قتل مسلحون الخميس تسعة شرطيين وحراس من احد السجون في مدينة لاهور شرق باكستان، في الهجوم الثاني من نوعه في غضون ثلاثة ايام على قوات الامن، حسبما اعلنت الشرطة. واعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم الذي نفذه عشرة مسلحين اقتحموا بحسب الشرطة مقرا سكنيا لشرطيين وحراس اتوا من المنطقة المضطربة شمال غرب البلاد للمشاركة في تدريبات في لاهور.
ويثير هجوم الخميس واخر استهدف مخيما عسكريا الاثنين مخاوف من تجدد العنف في البنجاب المحافظة الاكثر اكتظاظا في البلاد والتي سيكون لها دور اساسي في الانتخابات العامة المقبلة، بعدما شهدت في العام الماضي تراجعا في الهجمات المنسوبة الى متمردي حركة طالبان.
وقال قائد شرطة البنجاب حبيب الرحمن ان المهاجمين اتوا على متن ثلاث دراجات نارية وسيارة وكانوا مسلحين برشاشات كلاشنيكوف وقنابل يدوية.
واضاف انهم اقتحموا المبنى الواقع في حي ايشرا المكتظ بالسكان حيث كان قرابة 35 شرطيا وحارسا من احد السجون لا يزالون نائمين فجر الخميس.
وقال احد الناجين لوكالة فرانس برس من على سريره في المستشفى ان الموجودين في المبنى قفزوا الى اسطح المنازل المجاورة للهرب من الرصاص المنهال عليهم.
وروى محمد رضوان (23 عاما) "كنا قرابة 15 شخصا نائمين على السطح وبعضنا كان يؤدي الصلاة عندما بدا اطلاق النار في الاسفل. بعض زملائي الذين نزلوا ليسطلعوا الامر قتلوا او جرحوا".
وقال انه يعمل في السجن الواقع شمال شرق بيشاور وانه اتى الى لاهور قبل ستة اسابيع للمشاركة في تدريبات من المفترض ان تنتهي في 28 تموز/يوليو.
واضاف "لقد قفزت الى المنزل المجاور لانقذ حياتي وكسرت ذراعي. كما قفز غيري ايضا الى منازل مجاورة".
وقالت الشرطة ان تسعة اشخاص اخرين اصيبوا بجروح وان الضحايا تعرضوا لاطلاق النار بينما كانوا نائمين على فرش بسيطة باتت مضرجة بالدماء.
وروى احد السكان ويدعى محمد صديق (43 عاما) لفرانس برس انه راى مسلحين يفرون على متن دراجات نارية وجثة مضرجة بالدماء في الشارع قرابة الساعة 5,30 (00,30 تغ).
واعلن المتحدث باسم طالبان باكستان في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان الهجوم نفذ لان الضباط المشاركين في التدريب "يستخدمون في عمليات ضدنا".
واضاف "نريد ان نثبت انه لا يوجد مكان في مأمن منا".
وقال حبيب الرحمن للصحافيين "لقد قتل تسعة اشخاص حتى الان في الهجوم".
ولف المسعفون الجثث باغطية بيضاء بينما راح ناجون يبكون مقتل زملائهم. وبدت خارج المبنى الرمادي المؤلف من طابقين عبوات الرصاص الفارغة بحسب الصور التي عرضها التلفزيون.
وتشتبه الشرطة في ان هجوم الخميس من تنفيذ "العصابة نفسها" التي قتلت سبعة عناصر من الامن في مخيم عسكري في منطقة غوجرات التي تبعد 150 كلم جنوب شرق اسلام اباد الاثنين.
كما اشار مسؤول امني رفيع المستوى لفرانس برس ان هجوم الاثنين "من المرجح جدا" ان يكون من تنفيذ مسلحين تابعين لمنظمة محظورة تتعاون مع طالبان.
ويبلغ عدد سكان لاهور العاصمة الثقافية لباكستان والقريبة من الحدود الهندية، ثمانية ملايين نسمة وكانت شهدت في العام 2010 سلسلة من الهجمات العنيفة نسبت الى ناشطين مرتبطين بطالبان او بتنظيم القاعدة.
لكن، ومنذ مطلع 2011، تراجعت حدة اعمال العنف الناجمة عن متطرفين اسلاميين متمركزين في شمال شرق البلاد على الحدود مع افغانستان.
وازداد التوتر بين المنظمات المتطرفة واليمينية منذ اعادت باكستان الاسبوع الماضي فتح حدودها امام شاحنات تموين الحلف الاطلسي في افغانستان بعد حظر استمر سبعة اشهر.
وتعارض لجنة الدفاع عن باكستان وهو تحالف يضم مجموعات يمينية واسلامية متطرفة، تحالف الحكومة مع واشنطن واستئناف تموين قوات الاطلسي التي تحارب حركة طالبان في افغانستان.
وحث حفيظ محمد سعيد مؤسس حركة عسكر طيبة التي يشتبه بتورطها في اعتداءات بومباي في العام 2008 والذي رصدت الولاياتالمتحدة مكافاة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء القبض عليه، السكان الى التظاهر.
وقبل ساعات فقط على هجوم الاثنين، عبر الاف من مؤيدي لجنة الدفاع عن باكستان منطقة غوجرات في مسيرة احتجاج على اعادة فتح اسلام اباد اراضيها امام مواكب تموين قوات الحلف الاطلسي المنتشرة في افغانستان.
وكانت باكستان اغلقت حدودها اثر غارة جوية اميركية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي راح ضحيتها 24 جنديا باكستانيا.
وادت الغارة الى تراجع العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن الى ادنى مستوى منذ الهجوم الذي شنته وحدة كومندوس اميركية وقامت خلاله بتصفية اسامة بن لادن في باكستان في ايار/مايو 2011.
وبعد اشهر من المفاوضات، تم التوصل الى اتفاق بعد ان قدمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعتذارا على سقوط ضحايا في الغارة.