من المعلوم ان الحرية تتناسب طردياً مع ثقافة المجتمع وتطوره ومدى تحمل أفراده للمسئولية فإذا ماكان الشعب غير مؤهل لتحمل المسئولية تقلصت مساحة الحرية التى تتاح له ، وعلى العكس من ذلك كلما كان المجتمع متطوراً وحضارياً ساعد ذلك على زيادة مساحة الحرية التى يمارسها الأفراد ومعها يدرك الأفراد مسئوليتهم أمام المجتمع وازاء بعضهم البعض وحرياً بنا أن نعرف أن الحرية والمسئولية وجهان لعملة واحدة أو بمعنى آخر لا حرية بدون الشعور بالمسئولية واحترام حرية الآخرين وعدم الاعتداء عليها سواء كان باللفظ أو السب أو القذف أو بأى صور الإساءة والا فلا فائدة للقوانين التى شرعت لتنظم حياة الأفراد وحمايتها من أوجه الاعتداء عليها . ولعل الانفلات الأخلاقى الذى أصاب الكثير ممن كنا نعتبرهم أصحاب رأى وفكر مؤثر فى عقل ووجدان المواطن المصرى فى هذه الأونة خير دليل على الفهم الخاطئ للكثير منهم لمعنى ومفهوم الحرية وهذا أمر يمكن قبوله من أشخاص عاديين يتعاملون بفطرتهم وطبائعهم الغريزية ولكنه غير مقبول لمن يحسبون على الوطن انهم أصحاب رأى وقلم وهم يتطاولون على رجال وحماة أمن مصر ويطالبهم بأن يقوم جحافل رجال الامن بجمع الزبالة ليكفروا عن ذنوب ارتكبوها وحدد لهم ست خطوات عليهم الالتزام بها وحددتها فكرة القمامه التى نغصت عليه حياته وتم نشرها فى جريده الاهرام يوم 28/2/2012 وقد جائنى من جحافل رجال الامن كلاماً يمتلئ بالمراره والاس من تلك الاهانه الساقطه لشرفاء وحماة الوطن الساهرين على امن هذا الشعب الذى للاسف انه ينتمى اليه وتعقيباً على فكره القمامه فيبدو أن مفجرها لايعلم أن الحرية المطلقة التى دفعته الى اهانه الاخريين لاتاتى الا للحيوان الذى يعيش فى الغابات حيث تمارس الحيوانات حرياتها بدون قيد أوشرط وتفترس القوية فيها الضعيفة والتى لاحول لها ولاقوة وهذا مايعرف بقانون الغابة ومن أجل ذلك ناضل المثقفين والفلاسفة لوضع عقد اجتماعى يضمن الحياة الانسانية لكل الناس تكريماً لقدر وعظمة الإنسان عن الحيوان ويحفظ للناس حقوقهم ويبدو أن صاحب فكرة القمامه كان فى زيارة لحديقة الحيوان وصال وجال مع شريعة الغاب ضد الحضارة والمدنية وكانت حافزاً وملهمة لأفكاره المتوافقة مع قواعد وقوانين الغابة ولايدرى أن الرجال الذين يطالبهم بالتكفير عن ذنوبهم هم الذين دافعوا بشرف وعزة عن الممتلكات الخاصة والعامة وكان شرفاً لهم أن يدافعوا عن مؤسسات الدوله بدلاً من أن يتخاذلوا أو أن يتهموا بالخيانة حتى ولو تمت محاكمتهم وهم يدافعون عن الأقسام والمراكز رمز الأمن لكل المواطنين ، الم تعلم يا صاحب أفكار القمامه أنك أول من القيت هذه الزبالة وأول المتسببين فى وساخة العقول والأفكار وأول من القى بالقمامه على الشرفاء الساهرين من اجل حمايتك وامثالك وأنت ترتعش خوفاً عندما يطرق طارق باب منزلك الم تعلم أن جهود هؤلاء الرجال هى التى مكنتك من الوصول الى عملك وللأسف لكى تلوث عقول المواطنين ، وهل نسيت أن ذلك المكان الذى تعمل به كان منبراً للعهد البائد وأنت كنت وما زلت من مكوناته ، الم تعلم يا صاحب الفكرة الزباله أن رجال الأمن لم ينفصلوا يوماً عن معارك الوطن وتحدياته وعن أماله وطموحاته فهؤلاء الفرسان ظلوا ومازالوا عبر التاريخ الوطنى جزءاً حياً وحيوياً من شعب مصر فى مواجهة جميع المخاطر والتحديات التى لا يستطيع أصحاب هذه الأفكار الساقطه أن يعرفوا ويقدروا خطورتها ، الم تعلم يا صاحب أفكار الزباله أن كل رجل من رجال الشرطة يكفيه شرفاً أن يخرج من منزله وهو لا يعرف متى سيعود وهل فعلاً سيعود لأسرته أم لا وهو يضحى بروحه ودمه فداء لامن شعب مصر وللأسف أنك من افراده وشهداء الشرطه خير شاهد على ذلك . فأين كنت يا صاحب الفكرة الساقطه عندما تصدى رجال الشرطة الفرسان للإرهاب والتطرف الطائفى الذى كان يهدد الأمن القومى لمصر وقدموا دمائهم وأرواحهم دفاعاً عن ارض مصر الم تعلم أن رجال الشرطة المصريين يحسب لهم أنهم على مستوى العالم هم الذين قضوا على أوكار تجارة المخدرات التاريخية فلم يعد لها وجود كما كنا نراها ونسمع عنها فى السبعينات والثمانينات كما أن هؤلاء الرجال هم الذين قضوا على العصابات المنظمة فى مجال الاتجار بالاشخاص والمخدرات وشهد العالم بهذا ، ولكن للاسف جاء صاحب الرأى والقلم ليلطخ التضحيه والفداء للساهرين على أمن هذا البلد ويكفى أن نقول له الم تشاهد عيونك ما يحققه رجال الأمن البواسل من نجاحات ضد الخارجين عن القانون والمروعين لامنك واولادك وكل ابناء مصر عبر شاشات التليفزيون فى نهاية كل يوم الم تخلع النظاره السوداء التى عتمت رؤيتك واصبحت لاترى ما يتم ضبطه وما يبذله الرجال من جهد من أجل هذا الوطن وللأسف أنك احد ابناءه ، أهذه هى الحرية التى تدعى وتتشدق بها واعتقدت انك وأمثالك خارج نطاق المسئولية والمحاسبة وهنا يتوجب على كل مواطن حر شريف أن يطالب وزارة الداخلية بأجهزتها المختصة أن تستخدم حقها القانونى فى الدفاع عن كرامة وهيبته أبنائها ورجالها وفقاً لما نصت عليه المادة 184 من قانون العقوبات والمتعلقة بالجرائم التى تقع بواسطة الصحف وغيرها والتى تعاقب كل من أهان أو سب الهيئات النظامية أو الجيش أو المحاكم أو السلطات أو المصالح العامة فى الدوله .