نشرت صحيفة الجارديان مقالا للكاتب ايان بلاك تسائل فيه انه بعد سنتين في الربيع العربي - هل حصل أي شخص حقا علي اسم أفضل ؟ - واحدة من التعميمات القليلة التي يمكن أن تتم بأمان حول بلدان مختلفة مثل تونس وسوريا هو أن المنظمات الإسلامية ذات الأشكال المختلفة، والتي كانت محظورة من قبل الديكتاتوريات القديمة، ظهرت كأكبر الفائزين. يهيمن الإخوان أو الأحزاب الاسلامية المماثلة على الحكومات في القاهرةوتونس. و تؤثر الحركات ذات صلة في الأردن والمغرب وليبيا. أما في سوريا فقد ظهرت جماعات أصولية أكثر تشددا ، وفي الخليج يساور القلق النظم الحاكمة هناك بالأخص الإمارات والكويت من الاخوان، و تشتد كراهية الناس لقطر لدعمها ذلك.
وقد نشر كتاب أليسون بارجتير عن الإخوان في عام 2010 ولكن قبل ان يحرق الشاب التونسي اليائس نفسه حتى الموت وأثار الانتفاضة التي أطاحت بزين العابدين بن علي. باستخدام كلا من المقابلات والمصادر المكتوبة، قدم استطلاع عن مستوى منظمة إسلامية بعيدة المنال كانت جزءا من المشهد السياسي العربي منذ تأسيس حسن البنا قبل 80 عاما. ولكن حتى عام 2011 لم تكن قادرة على اختبار شعارها الشهير أن "الإسلام هو الحل".
وقد أضاف المؤلف فصلا جديدا عن مسار الاخوان والاحزاب المرتبطة بهم بعد عامين من الثورات العربية، وسيصدر الكتاب في الأسواف في أبريل القادم، ويستعرض الكتاب الاتهامات التي وجهت للإخوان بالأخص من ثوار ميدان التحرير في مصر، ومنها القفز على الثورة وإبرام صفقات مع الجيش واتهامهم للجماعة بأن هاجسها الأكبر كان الحفاظ على مصالحهم، وليس النضال من أجل الحرية والديمقراطية.
وتعهد الإخوان مرارا وتكرارا أنهم لن يسعوا للهيمنة على البرلمان أو رئاسة لكن ماحدث هو العكس تماما. وفي تونس كان للخطاب "المعتدل" لراشد الغنوشي وحزب النهضة واسعة صداه بما أهله للحصول على 41% من اصوات الناخبين في عام 2011 رغم التقاليد العلمانية في هذا البلد. ورغم هذا فإن تصريحات لرئيس الوزراء الاسلامي هناك، حمادي الجبالي، عن الخلافة السادسة والشورى أقلقت المراقبين.
ويقول بارجتر ان الديمقراطية بالنسبة للإخوان تدور أساسا حول الانتخابات والتصويت بدلا من مفهومها الأوسع كثقافة متعلقة بحقوق الأفراد وحرياتهم. ويضيف أنهم يحاولون الجمع بين "التقوى والسياسة" و برغم كل الانتقادت الموجهة لهم فقد نجحوا في تصوير أنفسهم على أنهم الصوت الحقيقي الذي يمكن أن يعيد الإسلام في كل جوانب الحياة، بما في ذلك السياسة. وأنهم أكثر انسجاما مع الشعب من منافسيهم.