ثارت الأجواء من جديد فى منطقة "بئر العبد" بعد مقتل 2 وإصابة 11 آخرين، فى معركة مسلحة وعنيفة بين عائلتين، نشبت فى بداية الأمر أمام محطة وقود بسبب أولوية الوقوف فى الطابور أمام إحدى المحطات فى قرية "رابعة" . وقال شهود عيان إن المعركة نشبت على خلفية مشاكل عائلية بين أولاد عمومة من قبيلة واحدة "قبيلة البياضية" طرفاها "أولاد منصور"، "أولاد الجمل" على خلفية مشكلة بينهما منذ شهر تقريبا، تتعلق بأولوية تعبئة البنزين من إحدى محطات الوقود، وتم الاحتكام للعرف بتحديد جلسة عرفية، لم يفصل بها حتى الآن .
وأضاف الشهود أن مشادات وقعت بين عدة شباب من العائلتين تطورت إلى الإشتباك بالأيدى ثم إلى إستخدام السلاح، مما أدى لمقتل شاب من عائلة أولاد منصور دون معرفة قاتله، فيما أصيب شاب آخر، وتم نقله على الفور لمستشفى الجامعة بالإسماعيلية.
هذا وتوترت الأوضاع بشكل أكبر بعد مقتل مواطن وإصابة آخر من أبناء أولاد منصور، مما أدى إلى إرتفاع حدة التوتر عند أهل القتيل، وتوجههم إلى حرق منازل أولاد الجمل، الذين هجروا قرية "رابعة" نهائياً فى اتجاه مدينة القنطرة بمحافظة شمال سيناء، تاركين منازلهم خوفاً من الإحتقان، خاصة أنهم قاطنون بمنطقة واحدة لكونهم أولاد عمومة، ومن قبيلة واحدة .
وأكد الشهود أن عائلة أولاد منصور أحرقوا العديد من منازل ومحلات أبناء عمومتهم من عائلة أولاد الجمل، بعد مقتل ذويهم، وفى أثناء حرقهم منزل كبير عائلة الجمل، إنفجرت فيهم أنبوبة بوتاجاز داخل المنزل مما أدى إلى مقتل أحد العازمين على حرق المنزل، وإصابة 11 من مرافقيه، جميعهم نقلوا إلى مستشفى العريش العام فى إصابات خطيرة للغاية .
فيما صرَّح مصدر طبى بمستشفى العريش العام إن كافة الإصابات التى وصلت إلى المستشفى مصابة بحروق من الدرجة الأولى وحالتهم خطيرة جداً، ومن بينهم على الأقل 5 فى حالة حرجة للغاية، ولا يستجيبون للعلاج حتى الوقت الحالى .
وأوضح شهود عيان، ان تعزيزات من قوات الجيش والشرطة وصلت إلى القرية للفصل بين العائلتين وقت إندلاع المشادات، إلا أنها لم تستطع الفصل، فيما توافد أبناء ومشايخ القبائل المقيمة بمركز بئر العبد"الأخارسة والسماعنة والعقايلة" لتهدئة الطرفين، والحيلولة دون تطور الأوضاع، ووقوع المزيد من الضحايا من الجانبين .
هذا وتحاول الجهود القبلية التدخل سريعاً منعاً للمزيد من التوتر، ووقف شلالات الدم التى من الممكن أن تنفجر بسبب إمتلاك الجميع الأسلحة وخاصة وجود مساكنهم فى مناطق متقاربة .
وأكد مصدر قبلى من داخل إحدى العائلتين أنه من المنتظر تحديد جلسة عرفية للإحتكام بين الطرفين وتهدئة الأوضاع، مؤكداً أنهم فى إنتظار قبول أولاد منصور إختيار مجلس للإحتكام داخله، خاصة أن العائلتين من قبيلة واحدة ولن تقبلا الإحتكام داخل القبيلة، على حد قول المصادر .
ومن جانبه، زار اللواء "عبدالفتاح حرحور"، محافظ شمال سيناء، المصابين فى المشاجرة التى جرت بين العائلتين، واطمأن على الرعاية الطبية المقدمة لهم داخل مستشفى العريش العام .
وأعطى المحافظ توجيهاته بتوفير كافة أوجه الرعاية الطبية للمصابين، كما وعد بمخاطبة وزير الصحة لإنشاء وحدة للحروق بمستشفى العريش العام، إلى جانب المعدات الطبية المقررة للمستشفى .
وفى سياق متصل، أغلقت قوات الشرطة والجيش جميع مداخل القرية، وفرضت كردوناً على القرية، لمنع تجدد الإشتباكات بين العائلتين، ومنع أى أعمال تخريبية من جديد للمنازل والمحلات .