" دستور يا باشا ، دستور يا بيه " ، " دستور بلدنا ليك ولولادنا " بعشرة جنيه بس هكذا ينادى "نبوى" لبيع المسودة النهائية لدستور مصر 2012 على مسامع الناس فى الشارع ليشتريها كل مواطن مصرى ويتخذ قرار هو الأصعب فى مستقبل مصر لعدة عقود قادمة . "نبوى عبد الستار غنيم " شاب فى العقد الثالث من عمره مقيم بقرية صنصفط مركز منوف ، لم يحصل على فرصة عمل طيلة حياته وتعقد الأمر أكثر لتخطيه سن الثلاثين ، فقرر أنه يأكل عيش على حس الدستور الجديد فذهب لإحدى المكتبات وطلب منها نسخة مصورة من الدستور الجديد يأخذها ب 7 جنيها ويبيعها ب10 جنيهات.
وعلى الرغم من أن طباخ السم بيدوقه إلا أن "نبوى" لم يقرأ الدستور ، وأكد نبوى أنه حتى إذا كان يستطيع القراءة والكتابة فلن يقرأ الدستور قائلا " انا مقرأتش الدستور لانى مبعرفش أقرأ وكمان لإن الاخوان هما اللى كتبين الدستور وأنا مبحبش الاخوان ومن غير ما أتكلم الدستور متفصل عشان يحكموا البلد ".
وأكد بائع الدستور أنه لن يشارك فى الاستفتاء على الدستور الذى سيجرى فى منتصف شهر ديسمبر الجارى مشيرا إلى انه كان يجب على الرئيس أن يمد فترة دراسة الدستور حتى يستطيع غالبية الشعب أن يطلع عليه ويقرأه جيداً ، و" نسترزق إحنا برده فترة أطول" ، مؤكداً أن الرئيس تسرع فى طرح الدستور للاستفتاء.
وأكد نبوى أنه بدأ فى بيع الدستور منذ يومين مشيراً إلى أنه لا يلقى قبول كبير بين المواطنيين فى فى القرى ويزداد إهتمام المواطنيين بالدستور فى شبين الكوم " عشان كدا أنا سيبت منوف وجيت شبين " ورفض نبوى الإفصاح عن عدد النسخ الذى قام ببيعها فى اليومين قائلا " هتبصيلى فى لقمة العيش يا بيه " .
وفى نهاية حديثه تمنى "نبوى" أن يلقى أبنه الوحيد "محمد" طالب بالشهادة الابتدائية حياة كريمة " يتعلم كويس ويتعالج كويس ويتخرج يلاقى شغل ".