تستعد حركة النهضة الإسلامية المعتدلة الثلاثاء لقيادة حكومة ائتلافية بعد أن بعث فوزها بأول انتخابات حرة في تونس برسالة إلى المنطقة تفيد بأن الإسلاميين الذين كان نشاطهم محظورا باتوا ينافسون على السلطة بعد الربيع العربي. ومع استمرار فرز الأصوات قالت النهضة إن إحصاءها غير الرسمي يظهر فوزها في يوم الأحد في أول انتخابات تجرى منذ الانتفاضات التي بدأت في تونس وامتدت في أرجاء المنطقة. وسعيا لطمأنة العلمانيين في تونس وغيرها الذين يرون أن قيمهم الليبرالية والحداثية عرضة للخطر قال مسئولو الحركة إنهم سيشكلون ائتلافا مع حزبين علمانيين. وقالت زينب عمري، وهي شابة محجبة كانت ضمن حشد يحتفل خارج مقر حزب النهضة عندما أعلن مسئولو الحركة فوزها إنها لحظة تاريخية... لا أحد يمكنه أن يشك في هذه الانتخابات. النتائج أظهرت أن الشعب التونسي متمسك بهويته الإسلامية. وبعد يومين من إقبال لم يسبق له مثيل على التصويت في الانتخابات بلغت نسبته 90 في المائة ما زال المسئولون يفرزون الأصوات في بعض المناطق. وقالوا إن النتائج الكلية لن تعلن قبل مساء يوم الثلاثاء والهدف من انتخابات الأحد هو اختيار مجلس تأسيسي مدته عام سيضع دستورا جديدا ويعين رئيسا وحكومة انتقاليين ليديرا البلاد لحين إجراء انتخابات جديدة في أواخر العام المقبل أو مطلع 2013. ويتضمن النظام الانتخابي قيودا وضوابط تجعل من المستحيل تقريبا على أي حزب منفرد الحصول على أغلبية الأمر الذي يجبر النهضة على السعي لتكوين ائتلاف مع أحزاب علمانية من شأنها أن تحد من تأثيرها.وقال المنصف المرزوقي، المعارض السابق الذي احتل حزبه المؤتمر من أجل الجمهورية المركز الثاني في الانتخابات حسب النتائج غير الرسمية إنه مستعد للعمل مع النهضة وأحزاب أخرى. وأضاف المرزوقي، الذي أمضى سنوات في المنفى بفرنسا قبل الثورة التونسية في يناير، لرويترز في مقابلة أنا مع حكومة وحدة وطنية... نريد حكومة وحدة وطنية تكون بمشاركة أوسع الأطراف.