صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر يمكن أن يكون فرصة للتيارات الإسلامية وفي مقدمتها الإخوان المسلمون لكتابة التاريخ وبناء الدولة المدنية الديمقراطية. وقالت الصحيفة إن اعتراف جنرالات المجلس العسكري - رسميا - بفوز مرسي، بمثابة الإسلاميين انتصار رمزي باعتباره أول رئيس لمصر من خارج المؤسسة العسكرية. وأضافت الصحيفة إن جنرالات الجيش أظهروا قدرا من الاحترام للديمقراطية بقبولهم انتصار خصم سياسي كبير . أما صحيفة " واشنطن بوست " فقد اعتبرت مرسي الذي يعد أول رئيس ينتمي لتيار الإسلام السياسي لدولة عربية جاء تعبيرا عن تصاعد هذا التيار السياسي بالمنطقة. وأكدت الصحيفة إن مهمة الرئيس محمد مرسي لن تكون سهلة بالمرة حيث تنتظره تحديات كبيرة وتطلعات وطموحات عريضة للمصريين.ولكن الصحيفة توقفت عند الصلاحيات التي سيحظي بها الرئيس الجديد ووصفتها بأنها حتي الآن " مجهولة " . أما هيئة الإذاعة البريطانية " بي.بي.سي أفردت أمس مساحات كبيرة من تغطيتها الإخبارية لأنباء فوز محمد مرسي برئاسة مصر، ووصفته بأنه أول خطوة حقيقية تخطوها مصر علي طريق الانتقال نحو الديمقراطية . ونقلت" بي.بي.سي " بتوسع ردود فعل كبريات الصحف البريطانية، وقالت إن فوز مرسي، طغي علي اهتمام الصحف البريطانية الصادرة أمس، وينقل التقرير أبرز ما جاء في كبريات الصحف البريطانية من تقارير مراسليها بالقاهرة، وأقلام كبار محلليها وكتابها وعلي رأسهم البريطاني الأشهر روبرت فيسك . وتبدأ " بي.بي.سي " تغطيتها الاستثنائية أمس من صحيفة " جارديان " حيث أعد المحلل السياسي البريطاني إيان بلاك تقريرا بعنوان "فاز مرسي ولكن سلطة الجيش باقية". ويبدأ بلاك تحليله بقوله إنه في النهاية بالطبع لم يبق سوي مرشح واحد، علي الرغم من أن التوتر والترقب استمر لآخر لحظة. ويضيف بلاك أن "فوز مرسي علامة بارزة في فترة حافلة أعقبت الثورة، وعلامة فارقة في الربيع العربي". وقال بلاك إن فوز ممثل جماعة الإخوان المسلمين أقدم حركة إسلامية في العالم، في أول انتخابات حرة ونزيهة في أكبر دول العالم العربي سكانا، سيكون نصرا واسع الصدي في المنطقة المضطربة. إنه نصر "معيب ومشروط". ويقول بلاك إن مرسي أول رئيس مدني لمصر منذ إطاحة جمال عبد الناصر ورفاقه من الثوار الأحرار بالملكية، ولكن "أكبر مشكلة تواجه مرسي هي أن العسكر ما زالوا موجودين، وهم السلطة الحقيقية خلف العرش". ولكن بلاك يري أن مصر تغيرت كثيرا منذ الإطاحة بمبارك في فبراير من العام الماضي. ويقول إن توقع المصريين أصبح كبيرا، وأصبح من المستحيل العودة إلي "المربع الأول". ويضيف بلاك أن الاستقطاب السياسي واضح للغاية في مصر، ويظهر جليا في حصول أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، علي نحو 48 في المئة من الأصوات، حيث واجه الكثير من المصريين في الانتخابات "خيارا بين نقيضين غير مستساغين". ويري بلاك أنه علي الرغم من أن هذه الانتخابات كانت حرة ونزيهة، فإن تزوير النتائج في عهد مبارك استبدل باستراتيجية أكثر حنكة، حيث يصف مصريون حل البرلمان الذي سيطر عليه الإسلاميون، والإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري مؤخرا، بأنه "انقلاب ناعم" يضع "سلطة غير مسبوقة" في يد المجلس العسكري، ونظرا لذلك فإن "سلطة مرسي محدودة للغاية". ويضيف بلاك أن فحوي التفاوض الذي بدأ بين الإخوان والمجلس العسكري خلف الكواليس ليس معلوما إلي الآن، ولكن "سيكون من المدهش أن يتخلي أعضاء المجلس العسكري عن امتيازاتهم ومخصصاتهم المالية وسلطة شن الحروب وإدارة السياسة الخارجية والسيطرة علي الأمن الداخلي". وننتقل إلي صحيفة " إندبندنت " حيث كتب روبرت فيسك افتتاحية الصحيفة بعنوان "مرسي ليس ثوريا وليس قوميا وصفوة الجيش نصبوا له بالفعل العديد من الفخاخ". ويقول فيسك "بينما كان المصريون يترقبون نتيجة الانتخابات .. كنت أقوم بزيارة لبيت سعد زغلول .. لم تكن زيارتي لإجراء مقابلة، حيث توفي سعد زغلول منذ 85 عاما.. بل لزيارة منزل رجل ربما كان ملائما لزعامة مصر الآن". ويقول فيسك "كان زغلول زعيما ثوريا وقوميا، وقف حزب الوفد الذي يتزعمه في وجه الاحتلال البريطاني، وكانت زوجته صفية من نصيرات حقوق المرأة العظيمات". ويقول فيسك "ولكن محمد مرسي ليس ثوريا، وليس من دعاة حقوق المرأة، وليس قوميا، وعلي الرغم من هذا فإن المجلس العسكري نصب له الكثير من الفخاخ". ويضيف فيسك، ولكن مرسي تغلب علي أحمد شفيق، ممثل النظام القديم، و"هذا كان سيحوز علي رضا زغلول لدرجة ما". ويري فيسك أنه علي النقيض من مرسي، فإن زغلول كان يريد أن يعيش في مصر حديثة تقدمية علمانية. وينهي فيسك مقاله قائلا إنه "من المؤسف أن يموت زعيم ولد قبل عصره، مثل زغلول يائسا من شعبه. حيث كانت آخر كلماته قبل وفاته "غطني يا صفية، لا جدوي"، أو حسب التعبير المصري، "غطني يا صفية، مافيش فايدة". أما صحيفة " فاينانشال تايمز " فقد أبرزت أيضا بنتائج انتخابات الرئاسة المصرية، حيث أعد مراسلاها في القاهرة تقريرا بعنوان "مرسي يواجه تحدي مداواة الانشقاقات في مصر". ويقول مراسلا الصحيفة إن نتيجة الانتخابات تدفع مصر إلي فترة من عدم الوضوح، يتقاسم فيها السلطة الجيش والإخوان المسلمون. ويقول التقرير إن محللين ودبلوماسيين يرون أن فوز مرسي يدل علي أن التحول الديموقراطي الذي بدأ العام الماضي لا يزال مستمرا علي الرغم من مساعي المجلس العسكري لإحكام قبضته علي السياسة والحد من السلطات الرئاسية. وتضيف الصحيفة قائلة إن الكثير، ومن بينهم الأقباط، يخشون من تولي الإخوان زمام الأمور، حيث يخشون من القيود علي الحريات الشخصية، أو زيادة التمييز ضدهم. وتواصل الصحيفة أن مرسي حاول أن يمد يده لمن يتخوفون منه، حيث تعهد في الأسابيع الأخيرة بأن يتولي الأقباط والمرأة وبعض المرشحين الرئاسيين السابقين مناصب هامة كنواب ومستشارين. كما تعهد بتعيين رئيس وزراء من خارج الإخوان المسلمين. وحاول أيضا بناء جبهة عريضة من الساسة العلمانيين والنشطاء الشباب. أما صحيفة " ديلي تليجراف " فركزت علي مخاوف الغرب من تولي الإخوان المسلمين سدة الحكم في مصر. ويقول ريتشارد سبنسر مراسل الصحيفة في القاهرة إن علي مرسي أن يثبت للغرب، بما فيه الولاياتالمتحدة، التي تدعم وتقدم معونات للجيش المصري، أن وصول الإسلاميين للسلطة لا يمثل تهديدا لحقوق الإنسان في الداخل أو الاستقرار والأمن في الخارج.