لا أحد يشكك مطلقا فى أن الأمومة غريزة استودعها الله فى كل أمهات الدنيا جميعاً من جميع الكائنات الحية ، فالأمومة فطرة جميلة وسعادة بالغة ونعمة من نعم الله تبارك وتعالى يهبها لمن يشاء ، وكثير من النعم لايدرك فضلها كثير من الناس ، فبعض البشر تعتريهم الصفات الأولية لسلبيات الإنسان ، ومنها الجهل بقيمة النعم ،فمن الناس من لا يشعر بها إلا عند زوالها ، فبعضهم ظلوماً جهولاً . وكثير من الناس يشكر الله كل حين على ما أتاه الله من النعم القليلة والكثيرة ، ويصونها ويرعاها . فالتربية جهد متواصل ، ورسالة سامية ، تشمل أحلاما وأهدافا تحتاج إلى تخطيط سليم وعزيمة صادقة لتتحقق تلك الأهداف ، وذلك الجهد والعناء هو قيمتها . ولعل المكانة الإلهية للأمومة بأن الجنة تحت أقدام الأمهات ، ليست لما تعانيه الأم من حمل ورضاعة وآلام المخاض فقط ، بل أيضا لما تبذله الأم من مجهود إنسانى فى التحمل والصبر والعزيمة التى لا تنطفىء ، والنور الذى يضىء حياة الرجل والطفل معا ، فى العطاء اللا نهائى والتفانى و التضحيات اللا محدودة ، فهذه الروح الداخلية طاقة إلهية نورانية تستشعر فيها قدرة الله وعظمته ، أنوثة مفعمة بالجمال والحب و الأمومة لكنها تحتاج من تفهمها وتؤمن بها فتستدعيها من داخل أعماقها ، فحينها تكون أما وزوجة حبيبة وأخت صديقة وأبنة تملىء الدنيا بهجة وسرورأينما حلت . وتستمر الرسالة الإنسانية الجميلة تتناقل عبر الأجيال ، فتعمرالأرض بأجيال رائعة يفخر بها الزمان ذاته ، أجيال تحمل لواء العمل والعلم والأخلاق ، شموس تضىء ظلمات العالم بالحب والتسامح ، والإبداع ، وكل ما تقوم عليه الحياة الجميلة المتحضرة . لكن الحياة لا تخلو من الضعاف الذين يصبغون الحياة بصبغة المرض والكسل أو الإعوجاج عن الفطرة ، والرعونة والتمنى واللامبالاة ، فهم يريدون ان تمطرلهم السماء ذهبا وفضة وهم نائمون ، وذريتهم ملعونة إذا صارت على نفس الشاكلة ، لأنهم يقذفون الحياة بحمم وبراكين موقوتة تظهرمن وقت لآخر كالإعصار فتظلم الحياة حتى تشرق الشمس من جديد ، لكن لابد ممن يزيل آثارهم ، فهذه بعض من سمات الحياة، ألا وهي الضعف، لكن ليس الضعف كالقوة..أبدا لا يستويان ، وخلق الإنسان ضعيفا ، ولكن وهبه الله عناصر كثيرة لتكسبه القوة ، أهمها العقل والعزيمة لو تخلى عنها صار واهناً ، وتعود المسألة لمكونات الشخصية وعوامل التربية الأصيلة الصحيحة ، فهى مثل دورة الحياة ، فالأنثى هى عصب الحياة ، لكن لو لم تكن صارت حية ، فهى حية وحياة . [email protected] [email protected] .