أعلنت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) عن رصد رصد مبلغ 13.7 مليون دولار أمريكي لتمويل عمليات الطوارئ الزراعية لمواجهة المجاعات ومساعدة الأسر المتضررة من النزاع في جنوب السودان على استعادة سبل معيشتها ودرء الأخطار المتزايدة الماثلة على أمنها الغذائي. ونقل بيان ل "الفاو" عن رئيس مكتب المنظمة الدولية بالجنوب السوداني، الخبيرة سو لاوتسيه، قولها "يواجه نحو سبعة ملايين شخص خطر الجوع بجنوب السودان، بما في ذلك ما يقرب من مليون شخص فروا من سكناهم بسبب الخوف وهرباً من القتال، بالاضافة الى نحو عشرة ملايين رأس من الماشية رُحّلت عن مراعيها المعتادة". واوضح البيان ان هذا الدعم تقدمة الحكومة البريطانية لتنمية أنشطة المنظمة الجارية بجنوب السودان. ويسمح التبرع بما قيمته 8.3 ملايين جنيه إسترليني (13.7 مليون دولار أمريكي، للفاو بالتحرك سريعاً لتوصيل البذور إلى الأسر المزارعة من أجل غرسها استعدادا لموسم الحصاد المقبل. وأضاف رئيس مكتب "الفاو" بجنوب السودان، "إننا نعمل في حدود تواريخ قصوى بالغة الصرامة ولدينا فرص جد محدودة لتوصيل البذور والمدخلات الأخرى الحيوية إلى المزارعين"، مشيرة الى انه في بعض المناطق بدأ سقوط الأمطار بالفعل الآن، وبمجرد بدء الأمطار تصبح عمليات الزرع متأخرة بل ويتعذر الوصول إلى عدة مناطق شاسعة بجنوب السودان. ومن بين سبعة ملايين شخص يصنفون في خطر من انعدام الأمن الغذائي المتفاوت بجنوب السودان، يقدر أن 3.7 مليون شخص واجهوا مستويات حادة من انعدام أمنهم الغذائي أو حالات طوارئ خلال فبراير، وتدعو وكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية معاً إلى حشد ما مجموعه 1.27 مليار دولار أمريكي تلبية للاحتياجات الإنسانية العاجلة في النصف الأول من عام 2014. وبينما عبأت "فاو" أكثر من 6 ملايين دولار إلى الآن، فإنها تناشد مجموعة متنوعة من الجهات المانحة رصد 25 مليون دولار إضافية، لكن التمويل المتاح أقل بكثير مما هو مطلوب لتأمين مساعدة الأسر المعوزة. وأكدت خبيرة المنظمة أن "الوقت يظل عنصراً حاسم الأهمية إذ ستغمر المياه معظم الطرق بالولايات المتضررة خلال موسم الأمطار، مما سيضطرنا إلى النظر في عمليات توصيل المساعدات جواً. وهذا أكثر تكلفة وأقل فعالية، وإن تعين علينا أن نبذل كل ما بوسعنا في هذا الوقت العصيب.