قال التلفزيون الإسرائيلي إن هناك تخوفا من إمكانية تعرض الطلبة الثلاثة الاسرائيليين للاختطاف بعد خروجهم من مستوطنة "كفار عتسيون"، الواقعة جنوب بيت لحم؛ وتقوم قوات الأمن الإسرائيلية بأعمال تمشيط واسعة النطاق، في قرى محافظة الخليل وبيت لحم على حد سواء، للعثور على هؤلاء المفقودين. وأضاف أن الكثير من الشواهد تشير إلى تعرض الفتيان الثلاثة للاختطاف، بهدف المساومة، للإفراج عن عدد من المسؤولين الفلسطينيين المعتقلين على جانب اخر أعلن تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام وبيت المقدس" مسؤوليته عن اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة، وجاء في بيان منشور عبر الإنترنت، أن عملية الاختطاف جاءت انتقاما لمقتل ثلاثة نشطاء سلفيين بنيران الجيش الإسرائيلي، في بلدة يطا جنوبي الخليل، قبل عدة أشهر؛ ومن جانبها أعلنت أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، أنها لا تملك أية معلومات عن المفقودين الإسرائيليين الثلاثة، ورفضت هذه الأجهزة تحميل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، السلطة الفلسطينية المسؤولية عن سلامة الفتيان المفقودين، واصفةً هذه التصريحات بالجنون، ذلك لأن الأحداث وقعت في المنطقة C، الخاضعة لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية كاملة؛ وقالت مصادر فلسطينية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر أوامره إلى قادة قوات الأمن الفلسطينية، بمد أية مساعدة ممكنة لقوات الأمن الإسرائيلية، في أعمال التمشيط الجارية بحثاً عن المفقودين. من جهته، قال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان، في مقال له، إن "كافة الشواهد تشير إلى اختطاف هؤلاء الطلبة" ؛ وطرح ميلمان أربعة سيناريوهات لهذه القضية، الأول أن يكون الطلبة على قيد الحياة، والثاني أنهم موتى وتم دفنهم، والثالث أنهم في الضفة الغربية، في منزل معد مسبقاً (SAFE HOUSE)، والرابع أنهم في موقع أقل أمناً في الضفة الغربية. ونوه ميلمان إلى انه لم يحدث في السابق أن تم اختطاف ثلاثة إسرائيليين في هجوم واحد طوال الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني؛ واعتبر ميلمان أن معظم الدلائل تشير الى أنها كانت عملية مخطط لها، ومنفذة بشكل ممتاز، مرجحا أن يكون الخاطفون أقنعوا التلاميذ، أو أرغموهم، على ركوب السيارة والسفر معهم ؛ وأنه من المحتمل جداً، كما تشير حالات سابقة، أن الخاطفين انتحلوا شخصية إسرائيليين وأنهم يتحدثون العبرية بطلاقة ويرتدون ملابس اعتيادية، وربما ملابس يهود متدينين. وقال " ميلمان "ان المشتبه فيهم هم من حركة حماس والجهاد الإسلامي، وهم من حاولوا في السنوات الماضية تنفيذ عمليات خطف تم إحباطها جميعاً، لكن التوقيت سيء لحماس، فقبل أسابيع قليلة، انضمت الحركة الى حكومة الوحدة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، والرئيس محمود عباس، وسيكون تبني مسؤولية الخطف محرجاً جداً له ولسلطته الفلسطينية". وأضاف ميلمان: "لكن في نهاية الأمر، هؤلاء الذين بدأوا ونفذوا العملية، سيخرجون الى العلن، وينشرون بيانا بتحمل المسؤولية، وسيعرضون مطالبهم"؛ وكشف ميلمان أن قوات الأمن الإسرائيلية على يقين من أن العملية تهدف إلى مساومة إسرائيل لإطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وأشار إلى أنه ثبت للفلسطينيين، على مدار السنوات الثلاثين الماضية، أن خطف جنود ومدنيين إسرائيليين أداة ناجحة جدا يأتى هذا فى الوقت الذى تتعهد حكومات إسرائيل المتعاقبة بعدم الرضوخ لمطالب الخاطفين، كانت ترضخ مرةً تلو الأخرى، وتطلق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين، وكثيرون منهم مدانون بقتل إسرائيليين ويقضون أحكاماً مؤبدة.