" يسقط يسقط ..حكم المرشد "، "يا إخوانى.. يا إخوانى.. أنت الحزب الوطنى الثانى" و"اثنين ملهمش أمان الصهاينه والاخوان" " هنقولها فى كل مكان .. بورسعيد طرت الاخوان " , تلك وغيرها هى الشعارات التى رفعها المصريون فى بعض المحافظات التى خرجت الى الشوارع بعد أن نفذ صبرها تنادى بالعصيان المدنى خوفا على مستقبل مصر الذى يرونه مظلم فى ظل حكم الاخوان المسلمين للبلاد مطالبين بالقصاص للشهداء وإعادة محاكمة جميع المتهمين في قضية استاد بورسعيد أمام محكمة عادلة وإقالة وزير الداخلية ومحافظ بورسعيد ومعاملة شهداء بورسعيد كشهداء الثورة معنوياً ومادياً . ووسط الدعوات العديدة التى خرجت من خلال مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك وتويتر أو من خلال المنشورات التى تم توزيعها على المواطنين فى الشارع تدعوهم الى للعصيان المدنى اختلفت وجهات النظر حوله , ففى حين يرى البعض أن العصيان المدنى هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة والمضي قدمًا في استكمال الثورة والتأكيد على أنه «آخر أشكال النضال السلمي ، واللجوء إليه يكون بعد نفاد كافة الوسائل السلمية»، وذلك مع استمرار ممارسة النظام استبداده وسد أذنه عن مطالب الناس , يرى البعض الاخر وخاصة التيار الاسلامى أن العصيان المدنى «انتحارا سياسيا» تمارسه جبهة الانقاذ والقوى العلمانية ، وتحاول استخدامة فزاعة لتحقيق أهداف سياسية وأن من يقوم به مجموعة من البلطجية . ورغم تعدد المواقف والتصريحات سواء كانت من شباب القوى الثورية أو جبهة الانقاذ الوطنى أو ممثلى حزب الحرية والعدالة الا أن الموقف الأغرب هو موقف مؤسسة الرئاسة , حيث أعلن المتحدث الرسمى بإسم رئاسة مجلس الوزراء فى تصريح رسمى بأن ما يتردد فى وسائل الإعلام وبعض المواقع الإلكترونية عن العصيان المدنى عار تماماً من الصحة، وأن الذى يحدث فعلياً أن بعض الأفراد يحاولون إجبار الموظفين ببعض المصالح الحكومية وخاصة دواوين بعض المحافظات مثل محافظة الدقهلية على الخروج ويعتدون عليهم فى حالة عدم الإستجابة له , ثم يأتى موقف الرئيس محمد مرسى الأكثر غرابة و يحاول التقليل من أهمية هذا العصيان بل أنه وصف من قاموا به بأنهم مجموعة من البلطجية , ويبدو من حوار مرسى مع الليثى على قناة المحور أنه «حوار الطرشان» حيث يجدد مرسى دعوته للحوار فى ظل غضب جماهيرى والدعوة لعصيان مدنى وإسقاط مرسى، ويتحدث عن انتخابات برلمانية وهى انتخابات غير شرعية وأصدرت الدستورية تقريرها بشأن قانون الانتخابات وأبدت ملاحظات عديدة عليه، وكذلك مقاطعة معظم الأحزاب للانتخابات وفى مقدمتها جبهة الانقاذ، إلا ان الرئيس مرسى لم يهتم بذلك، واستمر هو وجماعته فى السير فى الطريق الخطأ والعناد. الواضح أن مؤسسة الرئاسة لاتريد الاعتراف بأنها فى خطر , ولاتريد أن تظهر فى موقف الضعيف , ولاتحاول حتى النظر الى مطالب الشارع واستعادة الهدوء له. ويبقى السؤال هنا يبحث عن اجابة شافية هل سينجح العصيان المدنى الذى بدأت شرارته فى محافظة بورسعيد ودخل فى أسبوعه الثانى الأن وانتشر فى بعض المحافظات الاخرى ؟؟ واذا طالت مدة العصيان المدنى واتسعت دائرته اكثر من ذلك فى ظل الصمت الحكومى الغير مفهوم وعدم الاكتراث بعواقب ما يحدث الى الان فماهو حجم الخسائر التى سيتعرض لها الاقتصاد المصرى ؟؟ فى هذا الاطار قدر خبراء الاقتصاد الخسائر التى يتكبدها الاقتصاد يوميًا جراء العصيان المدني بنحو 400 مليون جنيه يوميًا فى المدينة الواحدة من مدن القناة ، أى أنها بلغت نحو 2.8 مليار جنيه بعد مرور أسبوع على إعلان العصيان فى بورسعيد، كما قدرت خسائر توقف المنطقة الصناعية عن العمل بنحو 18 مليون جنيه يوميًا، فضلًا عن التخوفات من تفضيل الشركات العالمية نقل بضائعها عبر خطوط ملاحية أخرى تجنبًا لأي أزمة قد تقع , كما هددت عدة خطوط ملاحية بنقل أنشطتها إلى موانئ إقليمية أخرى فى المنطقة بسبب استمرار إغلاق ميناءى شرق وغرب بورسعيد، ومنها أكبر 3 خطوط ملاحية فى مجال النقل البحرى «CMA-CGM» الفرنسى و«COSCO» الصينى و«MAERSK Line» الدنماركى. كما سيطرت موجة من التراجع علي مؤشرات البورصة خلال تعاملات الأسبوع الماضي نتيجة حالة الترقب, من جانب المستثمرين بعد تصاعد حدة التوترات السياسية وارتفاع أصوات الدعوات إلي العصيان المدني. مما حدا بمؤشرات البورصة للتراجع بشكل ملحوظ. فقد شهدت تعاملات الأسبوع تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة إيجي إكس30 ليغلق عند مستوي5627 نقطة مسجلا تراجعا بلغ1.56%. وهبطت الأسهم المتوسطة, حيث سجل مؤشرها إيجي إكس70 تراجعا بنحو2.64% مغلقا عند مستوي476 نقطة. وبلغ إجمالي قيمة التداول خلال الأسبوع نحو3.8 مليار جنيه, في حين بلغت كمية التداول نحو469 مليون ورقة منفذة علي105 ألف عملية أى أن دعوات العصيان المدني كبدت البورصة5.5 مليار جنيه خلال الأسبوع الأول فقط له. والأن ماذا تنتظر مؤسسة الرئاسة حتى تتخذ من القرارات مايساعد على احتواء غضب الشارع المصرى ؟؟ والى متى سيظل العناد والتجاهل من قبل السلطة هو سبيلها فى الرد على مطالب الثائرين ؟؟ لابد أن تفطن القيادة السياسية الى أنها لابد أن تنصت جيدا الى صرخات الشارع وتحاول الاصلاح ولا تقاوم ضد التيار حتى لاتنهار .