عقدت جبهة الإنقاذ الوطني مؤتمرا صحفيا منذ قليل، للتعليق على نتيجة الاستفتاء على الدستور، والتى أجريت على مرحلتين. قال حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى، إن الدستور الجديد هو فاتحة الباب لسلسة من التشريعات والقوانين، التى تجعل شعبنا مقدم على سلسلة من القوانين التى تعصف بالحريات العامة وتنكل بالفقراء فى هذا الوطن . وعن الانتخابات التشريعية القادمة، قال صباحى، نحن كجبهة انقاذ وطنى سنبقى فى اعلى درجة من الوحدة والنضال، وجاهزون لخوض معارك ديمقراطية من اجل الحرية. وشدد صباحى على هذا الالتزام فى النضال من اجل تغيير الدستور والتصدى للقوانين التى ستترتب عليه، وسيعتمد على الشعب المصرى من اجل الوصول لاهدافه وفى نفس الاتجاه قال الدكتور عمرو حمزاوى، استاذ العلوم السياسية، إن الدستور يفقد شرعية الشعب المصرى. ومن جانبه قال جورج اسحق، ما زلت اثق فى الشعب المصرى، ولا يمكن ان يختطف احدا منا مصر، هناك نخبة جديدة تتكون فى مصر من الشباب ويجب ان يأخذوا فرصتهم كاملة، وسنلجأ إلى كافة الوسائل السلمية لمعارضة الدستور وإسقاطة. وأضافت الجبهة فى بيانها، أن "نتيجة الاستفتاء هي بسبب ما شهده من تزوير وانتهاكات ومخالفات وأوجه قصور تنظيمه، ابتداء من غياب الإشراف القضائي الكامل، إلى إبطاء التصويب بسبب مضاعفة عدد الناخبين في كل لجنة، ما أدى إلى إنصراف معظم الناخبين من الطوابير الطويلة دون تصويت، وفتح بعض اللجان متأخرا، وإغلاق باب التصويت قبل الموعد المحدد، وتوجيه الناخبين إلى التصويت ب"نعم" داخل اللجان وبواسطة رؤساء اللجان والموظفين بها، وغير ذلك من مخالفات وانتهاكات تم توثيقها وتقديمها للنائب العام واللجنة العليا للانتخابات للتحقيق فيها".
وأوضح اليبان أنه "أيا كانت النتيجة، فإن الحقيقة الكبرى التي يستحق الشعب المصري التحية والتقدير من أجلها أنه تحمل مسؤوليته وأكد جدارته بالاحترام، بهذا الإقبال الكبير على التصويت بالرفض، ولم يستجب هذه المرة للدعاية المضللة التي صورت الأمر كذبا وكأنه تصويت على الشريعة، فقد اكتشفت جماهير الشعب العظيم أن الإسلام بريء من هذا كله، وأن من ينسبون أنفسهم إلى الإسلام يدافعون عن مصالح دنيوية، ويناصرون كبار الرأسماليين، ويصرون على إصدار دستور لا يحمي حقوق الإنسان المصري، ولا يقيم دولة ديمقراطية، وهكذا جاءت نتيجة التصويت مخالفة تماما لنتائج الاستفتاء السابق في مارس 2011، حيث انخفضت بشكل واضح بسبب وعي الشعب".
وأكد البيان أن النتيجة "تُسقط ما كانوا يرددونه دائما من أننا نخشى مواجهاتهم في صندوق الانتخابات، فقد واجههم الشعب المصري في الصندوق، وسيواجههم في الانتخابات المقبلة، وسيؤكد لهم أن عصر التضليل باسم الدين ولى، وأن المنافسة السياسية تدور بالأساس حول مصالح الناس، وسنواصل نضالنا مع هذا الشعب من أجل ضمان مصالحه في حياة آمنة ولقمة عيش كافية، وتعليم وعلاج وسكن، ونؤمِّن لأبنائه مستقبلا أفضل. سنواصل نضالنا مع الشعب المصري من أجل أن يحظى بحقوقه وحرياته، وعلى رأسها حقه في أن يختار حكامه، ويغيرهم دوريا بإرادته الحرة في انتخابات نزيهة".
وخاطب بيان الجبهة جموع الشعب المصرى ، قائلا: "يا شعبنا العظيم.. لك منا كل التحية والتقدير، لإصرارك على التغيير واستعدادك لدفع ثمن التغيير من السلطوية إلى الديمقراطية، ونقدم تحية خاصة للمرأة المصرية، التي كانت طرفا أساسيا في الثورة وفي كل المعارك السياسية حول مستقبل مصر. وسيكون نضالنا أكثر فاعلية ونفوذنا السياسي أكثر تأثيرا، نتيجة للتطورات الإيجابية التي تشهدها الساحة السياسية حاليا، باندماج عدد من الأحزاب معا في حزب واحد كبير، يعلي من شأن العدالة الاجتماعية، كما أن جبهة الإنقاذ الوطني ستكون أكثر تماسكا، وستواصل مسيرة العمل الجبهوي بين أطرافها، مستفيدة من خبرة الممارسة والدروس المستفادة من تجربة الاستفتاء. وعهدنا لك أننا سنواصل معك وبفضلك النضال من أجل مستقبل آمن وأفضل، والاستفتاء ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد معركة في هذا الصراع الطويل حول مستقبل مصر، ولن نسمح بتغيير هوية مصر أو عودة الاستبداد أبدا، ولن نسمح باستمرار الاستغلال، وسنواجه ما يصدر من مجلس الشورى من تشريعات تؤثر على مصالح الناس ومستقبلهم، ونواصل سعينا بأساليب ديمقراطية لتغيير هذا الدستور. كما سنواصل نضالنا إلى أن تتحقق أهداف ثورة 25 يناير كاملة، في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، التي قدم الشعب من أجلها ألف شهيد وعشرة آلاف مصاب، ونحن جميعا على استعداد للتضحية بأرواحنا وأجسادنا من أجل هذا الهدف العظيم".