نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا للكاتب ايان بلاك اورد فيه ان جميع بلدان الشرق الاوسط ارسلت برقيات التهاني للسيد محمد مرسي, و لكن كانت هناك ايضا مشاعر مختلطة تحملها رسائل ايران و اسرائيل, و عدم اليقين بشأن الاتجاه المستقبلي للسياسة. ويقول بلاك إن القوى الإسلامية في كل مكان سعدت بفوز مرسي الذي يمثل نصرا تاريخيا للإخوان المسلمين. ولكن الانظمة الملكية المحافظة التي تأمل في تجنب احتجاجات الربيع العربي لم يسعدوا بفوز مرسي. ويقول بلاك إن تهنئة السعودية، التي أعرب عاهلها الملك عبد الله عن حزنه لما وصل إليه حال الرئيس المصري السابق حسني مبارك، كانت رسمية بشكل واضح. و يكمن التحدى الرئيسي أمام مرسي في الساحة المحلية، حيث يصمم المجلس العسكري علي التشبث بصلاحيتها للسيطرة علي الدفاع و السياسة الخارجية و الامن الداخلي. و توقع المحلل المصري سيد شحاتة انه " لن يمون هناك تغييرات جذرية". ويضيف بلاك أنه حتى مع الحد من سلطات الرئيس، فإنه من المتوقع ان يناقش الرئيس -رغم ضعف سلطاته- معاهدة كامب ديفيد، التي قد يؤدي التخلي عنها إلى حرب مع إسرائيل. و يضيف من الصعب تخيل استمرار مرسي على نهج مبارك، في تأييد استمرار فرض الحصار على غزة، ومن المرجح إعادة فتح معبر رفح. وأعربت صحيفة يديعوت أحرونوت، أكبر صحيفة و الاكثر تداولا بإسرائيل ، على ما وصفته ب "الظلام في مصر". وكان ذلك على النقيض من رسالة رسمية مقتضبة من بنيامين نتنياهو، بل يعكس المخاوف الاسرائيلية الشعبية حول مخاطر على المدى الطويل من الربيع العربي. وصلت مشكلة مرسي الخارجية أولا من إيران، حيث نقلت وكالة الأنباء عن الرئيس المصري الجديد قوله يوم الاثنين انه يريد اعادة النظر في السلام مع اسرائيل. الا انه نفى هذا بشكل قاطع على وجه السرعة ، وكذلك ذكرت بيان أنه يريد أن يرى "توازن الضغط" في المنطقة. ويضيف بلاك أن الأردن، الذي يدعمه الغرب، رغم تهنئته العلنية لمرسي، ليس راضيا عن فوزه، لأنه يمثل تشجيعا للإسلاميين في أراضيه. ويشترك المغرب مع الأردن في نفس المخاوف. أما عن سوريا، حيث يشكل الإخوان المسلمون جزءا كبيرا من المعارضين لحكم الأسد، قدمت الحكومة تهانيها الرسمية، وتجنبت الإجابة عن التساؤل عما إن كانت بلادها ستشهد انتخابات حرة و ديمقراطية قريبا.