة نظره بأن نقطة البداية يجب أن تكون اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية.
في متابعة عملية سلام جديدة على الرغم من مقاومة القادة، يفترض كيري أن أوباما قد رفض في أماكن أخرى في المنطقة: أنه من خلال القيادة من الأمام، يمكن أن تجبر الولاياتالمتحدة الأحداث و تفرض الحلول. إذا كان هدفه هو التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن اقامة دولة فلسطينية، فانه لا يكاد يملك أي فرصة للنجاح.
يمكن أن تثبت المبادرة انها لا تزال مفيدة، إذا وضعت بعناية. الامر المشجع، هو ان كيري بدأ بالمبادرة الاقتصادية، و التي وصفها ب "الخطوات المحددة التي يمكن أن يتخذها ل. . . الإسراع في هدف النمو الاقتصادي في الضفة الغربية". كما يتحدث إلى نتنياهو حول هدف عباس من إطلاق سراح السجناء و لعباس حول الامتناع عن اتخاذ مزيد من الإجراءات في الأممالمتحدة التي تستهدف إسرائيل. يبدو أنه قد أقنع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتأجيل زيارة يحتمل أن تكون استفزازية إلى قطاع غزة.
يمكن أن تؤدي هذه التدابير إلى تخفيف حدة التوتر، وجعل الحياة أفضل للفلسطينيين ووضع الأساس لليوم الذي تكون فيه مفاوضات جادة حول اقامة دولة فلسطينية امرا ممكنا. إذا كان هذا هو الهدف، يمكن أن تثبت دبلوماسية كيري جدارتها.