اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء عن احراز "تقدم" عقب محادثات اجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حول افاق السلام مع الفلسطينيين. وقال كيري للصحافيين قبيل لقائه مرة اخرى بنتانياهو في القدس "من المنصف ان نقول باننا احرزنا تقدما" في اشارة الى عشاء العمل الذي جمعهما ليل الاثنين والذي وصفه "بالبناء". واتفق نتانياهو وكيري على "القيام بواجبهما في الاسابيع المقبلة" بحسب وزير الخارجية الاميركي الذي رحب "بجهود" رئيس الوزراء الاسرائيلي. ومن جهته، اكد نتانياهو انه "ليس مصمما على استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين فحسب بل وبالقيام بجهد حقيقي لانهاء هذا الصراع مرة واحدة وللابد". ورات صحيفة يديعوت احرونوت،الاوسع انتشارا في اسرائيل بان كيري يامل في رؤية اسرائيل والفلسطينيين يجلسون معا في محادثات رباعية في عمان مع الولاياتالمتحدة والاردن. وقالت صحيفة القدس الفلسطينية بان الاردن ستشارك كلاعب اساسي في المفاوضات حول وضع القدس التي اعلنتها اسرائيل عاصمتها "الابدية والموحدة" بينما يرغب الفلسطينيون في الجزء الشرقي كعاصمة لدولتهم العتيدة. ولم يكن بالامكان الحصول على تأكيد لذلك. ويتجه كيري الى لندن الاثنين ليجري محادثات ثنائية مع عدد من المسؤولين بالاضافة الى مشاركته في قمة مجموعة الثماني. وبعد ذلك سيتوجه كيري الى سيول وبكين وطوكيو من 12 الى 15 نيسان/ابريل لاجراء محادثات حول ازمة كوريا الشمالية. وكان وزير الخارجية الاميركي اعلن الاثنين انه يعمل في اطار "استراتيجية بعيدة عن الاضواء" لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط، مؤكدا ان السلام "ممكن" بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال كيري في تصريح للصحافيين الذي يرافقونه في جولته على اسرائيل والاراضي الفلسطينية "سيكون من غير المسؤول عدم استكشاف امكانيات التقدم بشكل كامل". وكان كيري التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الاحد. وطالب عباس اسرائيل بوقف الاستيطان والافراج عن الاسرى للعودة الى طاولة المفاوضات. وكانت واشنطن حذرت مسبقا من ان كيري لا يحمل اي خطة سلام وقالت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند ان كيري يرغب في "الاستماع" الى الطرفين لكي "يرى ما يمكن" القيام به لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية المجمدة منذ ايلول/سبتمبر 2010. ومن ناحيته، اعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مساء الاثنين انه تقرر خلال اجتماع لجنة المبادرة العربية الذي عقد في الدوحة الاثنين ان يتوجه وفد عربي الى واشنطن في التاسع والعشرين من هذا الشهر للقاء الرئيس باراك اوباما ووزير الخارجية جون كيري. وقال المالكي في اتصال مع وكالة فرانس برس من الدوحة "تقرر ان يتوجه الوفد العربي الى واشنطن للقاء اوباما وكيري في التاسع والعشرين من هذا الشهر". واوضح ان الوفد العربي سيضم رئيس لجنة المتابعة العربية وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ووزراء خارجية مصر والسعودية والاردن والمغرب وفلسطين. وبدت الصحافة الاسرائيلية والتي كرست مساحة صغيرة للحديث عن زيارة كيري متشائمة من فرص نجاح جون كيري في اعادة اطلاق مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية. واعتبر المعلق السياسي في الاذاعة العامة شيكو مناشيه بانه "بالنسبة لبنيامين نتانياهو فانه لا توجد اي مشكلة عندما يقود كيري +دبلوماسية هادئة+ ولا يوجد اي امر يستدعي القلق ما دام باراك اوباما يراقب ذلك عن بعد". وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي بان الحكومة الاسرائيلية رفضت تقديم خارطة للدولة الفلسطينية المقبلة كما طلب الرئيس الفلسطيني عباس والذي طالب "ببوادر حسن نية مهمة" لاقناع الفلسطينيين بالعودة الى المفاوضات. واعتبر الوزير الاسرائيلي عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو سيلفان شالوم بان "الكرة، كالعادة، في ملعب الفلسطينيين". واستبعد وزير الاسكان اوري اريئيل من حزب "البيت اليهودي" القومي الديني المتطرف في حديث للاذاعة العامة اي تجميد للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية او القدسالشرقية المحتلتين قائلا "نحن سنبني وسنواصل البناء في كل مكان".