يواصل رئيس الوزراء الفرنسى المكلف مانويل فالس اليوم (الثلاثاء) مشاوراته التى يجريها فى إطار تشكيل الحكومة الجديدة المرجح الاعلان عنها غدا (الأربعاء) قبيل توجه الرئيس فرانسوا أولاند إلى بروكسل . واستقبل فالس صباح اليوم – بمقر وزارة الداخلية – وزير الدفاع فى الحكومة المستقيلة جون إيف لودريان ، وسط أنباء عن انه سيحتفظ بحقيبته في الحكومة المقبلة، أو يتولى إدارة وزارة الداخلية خلفا لمانويل فالس نفسه . كما التقى رئيس الحكومة بثلاثة ممثلين عن حزب الخضر البيئي (حليف الحزب الاشتراكى الحاكم) فى الحكومة المستقيلة . ومن المقرر أن يتوجه فالس في وقت لاحق إلى قصر ماتينيون ، مقر رئاسة الوزراء ، ليتسلم رسميا مهام منصبه من رئيس الحكومة المستقيل جون مارك أيرولت ، في مراسم رسمية تجري في الساعة الثالثة عصرا بتوقيت باريس (الثالثة بتوقيت القاهرة) . ومن المتوقع أن يحتفظ عدد من أعضاء الحكومة المستقيلة بحقائبهم وعلى رأسهم لوران فابيوس وزير الخارجية المتواجد حاليا ببرلين فى زيارة رسمية يعقبها بزيارة إلى بروكسل حيث يشارك في الاجتماع الوزاري لحلف الشمال الأطلنطى (الناتو). وقد تدخل إلى الحكومة المقبلة سيجولي نرويال المرشحة الرئاسية السابقة (2007) والرفيقة السابقة للرئيس فرانسوا أولاند ووالدة أبنائه الأربعة ، حيث يتردد أنها قد تتولى حقيبة العدل أو وزارة التعليم والثقافة والشباب . وكان الرئيس الفرنسى قد أعلن مساء أمس (الاثنين) قراره بتكليف مانويل فالس لقيادة الحكومة وذلك بعد الهزيمة التى لحقت بالتيار الاشتراكي الحاكم في الانتخابات البلدية الأخيرة . ولكن تكليف فالس (51 عاما) ، الشخص الذى يحظى بشعبية كبيرة وسط الرأى العام بحسب إستطلاعات الرأى المتوالية ، قوبل بإنتقادات من قبل مكونات التيار اليساري (خارج الحزب الاشتراكي) والتي شكلت مع الإشتراكي في الحكومة السابقة بقيادة أيرولت ، وأيضا من جانب اليمين المعارض واليمين المتطرف . وأكد الوزيران السابقان في الحكومة المستقيلة سيسيل دافلو (الإسكان) وباسكال كونفان (التنمية) وهما أعضاء في حزب البيئة إنهما "لن يشاركا في هذه الحكومة الجديدة"، واعتبرا أن فالس لا يحمل "الرد المناسب على مشاكل الفرنسيين" . ومن ناحيته .. إنتقد جون لوك ميلانشون المرشح الرئاسي السابق رئيس حزب اليسار المتشدد تكليف مانويل فالس لترؤس الحكومة الجديدة، معتبرا أن أولاند إختار الشخصية "الأكثر خلافية في التيار اليساري" . ودعا ميلانشون إلى التظاهر في الشوارع في الثاني عشر من الشهر الجاري ضد رئيس الوزراء الجديد الذى وصفه بأنه "الرجل ذو القبضة الحديدية". ورأى جون فرانسوا كوبيه أمين عام حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" (اليمين المعارض) أن ما اسماه "إقالة" جون مارك إيرولت ليست كافية لحل مشاكل فرنسا .. وأضاف أن المشكلات التي تواجه البلاد لا يمكن أن تحل بتغيير الوجوه والاحتفاظ بالسياسة ذاتها . أما مارين لوبان رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرف) فقد اعتبرت أن التعديل الحكومي لن يغير شيئا لأن"ما ينتظره الفرنسيون هو تغيير في السياسة وليس صفقة حكومية" . ووصفت لوبان رئيس الحكومة المكلف ب "الرجل الخطير"، متهمة أياه بعدم إحترام "الحريات الفردية والعامة".. مشيرة إلى أن تعيين فالس في هذا المنصب يهدف إلى "حرقه" لكي لا يعبر عن طموحاته (السياسية) في سياق الانتخابات الرئاسية المقبلة (2017) .